اقتصاد

“كل مرة تخضع إسرائيل للضغوط الأمريكية، يكون الثمن باهظا” – جيروزاليم بوست

بايدن ونتنياهو

صدر الصورة، EPA

قبل ساعة واحدة

في جولة عرض الصحف اليوم مقال نشرته صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية عن رد الفعل الإسرائيلي تجاه الضغوط الأمريكية والغربية عليها لوقف إطلاق النار وفيه ينتقد المقال تجاهل تلك الأطراف “التهديدات الخارجية على إسرائيل”، كما نستعرض مقالا نشرته صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية عن استهداف إسرائيل النفوذ الإيراني في لبنان بحربها مع حزب الله، وأخيرا ما نشرته صحيفة “إندبيندينت” البريطانية وهل بدأت أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية “تنفد” في ظل تعدد الجبهات؟ وجدوى نشر أمريكا نظام “ثاد” للدفاع الجوي لحماية إسرائيل من هجوم إيراني محتمل.

“إذا تخلت إسرائيل عن أسلحتها، لن تكون هناك إسرائيل”

نبدأ بمقال رأي نشرته صحيفة “جيروزاليم بوست” كتبه أكيفا لام بعنوان “ضغوط وقف إطلاق النار تزداد، لكن أعداء إسرائيل يواصلون إطلاق النار” وفيه يستهل الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن الجميع يريدون وقف إطلاق النار في الشرق الأوسط، أو على الأقل في لبنان.

يلفت الكاتب إلى اتصال قبل أيام طلب فيه الرئيس الأمريكي، جو بايدن، من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن توقف إسرائيل الهجمات في بيروت، ويضيف إن سعي الأمريكيين إلى وقف إطلاق النار في لبنان ليس بالأمر الجديد، ففي الأول من أكتوبر/تشرين الأول، سُئل بايدن عما إذا كان على علم بالوجود الإسرائيلي المحدود في لبنان، فأجاب بحدة: “أنا أعرف أكثر مما تعرفه.. نحن بحاجة إلى وقف إطلاق النار الآن”.

ويؤكد الكاتب أن القادة الأوروبيين، مثل بايدن، لم يدعموا وقف إطلاق النار في غزة ولبنان فحسب، بل دعوا إلى “وقف تسليم الأسلحة المستخدمة في مسارح الحرب هذه”، ونفس هؤلاء القادة الذين يصرون على أن إسرائيل لها “الحق في الدفاع عن نفسها” هم الذين يصرون على وقف إطلاق النار.

ويرى الكاتب أن هذا المبدأ هو نفسه الذي تحركت الولايات المتحدة على أساسه عندما ضغطت على إسرائيل للسماح بدخول شاحنات المساعدات الإنسانية إلى غزة، مع علمها بأن المساعدات قد تصل جميعها إلى يد حماس، في ظل سعي حلفاء إسرائيل إلى “تقييد يديها حتى لا تتمكن من الدفاع عن نفسها”.

ويقول الكاتب إنه “إذا ألقينا السلاح فلن يكون هناك إسرائيل”، مشيرا إلى أنه قبل أيام من ذكرى مرور عام على بدء الحرب مع حماس وحزب الله، بدا الأمر وكأن إسرائيل هي المسيطرة: فقد هُزمت حماس تقريبا، وتمزقت سلسلة القيادة في حزب الله، وبدا أن هجمات إيران غير مجدية تقريبا.

آثار الغارات الإسرائيلية في جنوب لبنان

صدر الصورة، EPA

التعليق على الصورة، قُتل عدة أشخاص في غارة عسكرية إسرائيلية على قانا جنوب لبنان

ويلفت الكاتب إلى أنه بعد سلسلة ناجحة من العمليات في لبنان، جاء الطلب الأمريكي بعدم الهجوم في العاصمة اللبنانية مع خطوة أمريكية بشأن نشر صواريخ دفاعية من طراز “ثاد” من شأنها أن يعزز نظام الدفاع الإسرائيلي ضد أي رد فعل هجومي إيراني على إسرائيل.

ويضيف أن الصواريخ التي أُطلقت من غزة ولبنان والعراق واليمن تشير إلى أن التهديدات “لا تزال قائمة هنا معنا”، كما أثبت الهجوم بطائرات مسيّرة على قاعدة جولاني في بنيامينا جنوبي حيفا مرة أخرى أنه “في كل مرة تخضع فيها إسرائيل للضغوط الأمريكية وتتوقف عن إطلاق النار، تأتي الخطوة بثمن باهظ للغاية”.

