اقتصاد
غارة إسرائيلية على الشمال اللبناني تخلّف عشرات القتلى، وواشنطن تدعو رعاياها لمغادرة لبنان “حالاً”
آخر تحديث قبل 2 دقيقة
تعرض الشمال اللبناني لأول غارة إسرائيلية الاثنين منذ اندلاع القتال بين حزب الله وإسرائيل، في بلدة أيطو ذات الأغلبية المسيحية، نتج عنها مقتل 18 شخصا على الأقل، وفقا للصليب الأحمر اللبناني.
ونفذ الطيران الإسرائيلي غارات عدة على مناطق مختلفة جنوبي لبنان وأخرى على البقاع شرقي لبنان، حيث أدت إحدى الغارات على منزل في قرية خربة سلم إلى مقتل شخصين، إضافة إلى تضرر شاحنة مساعدات في غارة على بلدة العين وإصابة سائقها.
تحتوي هذه الصفحة على محتوى من موقع Twitter. موافقتكم مطلوبة قبل عرض أي مواد لأنها قد تتضمن ملفات ارتباط (كوكيز) وغيرها من الأدوات التقنية. قد تفضلون الاطلاع على سياسة ملفات الارتباط الخاصة بموقع Twitter وسياسة الخصوصية قبل الموافقة. لعرض المحتوى، اختر “موافقة وإكمال”
تحذير: بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية
نهاية Twitter مشاركة
وقال أفيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن قواته “قضت” على محمد كامل نعيم قائد منظومة الصواريخ المضادة للدروع في قوة الرضوان التابعة لحزب الله وهاجم المنصات التي استخدمت لإطلاق القذائف الصاروخية نحو شمال ووسط إسرائيل.
وأوضح عبر منصة “إكس”، أن نعيم كان مسؤولًا عن تخطيط وتنفيذ العديد من “الهجمات الإرهابية”، بما في ذلك إطلاق صواريخ مضادة للدروع باتجاه الجبهة الداخلية في إسرائيل.
بالمقابل، أعلن حزب الله الاثنين أنه استهدف قاعدة بحرية قرب مدينة حيفا وثكنة عسكرية شرق مدينة نتانيا الساحلية إلى شمال تل أبيب، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض مقذوفات أطلقت من لبنان باتجاه وسط إسرائيل.
“الصليب الأحمر يجمع الأشلاء في أيطو”
ويقول مصور وكالة “فرانس برس”، إنه شاهد مبنى سوي بالأرض -إثر الهجوم الذي استهدف شقة سكنية-، مع وجود بقع دماء في كل مكان.
ويضيف أن “الأشلاء تناثرت على نطاق واسع إثر الهجوم، ويعمل الصليب الأحمر على جمعها ونقل الضحايا.
وأدت الغارة على بلدة أيطو إلى اندلاع نيران في الوقت الذي فرض فيه الجيش اللبناني طوقا أمنيا.
واشنطن تدعو رعاياها لمغادرة لبنان “حالاً”
وفي خضم هذه الرشقات المتبادلة، دعت السفارة الأمريكية في لبنان الاثنين، مواطنيها إلى مغادرة البلاد “حالاً”، مضيفة أن الرحلات الجوية الإضافية التي نظمتها السفارة لمواطنيها المسافرين من بيروت لن تستمر إلى أجل غير مسمى.
استهداف قوات إسرائيلية جنوبي لبنان
قال حزب الله إنه استهدف مدينة صفد بصلية صاروخية كبيرة. وإن هذه الضربات هي لـ”دعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ودفاعا عن لبنان وشعبه”، ورداً على ما وصفها بـ”الاستباحة الإسرائيلية للمدن والقرى والمدنيين”.
وقال حزب الله إنه استهدف تحركات للقوات الإسرائيلية في منطقة اللبونة جنوبي لبنان برشقة صاروخية، وتجمع لقوات إسرائيلية في خلة وردة بعدد من الصواريخ، وفق ما أورده الحزب في سلسلة من البيانات عن عملياته الاثنين.
