اقتصاد
نتنياهو وغالانت والضيف: ماذا نعرف عن الشخصيات الثلاثة المطلوبة من قبل المحكمة الجنائية الدولية؟
قبل 53 دقيقة
أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت، بالإضافة إلى مذكرة اعتقال أُصدرت في بيان منفصل للقائد العام لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، محمد الضيف، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
نتعرف على هذه الشخصيات الثلاث التي تصدّرت العناوين على مدار أكثر من سنة من الحرب في غزة.
بنيامين نتنياهو
ولد بنيامين نتنياهو في تل أبيب عام 1949. وفي عام 1963، انتقلت عائلته إلى الولايات المتحدة عندما عُرض منصب أكاديمي على والده بنزيون، وهو مؤرخ بارز وناشط صهيوني.
في سن 18 عاما، عاد نتنياهو إلى إسرائيل، حيث أمضى خمس سنوات في الجيش، إذ خدم كضابط برتبة كابتن في وحدة استطلاع هيئة الأركان العامة الإسرائيلية “سايريت ماتكال”. وأصيب في مداهمة لطائرة ركاب بلجيكية خطفها نشطاء فلسطينيون وهبطت في إسرائيل عام 1972. كما شارك في حرب أكتوبر عام 1973.
في عام 1976، قُتل شقيق نتنياهو، جوناثان، أثناء قيادة عملية إنقاذ رهائن من طائرة مخطوفة في عنتيبي بأوغندا. كان لوفاته أثر عميق على عائلة نتنياهو، وأصبح اسمه أسطوريا في إسرائيل.
أنشأ نتنياهو معهداً لمكافحة الإرهاب إحياءً لذكرى أخيه، وفي عام 1982 أصبح نائباً لرئيس البعثة الإسرائيلية في واشنطن.
في عام 1984، عُين مندوباً دائماً لإسرائيل لدى الأمم المتحدة.
انخرط نتنياهو في السياسة عندما عاد إلى إسرائيل في عام 1988، وفاز بمقعد عن حزب الليكود في الكنيست وأصبح نائباً لوزير الخارجية.
أصبح فيما بعد رئيساً للحزب، وفي عام 1996، أصبح أول رئيس وزراء إسرائيلي منتخب بشكل مباشر بعد إجراء انتخابات مبكرة إثر اغتيال إسحاق رابين، وكان نتنياهو أصغر زعيم يتولى منصب رئاسة الوزراء في إسرائيل.
في عام 1999 فقد منصبه بعد أن دعا إلى إجراء انتخابات مبكرة وانهزم أمام زعيم حزب العمل إيهود باراك.
تنحى نتنياهو عن رئاسة الليكود وخلفه أرييل شارون، وبعد انتخاب الأخير رئيسا للوزراء في عام 2001، عاد نتنياهو إلى الحكومة ، أولاً وزيراً للخارجية ثم وزيراً للمالية.
في عام 2005 استقال احتجاجاً على الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة.
حظي نتنياهو بفرصة أخرى للعودة لرئاسة الوزراء عام 2005 بعد انسحاب شارون من حزب الليكود وتأسيسه حزباً وسطياً جديداً هو حزب كاديما، قبل فترة قليلة من إصابته بسكتة دماغية تركته في غيبوبة.
فاز نتنياهو بزعامة الليكود مرة أخرى وانتخب رئيساً للوزراء للمرة الثانية في مارس/آذار 2009.
على الرغم من إعلان قبوله المشروط بدولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل عام 2009، إلا أنه تشدد في موقفه فيما بعد.
أدت الهجمات الفلسطينية والعمل العسكري الإسرائيلي بشكل متكرر إلى دخول إسرائيل في مواجهة داخل قطاع غزة وفي محيطه قبل وبعد عودة نتنياهو إلى السلطة في عام 2009.
اندلع رابع صراع من ذلك النوع خلال 12 عاماً فقط في مايو/أيار 2021، مما أدى إلى وقف مؤقت لجهود الأحزاب المعارضة لنتنياهو للإطاحة به في أعقاب سلسلة من الانتخابات غير الحاسمة.
على الرغم من أن إسرائيل كانت تحظى خلال الصراعات بدعم أقرب حليف لها، الولايات المتحدة، إلا أن العلاقات بين نتنياهو والرئيس باراك أوباما شابتها الكثير من الصعوبات.
أدى وصول دونالد ترامب إلى الرئاسة في عام 2017 إلى تعزيز التوافق بين سياسات الحكومة الأمريكية والإسرائيلية، وفي غضون عام أعلن ترامب اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل.
بعد عام 2016، بدأ التحقيق في مزاعم بالفساد طالت نتنياهو، وانتهت بتوجيه اتهامات له بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة فيما يتعلق بثلاث قضايا منفصلة في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2019.
تولى رئاسة الحكومة في إسرائيل للمرة الخامسة نهاية عام 2022، بعد فوز تحالف بالانتخابات وُصف بالأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل.
في بداية عام 2023، طرحت حكومته تعديلات قضائية، قال عنها نتنياهو إنها تهدف لإصلاح التوازن بين القضاة والسياسيين، وقوبلت مساعيه باحتجاجات واسعة غير مسبوقة في إسرائيل.
وبعد هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، شن نتنياهو حربا على قطاع غزة، قبل أن يوسع نطاق الحرب ضد حزب الله في لبنان.
