اقتصاد

صور أقمار صناعية تظهر بناء إسرائيل خطاً عسكرياً جديداً لتقسيم غزة

دبابات اسرائيلية في غزة

صدر الصورة، EPA

  • Author, بينيديكت جارمان، نيك إيردلي ومات ميرفي
  • Role, فريق بي بي سي لتقصي الحقائق
  • قبل 45 دقيقة

تُظهر صور الأقمار الصناعية التي حللتها وحدة التحقق من صحة المعلومات التابعة لبي بي سي أن إسرائيل تبني خطاً عسكرياً جديداً لتقسيم غزة، يفصلها عن أقصى شمال القطاع.

وتسيطر القوات على منطقة بعرض شمال غزة وتقوم بتطهيرها. تظهر صور الأقمار الصناعية ومقاطع الفيديو أن مئات المباني تم هدمها بين البحر الأبيض المتوسط ​​والحدود الإسرائيلية، معظمها من خلال تفجيرات محكمة.

كما تُظهر الصور أيضاً أن القوات الإسرائيلية ومركباتها متمركزة عبر الخط الفاصل الجديد، ويشير محللون إلى أن الصور تظهر تقسيم غزة إلى مناطق بهدف تسهيل السيطرة عليها.

يقول متحدث باسم الجيش الإسرائيلي لبي بي سي إن الجيش “يستهدف عملاء إرهابيين وبنية أساسية” في شمال غزة، بحسب تعبيره.

يقول الدكتور هارون هيلير، خبير في شؤون الأمن في الشرق الأوسط من مركز “روسي” للدراسات، إن صور الأقمار الصناعية تشير إلى أن إسرائيل تستعد لمنع المدنيين الفلسطينيين من العودة إلى محافظة شمال غزة. إذ تم تهجير أكثر من 100 ألف شخص من أقصى شمال غزة، وفقاً للأمم المتحدة.

ويبدو أن الصور تظهر قسمين بامتداد طريق على طرفي الشريط تم ربطهما بأراضٍ مُزالة عبر منطقة حضرية. ويجرى هدم المباني على جانبي الطريق، بتحرك واضح منذ أوائل أكتوبر/ تشرين الأول.

ويمتد هذا التقسيم على نحو 9 كيلومترات عبر غزة، من الشرق إلى الغرب، حيث يفصل مدينة غزة وبلدات جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا في شمال غزة.

وقد أفادت بي بي سي بوجود طريق تكتيكي بين جباليا ومدينة غزة، يشهد جزءاً من الأنشطة العملياتية التي تستهدف حركة حماس في جباليا.

وتُظهِر مقاطع فيديو صورها الجيش الإسرائيلي ونشرها على الإنترنت تدمير العديد من المباني متعددة الطوابق في تفجيرات محكمة منذ بداية شهر أكتوبر/تشرين الأول.

ويُظهِر الرسم أدناه أمثلة جرى تحديد موقعها الجغرافي بواسطة برنامج التحقق من صحة المعلومات التابع لبي بي سي على طول الممر الجديد.

بي بي سي تحدد موقع الانفجارات على طول الممر الجديد
التعليق على الصورة، بي بي سي تحدد موقع الانفجارات على طول الممر الجديد

وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي لبي بي سي إن الجيش ليس لديه نية لتدمير البنية التحتية المدنية “دون ضرورة عملياتية” بهدف تحييد حركة حماس.

وتُظهر مقاطع أخرى مركبات “همفي” التابعة للجيش الإسرائيلي وهي تسير عبر المنطقة التي جرى تطهيرها من اتجاه إسرائيل.

وتعد مركبات “همفي” أقل تسليحاً من غيرها من المركبات العسكرية، وقال الدكتور هيلير لبي بي سي إنه من غير المرجح أن تُستخدم إلا إذا كان الجيش واثقاً من عدم استهدافها، ما يشير إلى أن القوات الإسرائيلية تسيطر على المنطقة.

ويعتقد بعض المحللين أن وجود الجيش الإسرائيلي قد يدل على تقسيم عسكري دائم، ما يتيح له التحكم بمن يتنقل بين غزة ومحافظة شمال غزة.

وقال الدكتور هيلير عن الجيش الإسرائيلي: “إنهم يتحصنون على المدى الطويل. وأتوقع بالتأكيد أن تقسيم الشمال سيتطور تماماً مثل ممر نتساريم”.

وقد وثقت هيئة الإذاعة البريطانية في وقت سابق كيف جرى تقسيم غزة منذ بداية الحرب الحالية؛ فممر نتساريم يقسم منطقة جنوب مدينة غزة، في حين يمنح ممر فيلادلفيا الجيش الإسرائيلي السيطرة على الأراضي الممتدة على طول حدود غزة مع مصر.

ويظهرتحليل بي بي سي لهذا القسم الجديد في الشمال نمطاً مشابهاً لبناء الممرات السابقة على مدار العام الماضي، إذ يجرى ربط الطرق القائمة والجديدة، وظهور المواقع العسكرية على فترات منتظمة. كما يجرى إزالة المباني والأراضي الزراعية حتى يمكن رصف الطرق وبناء البنية التحتية العسكرية.

التطهير على طول الخط الفاصل

وقال الدكتور إيدو هيخت من مركز بيغين – سادات للدراسات الاستراتيجية (بيسا)، وهو مركز أبحاث إسرائيلي متخصص في الأمن القومي والسياسة الخارجية، إنه يتفق مع البيانات التي تظهر وجود خط تقسيم جديد، ولكنه تساءل عما إذا كان هذا التقسيم مصمماً ليكون دائماً.