ويعتقد الكاتب أن رغبات زعماء الولايات المتحدة وفرنسا وغيرهما من الغرب في وقف إطلاق النار قد تكون حسنة النية، لكنه يرى أن عواقب أفعالهم هي سبب المرض، فبدلا من التأكد من عدم إطلاق النار على إسرائيل، يحاول (هؤلاء الزعماء) مرارا تقييد يد إسرائيل خلف ظهرها.

ويقول إنه على الرغم من أنه من الواضح منذ بدء الحرب ما هو هدف “أعدائها”، لا تزال إسرائيل تُعامل على أنها هي السبب وأنها جذر المشكلة و”كأن إطلاق النار سيتوقف بالفعل إذا توقفت هي عن إطلاق النار”.

ويختتم الكاتب أكيفا لام مقاله مستشهدا بعبارة سابقة لرئيسة الوزراء الإسرائيلية الراحلة، غولدا مائير، قبل أكثر من 50 عاما ويراها “صحيحة حتى الآن”، وهي “إذا تخلى العرب (وفي هذه الحالة النظام الإيراني) عن أسلحته، فسيكون هناك سلام. أما إذا تخلت إسرائيل عن أسلحتها، فلن تكون هناك إسرائيل”.

“النظام الإيراني عند أضعف نقطة له”

غارات إسرائيلية على جنوب لبنان

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة، غارات إسرائيلية على جنوب لبنان

ننتقل إلى صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية ومقال رأي للكاتبة هدى الحسيني بعنوان “الحرب ضد حزب الله تستهدف نفوذ إيران في لبنان”، وتقول الكاتبة إن القاصي والداني يعلم أسباب الحرب الشرسة التي تخوضها إسرائيل في لبنان اليوم، ولكن ما هو غير معروف أهدافها النهائية.

وتشير الكاتبة إلى أن هناك كثير من التكهنات عن هدف احتلال المنطقة بين حدود إسرائيل ونهر الليطاني، وأخرى تصل إلى النهر الأولي شمال مدينة صيدا، ويتحدث البعض عن هدف التوغل نحو بيروت والبقاع، ويذهب البعض بعيداً إلى فكرة ضم إسرائيل أراضيَ لبنانية وإقامة مستعمرات لمستوطنين يهود.

وبين كل التكهنات هناك إجماع على أن ما ترمي إليه إسرائيل هو اجتثاث كامل لـ “حزب الله”، وبذلك إنهاء النفوذ الإيراني في لبنان، الذي شكل ورقة تفاوض تبجحت بها طهران طويلا خلال مفاوضاتها مع الولايات المتحدة في ما سُميت بـ “مباحثات الملف النووي”، وعليه؛ تُحقق الحرب على لبنان، بدايةً، هدفين: سحب ورقة التفاوض الإيرانية في لبنان، وإزالة خطر صواريخ حزب الله.

وتقول مصادر غربية مطلعة إن إسرائيل لن تعيد تجربة عام 1982 باحتلال لبنان أو إقامة منطقة عازلة كما حدث في دولة “لبنان الجنوبي”، وإنها ستتفادى حرب استنزاف مع مقاومة لبنانية دفاعية شرسة ستلحق خسائر محتمة بأرواح الجنود الإسرائيليين.

وتضيف أن إسرائيل ستستمر في عمليات القصف الجوي المدمر للحجر والبشر، مع عمليات توغل لقواتها تنفذ مهام محددة تستمر أياما وتعود بعد إنجازها إلى قواعدها داخل إسرائيل، وفي اعتقاد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن هذا سيؤدي في النهاية إلى إنهاء الخطر الآتي من لبنان وإلى الأبد، ويبدو أن الولايات المتحدة تتوافق مع هذا التوجه.

وهناك من يراهن على عدم قدرة إسرائيل على تحقيق طموحاتها في لبنان؛ لأنها تقاتل على جبهات ثلاث: غزة، ولبنان، وإيران. وكثيرون ينتظرون الرد الإسرائيلي على إيران؛ الذي تتخوف منه إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.

ويقول القائد السابق لـ “القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)”، الجنرال فرنك ماكينزي: “ضربت إسرائيل مسلحي (حزب الله) في لبنان؛ بما في ذلك اغتيال زعيمهم”، ويضيف: “والآن؛ الشرق الأوسط، مع كل التوترات والصراعات التي مزقت المنطقة لسنوات، وصل إلى منطقة مجهولة، يمكن أن تؤدي بإسرائيل إلى احتلال جنوب لبنان”.

وتختتم الكاتبة هدى الحسيني مقالها بأن النظام الإيراني عند أضعف نقطة له، والشرق الأوسط لديه الفرصة للتعافي من السياسات المدمرة للنظام وأذرعه. وإعطاء النظام شريان حياة يسمم الشرق الأوسط لعقود مقبلة. هذا لا يتعلق فقط بإسرائيل، ولكن بالمنطقة بأكملها.