يوآف غالانت
بدأ وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت الخدمة العسكرية في وحدة الضفادع البشرية في البحرية الإسرائيلية ليصبح واحداً من أبرز القادة في الجيش الإسرائيلي.
وعيّن غالانت قائداً لكتيبة في قطاع غزة عام 1997 لمدة عامين، وشغل منصب قائد الجبهة الجنوبية في حكومة أرئيل شارون إثر تطبيقه خطة الانسحاب أحادي الجانب من غزة.
وقاد غالانت العملية التي عُرفت باسم “الشتاء الساخن” ضد قطاع غزة عام 2008.
في نهاية عام 2022، عين نتنياهو، غالانت، وزيراً للدفاع.
في عام 2023، دخل غالانت في صراع مع نتنياهو إثر معارضته لطرح الحكومة الإسرائيلية مشروعاً للتعديلات القضائية، يمنحها سيطرة كاملة على اللجنة التي تعين القضاة ويجرّد المحكمة العليا من السلطات الحاسمة لإلغاء التشريعات التي تعتبرها غير دستورية.
دعا غالانت، نتنياهو، إلى وقف التعديلات القضائية وسط أكبر مظاهرات شهدتها إسرائيل احتجاجاً على هذه الخطط.
دفع ذلك نتنياهو إلى إقالة غالانت، إلا أنه تراجع عن القرار بعد نحو شهر على خلفية ضغوط من المتظاهرين، وأوقف نتنياهو التعديلات القضائية مؤقتاً حينها.
في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول عام 2023، قال غالانت إن عملية “السيوف الحديدية” على غزة يجب أن تكون الأخيرة، وأمر بفرض حصار كامل على القطاع.
طفت الكثير من الخلافات على السطح بين نتنياهو وغالانت بشأن إدارة الحرب في غزة، وفي بداية نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أعلن نتنياهو إقالة غالانت من منصبه كوزير للدفاع.
علّق نتنياهو على إقالة غالانت بالقول: “أزمة الثقة التي حلت بيني وبين وزير الدفاع لم تجعل من الممكن استمرار إدارة الحرب بهذه الطريقة”.
محمد الضيف
هو محمد دياب المصري، كنيته “أبو خالد”، ولقبه “الضيف”، يتزعم كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، ولد في غزة عام 1965.
“العقل المدبر” كما يُعرف فلسطينياً، و”رجل الموت” أو”المقاتل ذو التسعة أرواح” كما يُعرف إسرائيلياً، حصل على درجة البكالوريوس في علم الأحياء من الجامعة الإسلامية بغزة، وعُرف عنه حبه للتمثيل والمسرح، وشكّل فرقة فنية لهذا الغرض.
حين أُعلن عن تأسيس حماس انخرط في صفوفها دون تردد، فاعتقلته السلطات الإسرائيلية عام 1989، وقضى 16 شهراً في السجن بتهمة العمل في الجهاز العسكري لحماس، وأثناء سجنه كان الضيف قد اتفق مع زكريا الشوربجي وصلاح شحادة على تأسيس حركة منفصلة عن حماس بهدف أسر جنود إسرائيليين، فكانت كتائب القسام.
بعد خروج الضيف من السجن، كانت كتائب عز الدين القسام بدأت تظهر كتشكيل عسكري، وكان الضيف من مؤسسيها، وفي طليعة العاملين فيها من القادة.
كان الضيف مهندس بناء الأنفاق التي سمحت لمقاتلي حماس بإجراء اختراقات في الداخل الإسرائيلي انطلاقاً من غزة، وكان أيضا ممن عززوا استراتيجية إطلاق عدد أكبر من الصواريخ.
إلا أن أخطر التهم الموجهة إليه هي إشرافه وتخطيطه لسلسلة عمليات انتقام عقب اغتيال المهندس يحيى عياش، والتي أدت إلى مقتل نحو 50 إسرائيليا بداية عام 1996، وتخطيطه كذلك لأسر وقتل ثلاثة جنود إسرائيليين أواسط التسعينيات. فاعتقلته إسرائيل ودخل السجن عام 2000، لكنه تمكن من الإفلات من سجانيه في بداية ما يُعرف بالـ”الانتفاضة الثانية”، واختفت آثاره منذ ذلك اليوم.
يوجد للضيف ثلاث صور، واحدة قديمة للغاية، والثانية وهو ملثم، والثالثة صورة لظله.
حاولت إسرائيل اغتياله عام 2002، ونجا الضيف بأعجوبة، لكنه فقد إحدى عينيه، وتقول إسرائيل إنه خسر إحدى قدميه أيضاً وإحدى يديه، كما أنه يعاني من صعوبة في الكلام، بسبب تعرضه لأكثر من محاولة اغتيال.
عام 2014 وخلال الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، واستمرت أكثر من 50 يوماً، أخفق الجيش الإسرائيلي في اغتيال الضيف أيضاً، إلا أنه قتل زوجته واثنين من أطفاله.
اختيرت كنية “الضيف” بسبب ما يتردد عنه بأنه لا يبقى في مكان واحد لأكثر من ليلة واحدة، ويبيت كل مرة في بيت جديد للإفلات من الملاحقة الإسرائيلية.
في الأول من أغسطس/آب 2024، أعلن الجيش الإسرائيلي والشاباك اغتيال محمد الضيف في غارة استهدفت خان يونس جنوبي قطاع غزة، لكن حركة حماس لم تؤكد نبأ اغتياله.