اقتصاد
عشرات القتلى في قصف إسرائيلي “عنيف” على شمال غزة، ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق يحذر من “حكم عسكري” في القطاع
قبل ساعة واحدة
قتل 66 شخصاً على الأقل، معظمهم من النساء والأطفال، وأصيب مئة آخرون في قصف إسرائيلي لمربع سكني في محيط مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، وفق ما أفاد مسؤولون صحيون في قطاع غزة.
وذكرت وكالة رويترز للأنباء أن الجيش الإسرائيلي شنّ غارات جوية، في ساعة مبكرة الخميس، على خمسة منازل في بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
وذكر مدير مستشفى كمال عدوان، حسام أبو صفية، أن 200 شخص كانوا موجودين في المنطقة التي تعرضت للقصف، ويوجد عدد كبير من القتلى والمصابين والمفقودين تحت الأنقاض لم يتم انتشالهم بعد، على حد قوله.
وأضاف أبو صفية في تصريحات صحفية أن الكوادر الطبية في مستشفى كمال عدوان تنقل الجرحى وتعالجهم لعدم وجود سيارات إسعاف، مشيراً إلى أن المنظومة الصحية في شمال غزة باتت منهارة.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” عن مصادر طبية من مستشفى كمال عدوان في جباليا شمال قطاع غزة قولها بعدم وجود جراحات تخصصية في المستشفى بعد منع القوات الإسرائيلية دخول طواقم طبية جديدة، وأن الطواقم الحالية تقدم الاسعافات الأولية فقط لأغلب الحالات.
وأضافت المصادر أن المستشفى سيتحول إلى مقابر جماعية في حال عدم التدخل العاجل من المؤسسات الدولية وإدخال المستلزمات الطبية.
ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على هذه الأنباء حتى الآن.
وقالت حركة حماس، في بيان، إن “مجزرة بيت لاهيا إمعان في حرب الإبادة ضد شعبنا، ونتيجة للفيتو الأمريكي، وإفشال قرار مجلس الأمن بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة”.
وأضافت الحركة في بيانها أن “المجزرة استمرار لحملة التطهير العرقي التي يواصل الجيش الصهيوني المجرم ارتكابها في شمال قطاع غزة منذ حوالي 50 يوماً متواصلة”.
وقبل الغارة الإسرائيلية على بيت لاهيا بساعات قتل 22 شخصاً على الأقل، بينهم 10 أطفال، في قصف جوي اسرائيلي طال منزلاً مأهولاً في حي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة، وفقاً لمسؤولي الدفاع المدني في القطاع.
وصباح الخميس، أعلن الجيش الإسرائيلي إطلاق صاروخ من جنوب قطاع غزة على البلدات المحاذية للقطاع.
وقال الجيش عبر منصة “إكس”: “في أعقاب صفارات الإنذار التي تم تفعيلها في منطقة معبر كرم أبو سالم، اعترض سلاح الجو صاروخاً كان متجهاً إلى أراضي الدولة من جنوب قطاع غزة”.
وقد أدى التوغل البري الإسرائيلي على شمال غزة إلى نزوح ما يصل إلى 130 ألف شخص خلال الأسابيع الخمسة الماضية.
وتقول الأمم المتحدة إن 75 ألف شخص لا يزالون تحت الحصار، وسط نقص في إمدادات المياه والغذاء في بلدات بيت لاهيا وجباليا وبيت حانون.
وأسفرت الحرب المستمرة منذ 13 شهراً في قطاع غزة عن مقتل ما يقرب من 44 ألف شخص وتشريد كل سكان القطاع تقريباً مرة واحدة على الأقل.
غالانت: سيدفع جنودنا ثمن الحكم العسكري بغزة
حذر وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، يوآف غالانت، من أن الخطة الإسرائيلية بشأن توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة عبر شركة أجنبية هو “بداية حكم عسكري”.
وأشار غالانت، في منشور على منصة “إكس” أمس الأربعاء، إلى أن الحكم العسكري في قطاع غزة ليس جزءاً من أهداف الحرب وهو فعل سياسي خطير وعديم المسؤولية، وفق تعبيره.
