اقتصاد

حملة مكافحة شلل الأطفال في غزة لن تنطلق بسبب القصف الإسرائيلي

تطعيم ضد شلل الأطفال

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، انطلقت حملة مكافحة شلل الأطفال في غزة وسط الحرب، لكن منظمة الصحة العالمية أوقفت الحملة الأخيرة منها

قبل ساعة واحدة

أعلنت منظمة الصحة العالمية تأجيل المرحلة الأخيرة من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في شمال غزة التي كان من المفترض أن تبدأ الأربعاء بسبب “القصف الكثيف”.

وقالت المنظمة الدولية في بيان صدر بهذا الشأن إن “الظروف الحالية تجعل اصطحاب العائلات أطفالها لتلقي اللقاح ومهمة العاملين في المجال الصحي أمراً مستحيلاً”.

وعزت منظمة الصحة العالمية هذا التأجيل إلى “تصاعد العنف والقصف المكثف وأوامر الإخلاء الجماعي وغياب الهدن الإنسانية في أغلب مناطق شمال قطاع غزة”.

وبدأت الحملة الثانية من التلقيح في 14 أكتوبر/ تشرين الأول في وسط غزة، والتي استهدفت تحصين نحو 590 ألف طفل دون سن العاشرة في جميع أنحاء القطاع باللقاحات المضادة لشلل الأطفال.

وبعد يومين من انطلاقها، طالبت منظمة الصحة العالمية إسرائيل بتمكينها من استكمال حملة التحصين الثانية ضد شلل الأطفال بشكل آمن في غزة، خصوصا في شمال القطاع.

تحذير أمريكي

في غضون ذلك، نبّه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إسرائيل إلى أنه “لا تزال هناك احتياجات كثيرة لابد من تلبيتها” من أجل وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحاصرين في شمال قطاع غزة. كما حذر مما قد يترتب على ذلك من عواقب بموجب القانون الأمريكي إذا لم يُتخذ إجراء حيال ذلك، وفقًا لأحد كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية.

والتقى بلينكن برئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يواف غالانت، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديمير، وعدد من المسؤولين العسكريين الإسرائيليين في سلسلة من الاجتماعات الثلاثاء الماضي.

وجاءت هذه الاجتماعات في إطار مساعي لإحياء المسار الدبلوماسي الذي يستهدف وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في غزة بعد مقتل يحيى السنوار، زعيم حركة حماس، في غزة الأسبوع الماضي.

كما تأتي وسط اتهامات لواشنطن بالفشل في التقليل من الخسائر في الأرواح بين المدنيين في غزة، وهو ما يرجح البعض أنه جاء نتيجة رفض الولايات المتحدة إمداداتها من الأسلحة كورقة ضغط على إسرائيل لوقف استهداف المدنيين.

خطة الجنرالات

قال مسؤولون أمريكيون إن بلينكن ضغط على القيادات الإسرائيلية فيما يتعلق بتقارير تشير إلى أن قواتها العسكرية بدأت تنفيذ ما يُعرف “بخطة الجنرالات” في شمال غزة – وهو تكتيك يتضمن التهجير القسري الجماعي لأعداد كبيرة من المدنيين الفلسطينيين من شمال غزة والضغط على الباقين بممارسات مثل التجويع حتى يستسلموا.

لكن مسؤولين إسرائيليين أكدوا أن هذه الخطة “ليست سياستهم على الإطلاق”، وهو ما طالب مسؤولون أمريكيون حكومة نتنياهو بإعلانه على الملأ وسط تأكيدات قبل إسرائيل على هجومها على شمال القطاع يستهدف القضاء على حماس.

وقال مسؤول في الخارجية الأمريكية إن “محادثات مطولة تناولت هذا الشأن، لكن الخطوات التي اتخذت حتى الآن ليست كافية. وسوف نعلنها بوضوح اليوم أننا نحتاج إلى أن نرى المزيد من الجهود”.

وأضاف المسؤول، الذي اشترط عدم ذكر اسمه: “رأينا بعض التقدم الأولي. وسمعنا المزيد من غالانت بالتفصيل عن الخطوات التي يشرف عليها من أجل الاستجابة لها، لكن أثناء الحديث مع كل من رئيس الوزراء والوزير ديمير والوزير غالانت، كان ذلك جزء أساسياً من المناقشة”.

وتزعم إسرائيل إن هجومها يركز على مقاتلي حماس في حين حذرتها الولايات المتحدة من محاولة تهجير السكان قسرياً إلى جنوب غزة حيث يتكدس 1.7 مليون مدنياً في منطقة مكتظة بشكل خطير معرضين “لخطر مميت” بسبب الأمراض.

وعندما سُئل عما إذا كان بلينكن حذر الإسرائيليين شفهياً من العواقب إذا لم تستجب إسرائيل لمطالبه، قال المسؤول إن بلينكن “أوضح أن ذلك له عواقب بموجب قانوننا وسياساتنا، وتحدث معه عن الإجراءات التي ينبغي أن تتخذ”.

في غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن 74 شخصاً قتلوا وجرح 130 آخرون في مختلف عمليات القصف التي شهدتها مناطق قطاع غزة كافة، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

جاء ذلك في سياق التقرير الإحصائي اليومي، الذي تنشره الوزارة لعدد قتلى وجرحى الحرب المستمرة في قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي.

وقالت الوزارة إن هذا العدد من القتلى والجرحى سقط في ما وصفته بـ “ست مجازر ضد العائلات” في القطاع، مشيرة إلى أنه لا يزال هناك “عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم”.

وأشارت وزارة الصحة الفلسطينية في تقريرها، إلى أن حصيلة قتلى الحرب في غزة، ارتفعت إلى 42 ألفا و792 شخصا، بالإضافة إلى 100 ألف و412 جريحا.

وبعد اكتشاف أول إصابة بشلل الأطفال، وهي الوحيدة حتى الآن، في قطاع غزة منذ 25 عاما، بدأت منظمة الصحة العالمية حملة واسعة النطاق في الأول من سبتمبر/ أيلول الماضي لمنع تفشي الوباء.

ويشهد قطاع غزة حرباً بين حماس وإسرائيل اندلعت قبل أكثر من عام عقب الهجوم غير المسبوق للحركة على اسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

الوسوم

خالد ميمون

مدون جزائري. مستشار تقني في الاتصالات , مهتم بالتقنية المجتمع و الدين, يدون بشكل غير منتظم في مدونة البريد اليومي , ذو خبرة في مجالات : الاتصالات , الشبكات , الخوادم ,تصميم مواقع الانترنت الديناميكية و الحلول المخصصة, أنظمة لينيكس و البرامج مفتوحة المصدر.

مقالات ذات صلة

أترك تعليقا

إغلاق