هل تنفد دفاعات إسرائيل الجوية؟”

نظام القبة الحديدية

صدر الصورة، EPA

التعليق على الصورة، يقول الكاتب إن الجيش الإسرائيلي زعم سابقا أن “القبة الحديدية” تدمر نحو 90 في المائة من الصواريخ التي تستهدفها

نختتم جولتنا بتحليل نشرته صحيفة “إنديبندينت” البريطانية للكاتب توم واتلينغ بعنوان “هل القبة الحديدية الإسرائيلية غير قابلة للاختراق – ولماذا أرسلت الولايات المتحدة المزيد من الدفاعات الجوية؟”

ويستهل الكاتب مقاله مشيرا إلى أنه في الوقت الذي يترقب فيه الشرق الأوسط رد إسرائيل على هجوم صاروخي باليستي إيراني غير مسبوق، ترسل الولايات المتحدة صواريخ إلى إسرائيل لضمان عدم تسبب أي رد انتقامي من طهران في أضرار جسيمة، وهي خطوة تطرح تساؤلا عن قدرة نظام القبة الحديدية الإسرائيلي وهل هو غير قابل للاختراق؟

يقول الكاتب إن الجيش الإسرائيلي زعم سابقا أن “القبة الحديدية” تدمر نحو 90 في المائة من الصواريخ التي تستهدفها، كما توجد بطارياتها في جميع أنحاء إسرائيل، وتتكون كل بطارية من ثلاث أو أربع قاذفات، وتحتوي كل منها على 20 صاروخا اعتراضيا.

ويضيف الكاتب أنه في حين يمكن للقبة الحديدية استهداف المقذوفات على مسافة تصل إلى 70 كيلومترا، وعلى ارتفاع 10 كيلومترات، تستعين إسرائيل أيضا بنظام “مقلاع داود” وهو يركز على إسقاط الصواريخ الأطول مدى والصواريخ المجنحة والصواريخ الباليستية متوسطة المدى أو طويلة المدى حتى مسافة 300 كيلومتر، وعلى ارتفاع 15 كيلومترا.

ويلفت الكاتب إلى استخدام إسرائيل لنظام ثالث للدفاعات الجوية وهو أنظمة “السهم” المعروفة باعتراض الصواريخ الباليستية الأكبر حجما من مسافة أطول بكثير، والسؤال المطروح لماذا تعتزم الولايات المتحدة إذن مساعدة إسرائيل من خلال نشر نظام دفاع صاروخي إضافي “ثاد” في إسرائيل لحمايتها من أي هجوم إيراني؟

أعلن بايدن أن الولايات المتحدة سترسل نظام ثاد “للدفاع عن إسرائيل” من المزيد من الضربات الجوية، دون تقديم معلومات عن موعد نشر النظام، وهو جزء من أنظمة الدفاع الجوي المتعددة الطبقات للجيش الأمريكي، والتي تتطلب عادة نحو 100 جندي لتشغيلها.

ويقول الكاتب إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية من بين الأكثر تطورا في العالم، بيد أن واشنطن تعتقد أن احتمال وقوع المزيد من الهجمات من جانب حزب الله وإيران، وكذلك حماس، يتطلب دعما إضافيا لإسرائيل، فهل تنفد بالفعل دفاعات إسرائيل الجوية؟

يجيب الكاتب عن سؤاله بـ “لا”، مضيفا أنه كلما استمرت الهجمات من جانب إيران وحزب الله وحماس والحوثيين، أصبحت إمدادات الدفاعات الجوية الإسرائيلية أكثر استنزافا.

ويختتم الكاتب توم واتلينغ مقاله مشيرا إلى أن إسرائيل لا تكشف عن مخزوناتها، لكن بعض خطوط الإنتاج تعمل 24 ساعة في اليوم، سبعة أيام في الأسبوع لضمان عدم تأثير النقص المحتمل على “قدرتها الدفاعية”، كما أكدت الخسائر الأخيرة الناجمة عن الهجمات الجوية على الحاجة إلى إبقاء الدفاعات الجوية مجهزة بشكل جيد باستمرار.

الوسوم

خالد ميمون

مدون جزائري. مستشار تقني في الاتصالات , مهتم بالتقنية المجتمع و الدين, يدون بشكل غير منتظم في مدونة البريد اليومي , ذو خبرة في مجالات : الاتصالات , الشبكات , الخوادم ,تصميم مواقع الانترنت الديناميكية و الحلول المخصصة, أنظمة لينيكس و البرامج مفتوحة المصدر.

مقالات ذات صلة

أترك تعليقا

إغلاق