وأضاف غالانت: “إن النقاش الذي سيتناول توزيع الغذاء على سكان غزة من قبل شركات خاصة تحت حراسة الجيش الإسرائيلي، هو غسيل كلمات لبداية حكم عسكري. ثمنه الدموي سيدفعه جنود الجيش الإسرائيلي وستدفعه دولة إسرائيل، في ظل سوء ترتيب الأولويات الذي سيؤدي إلى إهمال مهام أمنية أكثر أهمية”.
الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط يمكنها إنتاج الخبز في غزة
وفي الشأن الإنساني، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، الأربعاء، أن 7 مخابز فقط تنتج الخبز من أصل 19 مخبزاً يدعمها الشركاء الإنسانيون في غزة ما زالت تعمل، مبرراً تعطل البقية عن العمل بالهجمات والعراقيل الإسرائيلية.
وفي مؤتمره الصحفي اليومي، لفت دوجاريك إلى ضرورة الانتباه للوضع الإنساني لسكان غزة الذين يكافحون من أجل البقاء في ظل الهجمات الإسرائيلية.
وأشار دوجاريك إلى أن 4 من هذه المخابز موجودة في مدينة غزة، 2 منها في دير البلح (وسط)، والأخير في منطقة خان يونس (جنوب)، وذكر أن مخزون الدقيق في هذه المخابز سينفد قريباً.
وبيّن دوجاريك أن السبب وراء توقف معظم المخابز عن العمل هو منع إسرائيل وصول المواد الضرورية إليها، مضيفاً أن التأخير في توصيل الوقود يشكل مشكلة في إنتاج الخبز، كما هو الحال في العديد من القضايا الأخرى.
وقال دوجاريك: “مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) يحذر من أن المخابز، التي تشكل شريان حياة لمئات الآلاف من الفلسطينيين الجياع أو الذين يعانون من الجوع في قطاع غزة، أصبحت على وشك الإغلاق بسبب نقص الوقود”.
قتيل وحملة اعتقالات في الضفة الغربية
وبالتزامن مع الحرب في غزة، أفادت مصادر طبية محلية بمقتل شاب برصاص الجيش الإسرائيلي، فجر الخميس، في مخيم العين بمدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة.
وذكرت مصادر محلية أن اشتباكات وقعت في محيط المخيم عقب اقتحام القوات الإسرائيلية لمدينة نابلس.
وقالت “كتيبة نابلس” إن مقاتليها اشتبكوا مع القوات الإسرائيلية في محيط مخيم العين.
وفي مدينة قلقيلية شمالي الضفة الغربية داهمت القوات الإسرائيلية عدة منازل واعتقلت عدداً من الشبان.
وانسحبت القوات الإسرائيلية، مساء الأربعاء، من مدينة جنين بعد عملية عسكرية استمرت يومين، وخلفت تسعة قتلى بينهم ستة مسلحين ينتمون لـ”كتيبة جنين” التابعة لحركة الجهاد الإسلامي.
وقتلت القوات الإسرائيلية خلال عمليتها العسكرية في المحافظة في غضون اليومين الماضيين، ثلاثة شبان في بلدة كفر دان مساء الأربعاء، وشاباً في مخيم جنين، وشابين في الحي الشرقي في المدينة، وثلاثة شبان في منزل حاصرته في قرية مثلث الشهداء جنوبي المدينة.
وخلّفت القوات الإسرائيلية عقب انسحابها من مدينة جنين ومخيمها، دماراً واسعاً في الشوارع والبنية التحتية، وأحرقت أربعة منازل ومحلاً تجارياً في مخيم جنين. ودمرت الجرافات العسكرية شبكات الكهرباء، ما أدى لانقطاع التيار الكهربائي عن المخيم وأجزاء واسعة من المدينة خلال ساعات الاقتحام.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية فقد قتل 794 فلسطينياً برصاص الجيش الإسرائيلي والمستوطنين منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي. في حين قُتل 24 إسرائيلياً في هجمات نفذها فلسطينيون.