وأضاف: “هناك ممر تقسيم جديد يفصل بين مدينة غزة والبلدات الشمالية لقطاع غزة، الهدف منه هو قطع الاتصال عن قوات حماس، وغيرها من المنظمات، التي عادت إلى تلك المنطقة، حتى يمكن التعامل معها بشكل أكثر فعالية”.

وقد نفت إسرائيل أنها تنفذ “خطة الجنرالات”. وبموجب هذه الاستراتيجية التي وضعها الجنرال السابق جيورا إيلاند، سيُطلب من المدنيين مغادرة الشمال، وستُمنع الإمدادات، وتتحول المنطقة إلى منطقة عسكرية. وسيجرى التعامل مع الباقين كمقاتلين، وسيواجهون خيار “الاستسلام أو الموت جوعاً”، بهدف الضغط على حماس لإطلاق سراح رهائن إسرائيل.

وفي تصريح لبي بي سي، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي: “إن الجيش يعمل وفقاً لخطط عسكرية وضعت بعناية، والادعاء بأن الجيش الإسرائيلي ينفذ هذه الخطة المحددة غير صحيح”.

لكن المخاوف تصاعدت بشأن سلامة آلاف المدنيين الفلسطينيين الذين ما زالوا يقيمون في المدن المحاصرة في شمال غزة.

وقد أعربت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة عن مخاوف كبيرة بشأن الوضع في شمال غزة. وبينما نزح الآلاف من الناس، تقول الأمم المتحدة إن أكثر من 65 ألف شخص قد يبقون في المنطقة.

كما قالت الأمم المتحدة إن “المساعدات لم تدخل إلى أجزاء من محافظة شمال غزة خلال 40 يوماً بحلول 20 نوفمبر/تشرين الثاني”.

وفي 26 نوفمبر/تشرين الثاني، قال متحدث باسم الأمم المتحدة إن الفلسطينيين يواجهون “نقصاً حاداً في الإمدادات والخدمات، فضلاً عن الاكتظاظ الشديد وظروف النظافة السيئة” بسبب الحصار.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قالت الأمم المتحدة أن المجاعة وشيكة في المناطق المحاصرة في شمال غزة.

ويظهر تحليل بي بي سي أن حوالي 90 في المئة من شمال غزة خضع لأوامر الإخلاء منذ بداية أكتوبر/تشرين الأول.

وتوثق مقاطع الفيديو المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي نقل الناس إلى الجنوب من القسم الجديد، وبات من غير الواضح إمكان عودتهم وتوقيت حدوث ذلك، لكن وزير خارجية إسرائيل يؤكد على أنه سيُسمح للمدنيين بالعودة بعد الحرب.

وتُظهر صور الأقمار الصناعية نزوح السكان في شمال غزة، حيث تختفي مجموعات كبيرة من الخيام التي كانت تستخدم كمأوى مؤقت. وفي المناطق التي هُجّر منها السكان، غالباً ما تُشاهد المباني المدمرة وأمثلة أخرى على الأنشطة العسكرية.

وفي حين يبدو أن القوات الإسرائيلية قد فرضت سيطرتها الكافية على المنطقة بحيث تتمكن من التحرك بمركبات مدرعة خفيفة، فإن القتال العنيف مستمر أيضاً بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي حماس.

وتظهر مقاطع فيديو نشرها مقاتلو حماس اشتباكات مع دبابات الجيش الإسرائيلي في المنطقة المحيطة بالخط الفاصل.

ويختلف الخبراء حول المدة التي قد يستمر فيها خط التقسيم الجديد قائماً، إذ يرى الدكتور هيلير أنه قد يشكل الأساس لخطة طرد الفلسطينيين من المنطقة بشكل دائم.

ويقول: “شخصياً، أعتقد أنهم سيقومون بتوطين مستوطنين يهود في الشمال، ربما في الأشهر الـ18 المقبلة. لن يسموها مستوطنات في البداية، بل سيطلقون عليها بؤر استيطانية أو أي مسمى آخر، ولكن هذا هو ما ستكون عليه، وستتوسع من هناك”.

وقال وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، إن القوات يجب أن تحتل غزة و”تشجع” نحو نصف المدنيين الفلسطينيين على مغادرة الأراضي خلال عامين.

ومع ذلك، فإن الحكومة الإسرائيلية تنفي أنها تخطط لبناء مستوطنات في غزة بعد انتهاء الحرب، فيما وصف الدكتور هيخت هذه الاقتراحات بأنها ليست أكثر من “حلم” لبعض الوزراء القوميين المتطرفين.

وقال الدكتور هيخت: “جميع الممرات الثلاثة (فيلادلفيا في الجنوب، نتساريم جنوب مدينة غزة، والممر الجديد شمال مدينة غزة) هي بغرض السيطرة”.

وأضاف: “مدة بقائها تعتمد على موعد انتهاء الحرب وطريقة انتهائها”.

الوسوم

خالد ميمون

مدون جزائري. مستشار تقني في الاتصالات , مهتم بالتقنية المجتمع و الدين, يدون بشكل غير منتظم في مدونة البريد اليومي , ذو خبرة في مجالات : الاتصالات , الشبكات , الخوادم ,تصميم مواقع الانترنت الديناميكية و الحلول المخصصة, أنظمة لينيكس و البرامج مفتوحة المصدر.

مقالات ذات صلة

أترك تعليقا

إغلاق