اقتصاد
مقتل وإصابة العشرات في قصف إسرائيلي لمدرسة تؤوي نازحين في قطاع غزة
آخر تحديث قبل 2 ساعة
قتل 12 شخصا على الأقل وأصيب عشرات آخرون، الخميس، في قصف جوي إسرائيلي استهدف مدرسة تؤوي نازحين في قطاع غزة.
استهدف القصف مدرسة “شحيبر” الابتدائية للبنين في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة، وهي إحدى المدارس التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
وأشارت مصادر طبية فلسطينية إلى أن عدد الضحايا مرشح للارتفاع، جراء خطورة بعض الإصابات.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه يواصل عملياته البرية والجوية في شمالي قطاع غزة، الذي قتل فيه المئات منذ السادس من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وفقا للدفاع المدني.
وقال بيان عسكري إن القوات الإسرائيلية “قضت على نحو50 إرهابيا” في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة في جباليا، وأعلن بدء عملية جديدة في بيت لاهيا.
أحدث حصيلة للقتلى
أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، الخميس، أن حصيلة الحرب بين إسرائيل وحركة حماس المستمرة منذ أكثر من عام ارتفعت إلى 43 ألفا و469 قتيلا على الأقل.
وقالت الوزارة، في بيان لها، إنها أحصت خلال الساعات الـ48 الماضية “78 شهيدا” نقلوا إلى المستشفيات، لافتة الى أن العدد الإجمالي للجرحى ارتفع إلى 102 ألف و561 جريحا، منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
من ناحية أخرى قال وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، الذي يزور إسرائيل إنه يرى “أفقا” لوقف الحروب في قطاع غزة ولبنان، بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وقال بارو بعد اجتماعه مع نظيره الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في القدس الخميس: “أعتقد أن هناك آفاقا مفتوحة لوضع حد للمأساة، التي غرق فيها الإسرائيليون والفلسطينيون والمنطقة بأكملها منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول (2023).
وأشار الوزير الفرنسي إلى انتخاب “رئيس أمريكي جديد لديه الإرادة لوضع حد للحروب”.
غزة في وضع كارثي
كانت مصادر طبية قد أعلنت، صباح الخميس، مقتل قرابة 20 شخصا في سلسلة من عمليات القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي، التي استمرّت منذ الليلة الماضية وحتى ساعات الفجر على مناطق في محافظة شمال غزة، وطالت منازل ومربعات سكنية ومجموعات من السكان.
ويتواصل نزوح عشرات العائلات من بلدة بيت لاهيا تجاه مدينة غزة استجابة لطلب الجيش الاسرائيلي بإخلاء منطقتهم.
وقُتِل صباح الخميس ستة أشخاص على الأقل في قصف مدفعي استهدف عددا من المواطنين قرب دوار أبو شرخ غربي مخيم جباليا شمال غزة. كما قُتِل ستة آخرون بعد استهداف الجيش منزلا مأهولا ليلة أمس في مشروع بيت لاهيا شمالي القطاع.
وقُتِل أيضا ثلاثة أشخاص بعد استهداف طائرة استطلاع مجموعة من المواطنين في شارع سوق مشروع بيت لاهيا شمال غزة.
وقال شهود عيان إنهم سمعوا دوي انفجارات ضخمة ناجمة عن استمرار عمليات نسف وتدمير مباني في منطقة الصفطاوي شمال غربي مدينة غزة. وأكدت مصادر طبية مقتل خمسة على الأقل في منطقة تل الزعتر في جباليا المحاصرة، ووصلوا إلى مستشفى العودة الذي يتعرض للقصف الاسرائيلي أيضا شمالي قطاع غزة.
وعاودت الطائرات الإسرائيلية قصف بوابة مدرسة حليمة السعدية في جباليا النزلة التي تؤوي نازحين شمالي القطاع، ما أسفر عن إصابة عدد من الأشخاص.
وفي محافظة رفح جنوب قطاع غزة قتل أربعة أشخاص على الأقل بعد استهداف مجموعة مواطنين في محيط صالة حمدان في حي الجنينه شرقي مدينة رفح.
من جانبه قال الدفاع المدني إنه ما يزال معطل قسرا في مناطق شمال قطاع غزة كافة، بفعل العملية الإسرائيلية المستمرة، وبات آلاف المواطنين هناك دون رعاية إنسانية وطبية، على حد قوله.
وأضاف في تصريح له أن الجيش الإسرائيلي هاجم في الثالث والعشرين من الشهر الماضي طواقم الدفاع المدني في شمال قطاع غزة وسيطر على مركباته وشرد معظم عناصره إلى وسط وجنوب القطاع واختطف 9 منهم.
يأتي ذلك فيما يعيش سكان قطاع غزة وضعاً كارثياً بعد 13 شهراً من اندلاع الحرب، وشح المساعدات.
