اقتصاد
“غزة اليوم” عام من تغطية الحرب.. فكيف كانت هذه المهمة؟
- Author, مروة جمال
- Role, بي بي سي نيوز عربي غزة اليوم
-
3 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، 14:44 GMT
آخر تحديث قبل دقيقة واحدة
“من خلال برنامج غزة اليوم سمعت صوت أخي الذي فقدت التواصل معه بعد احتراق هاتفه المحمول في الحرب فاطمأننت عليه وعلمت أنه ما زال على قيد الحياة”، هكذا عبّر صالح الشنباري وهو مواطن من بيت حانون، عن الدور الذي لعبه برنامج “غزة اليوم” في حياة أهل غزة بعد مرور عامٍ على إطلاق هيئة الإذاعة البريطانية لهذا البرنامج.
فرغم توقف إذاعة بي بي سي عربي عن البث في 27 يناير/كانون الثاني 2023 أطلق راديو بي بي سي برنامج “غزة اليوم” في الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي استجابة للأوضاع في غزة ولتقديم معلومات منقذة للحياة لأهالي القطاع من خلال خدمة إخبارية وإنسانية طارئة.
يأتي إطلاق هيئة الإذاعة البريطانية لـ”غزة اليوم” بعد أشهر قليلة من إطلاقها برنامج “للسودان سلام” للقيام بنفس المهمة الإعلامية مع نشوب الحرب في السودان، تأكيداً على الدور المهم الذي تلعبه الإذاعة في وقت الحروب والأزمات كوسيلة قادرة على الوصول لجمهورها المستهدف في أي مكان وتحت أي ظرف، حتى حينما يتعذر على الجمهور متابعة وسائل إعلام أخرى لقطع شبكات الاتصالات والإنترنت، أو مع تكرار النزوح.
وفي هذا الصدد، لفت “بهاء” مواطنٌ آخر من شمال غزة إلى إنه ذات يومٍ شارك معاناته مع تكرار النزوح والقصف عبر “غزة اليوم”، وقال: “أنا سعيد لأن هذا البرنامج كان في يوم ما صوتي الذي وصل للعالم بأسره، كما أن هذا البرنامج نقل لي صوت العديد من أصدقائي الذين نزحوا للجنوب ولا أعلم عنهم شيئاً، ومنذ ذلك الحين أصبحت مستمعاً جيداً للبرنامج”.
ويقول يوسف فروانة النازح إلى خان يونس، إن انقطاع الاتصالات المتكرر في القطاع حال بينه وبين الاطمئنان على ذويه الذين غادروا غزة، وكان “غزة اليوم” وسيلة التواصل التي تنقل صوت كل منهم للآخر.
ومن هنا جاء بودكاست “غزة اليوم” ليستكمل مسيرة البرنامج وليكون آداة تواصل بين الغزيين أنفسهم من ناحية، وبينهم وبين العالم الخارجي من ناحية أخرى، من خلال استضافة الفارين من أهوال الحرب إلى مصر وإتاحة فرصة لهم للتواصل مع ذويهم في القطاع. وحقق البودكاست نسب استماع وصلت لأكثر من مليوني تحميلٍ خلال ثلاثة أشهرٍ، فكيف كانت هذه المهمة؟ وما هي أبرز التحديات التي تواجه القائمين بها داخل وخارج غزة؟
700 ألف مستمع أسبوعياً
خلال هذا العام وصل البرنامج لأن يكون واحداً من أهم برامج الخدمة العالمية في بي بي سي، وذلك بعدما حقق البرنامج نسب استماعٍ كبيرةٍ تمثلت في سبعمئة ألف مستمعٍ أسبوعياً في الأردن ولبنان فقط، دون أن نتمكن من إحصاء المستمعين داخل الأراضي الفلسطينية وغزة، بحسب إبراهيم خليل رئيس تحرير البرنامج.
نداء حسين مذيعة بالبرنامج أكدت أنها خلال هذا العام نجحت في تكوين صلةٍ وطيدةٍ مع أهالي القطاع الذين يرسلون لها عبر هاتفها الخاص مناشداتهم ورسائلهم لإيصال صوتهم للعالم، وهو ما أكد عليه كريم إمام الصحفي بالبرنامج عندما تحدث عن علاقة ثقةٍ نشأت بين صحفيي البرنامج ومصادرهم المتعمقة في قطاع غزة.
ومع اتساع رقعة الصراع في المنطقة، تطرق البرنامج لمعاناة النازحين في لبنان أيضاً، وهو ما تراه أميرة دكروري خطوةً مهمةً لاستكمال مسيرة البرنامج والبودكاست الذي بات قادراً على الوصول لقطاعات أوسع من المستمعين، ولأنه أتاح مرونةً أكبر في تحديد المستمع وقت الاستماع المناسب إليه.
أما دينا مصطفى من فريق عمل البرنامج في لندن فاعتبرت “غزة اليوم” هو نبض الناس في القطاع والمساحة المفتوحة لهم دائماً لإيصال صوتهم ومعاناتهم للعالم أجمع. ولفتت نرمين الذهبي المذيعة بالبرنامج إلى أن الرجوع للبث عبر الموجات المتوسطة مع الحفاظ على بث الحلقات عن طريق موقع بي بي سي ومنصات البودكاست المختلفة ساهم في وصول البرنامج لعمق الشارع الغزي ما جعلهم يشعرون أن هناك من يستمع لأنّاتهم وينقلها للعالم.
برنامج “غزة اليوم” حاز على جائزة بي بي سي نيوز للصحافة الأكثر تأثيراً عام 2024 بعد منافسة شرسة مع أكثر من 200 برنامج من برامج بي بي سي، ويساهم بمحتواه على مختلف منصات بي بي سي.