وقال ممدوح الجدبة، الذي نزح إلى مدينة غزة من جباليا في شمال القطاع، لوكالة فرانس برس “يكفي ما تعرضنا له من ترحيل وقتل وموت وجوع، ولم يتبق شيء لنا، نريد السلام”.
وأضاف الرجل الستيني الذي نزح ثلاث مرات وخسر منزله “لم يبق شيء، أولادي مشردون في الجنوب وأنا هنا، غزة انتهت”، مؤكداً عدم وصول المساعدات إليهم”.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بدأ الجيش الإسرائيلي حرباً في غزة، بعد هجوم لحماس على بلدات غلاف غزة، قتل خلاله 1200 إسرائيلي بحسب السلطات الإسرائيلية.
وقتل في قطاع غزة أكثر من أكثر من 43 ألف فلسطيني غالبيتهم من النساء والأطفال، منذ بداية الحرب بحسب وزارة الصحة في قطاع غزة.
الأونروا تعيش “أحلك أوقاتها”
على صعيد آخر، اعتبر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأربعاء أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن الأونروا تعيش “أحلك اوقاتها”، داعياً الدول الأعضاء الى إنقاذها، وفق ما نقلت فرانس برس.
وقال فيليب لازاريني إنه “من دون تدخل الدول الأعضاء فإن أونروا ستنهار، مما سيغرق ملايين الفلسطينيين في الفوضى”، مطالباً الدول أعضاء الجمعية العامة بأن تمنع تطبيق القانون الذي أقره البرلمان الإسرائيلي ونص على حظر أنشطتها.
وأضاف لازاريني أن تطبيق القانون “سيكون له عواقب كارثية”، مضيفاً أن تفكيك الأونروا، “سيؤدي إلى انهيار الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة في غزة، التي تعتمد بشكل كبير على البنية التحتية للوكالة”.
وقال لازاريني إنه “في غياب إدارة عامة أو دولة متمكنة، فإن الأونروا وحدها قادرة على توفير التعليم لأكثر من 650 ألف طفل لغزة. وفي غياب الأونروا، سيُحرم جيل كامل من الحق في التعليم”.
وفي سياق ذلك، أعلنت الأمم المتحدة الأربعاء انتهاء حملة التلقيح ضد شلل الأطفال في غزة، إذ نجحت في تطعيم أكثر من نصف مليون طفل.
وقالت منظمة الصحة العالمية ووكالة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في بيان مشترك “اكتملت الجولة الثانية من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة، وتم تطعيم أكثر من 556 ألف طفل تحت سن العاشرة بجرعة ثانية”، وأكدتا أن الأمر “إنجاز لافت بالنظر إلى الظروف الصعبة للغاية التي نُفذت الحملة في ظلها”.
اقتحام مخيم طولكرم
وفي الضفة الغربية، قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن شابا لقي مصرعه برصاص الجيش الإسرائيلي في مخيم طولكرم، خلال الاقتحام المستمر منذ فجر الخميس.
ويواصل الجيش الإسرائيلي اقتحامه لمدينة طولكرم ومخيماتها منذ ساعات الفجر الأولى، وشهدت الساعات الماضية اشتباكات مع مسلحين وتفجير لعبوات ناسفة.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن سلاح الجو استهدف خلية مسلحة صباح اليوم، في مخيم طولكرم شمالي الضفة الغربية. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية إن طائرة بدون طيار أخطأت الهدف، ولم يصب المسلحون بأذى.
وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمه الطبية تعاملت مع إصابة إمرأة عمرها 57 عاما في مخيم طولكرم، نتيجة إصابتها بشظايا قصف ووصفت حالتها بالمستقرة.
وقالت “كتيبة طولكرم” التابعة للجهاد الاسلامي إن مقاتليها تمكنوا من تفجير عبوة ناسفة في جرافة عسكرية عند مدخل مخيم نور شمس شرقي المدينة محققين فيها إصابات مباشرة.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية، إن عشرة أشخاص على الأقل بينهم سبعة من جنين، قتلوا خلال الـ48 ساعة الماضية، خلال عمليات عسكرية نفذها الجيش الإسرائيلي في عدة قرى في الضفة الغربية المحتلة.
وأوضحت الوكالة الفلسطينية أن القوات الإسرائيلية داهمت فجر الخميس مدينة جنين ومخيمها، بالإضافة إلى عدد من القرى شمال طولكرم، وبلدة اليامون غرب جنين.
ونقلت الوكالة الفلسطينية عن مصادر من الضفة الغربية، أن القوات الإسرائيلية اعتقلت شابين من مخيم جنين خلال وجودهما في حي الألمانية بالمدينة.
وأوضحت الوكالة أن عدد القتلى في الضفة الغربية المحتلة ارتفع إلى 778 شخصاً بينهم 167 طفلاً، منذ بداية الحرب في قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول عام 2023، بحسب الوكالة.