وأضاف الحزب أن مقاتليه تصدوا لقوة مشاة حاولت التسلل إلى الأراضي اللبنانية من جهة مركبا وإنهم استهدفوها بقذائف مدفعية، واصفا أنه يخوض اشتباكات “عنيفة” مع قوات إسرائيلية في بلدة حدودية لبنانية.
كوهين ينضم إلى نتنياهو في دعوة “اليونيفل” للمغادرة
وتأتي هذه العمليات وسط توترات بين إسرائيل وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة “اليونيفل” المتواجدة جنوب لبنان، حيث كرر وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين يوم الاثنين دعوة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لقوات الأمم المتحدة للمغادرة، الأمر الذي رفضته فرنسا معتبرة أن “حماية قوات حفظ السلام واجب على جميع الأطراف”.
واتهم كوهين الاثنين “اليونيفل” بأنها “عديمة الفائدة” ولم توفر الحماية للإسرائيليين من هجمات جماعة حزب الله اللبنانية ودعاها إلى سحب أفرادها وسط تصاعد القتال.
وكتب عبر منصة “إكس”: “ستبذل دولة إسرائيل قصارى جهدها لضمان سلامة مواطنيها وإذا لم تتمكن الأمم المتحدة من المساعدة فيتعين عليها على الأقل ألا تتدخل وتنقل أفرادها من مناطق القتال”.
فيما تتبادل إسرائيل والأمم المتحدة الاتهامات بشأن “اليونيفل”، إذ قالت الأمم المتحدة إن دبابتين إسرائيليتين اقتحمتا مقرا لليونيفيل الأحد في أحدث اتهام لإسرائيل بارتكاب انتهاكات ضد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
ونفت إسرائيل رواية الأمم المتحدة ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوات حفظ السلام إلى الانسحاب، قائلا إنها توفر “دروعا بشرية” لجماعة حزب الله المدعومة من إيران أثناء تصاعد الأعمال القتالية.
وقالت قوة اليونيفيل في بيان إن دبابتين إسرائيليتين من طراز ميركافا دمرتا البوابة الرئيسية لإحدى القواعد واقتحمتاها بالقوة قبيل فجر الأحد.
وذكرت اليونيفيل أنه بعد مغادرة الدبابتين أبلغ جنود حفظ السلام في نفس الموقع عن انفجار قذائف نارية على مسافة 100 متر شمالا، مما أدى إلى انبعاث دخان كثيف في أنحاء القاعدة وإصابة أفراد الأمم المتحدة بالغثيان.
إسبانيا تدعو الاتحاد الأوروبي للانضمام لطلب تعليق اتفاقية التجارة الحرة مع إسرائيل
قال خوسيه مانويل ألباريس وزير خارجية إسبانيا الاثنين إن هجمات إسرائيل على قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) غير مقبولة وتنتهك قواعد الأمم المتحدة.
وقال للصحفيين قبيل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورج إنها “تتعارض مع ما نتوقعه من أي دولة عضو في الأمم المتحدة، التي هي في نهاية المطاف منظمة تحمي السلام العالمي”.
وأضاف أن الأمم المتحدة وحدها هي التي يمكنها إصدار أمر بسحب قوات اليونيفيل.
بينما حث بيدرو سانتشيث رئيس الوزراء الإسباني الاثنين، الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على الاستجابة لطلب إسبانيا وأيرلندا بتعليق اتفاقية التجارة الحرة بين التكتل وإسرائيل بسبب ما تقوم به في غزة ولبنان.
بدوره، ندد الاتحاد الأوروبي بجميع الهجمات على بعثات الأمم المتحدة، في بيان صدر عنه مساء الأحد.
وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، “مثل هذه الهجمات ضد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تشكل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي وهي غير مقبولة على الإطلاق. يجب أن تتوقف هذه الهجمات على الفور”.
وتابع: “يعبر الاتحاد الأوروبي عن قلقه البالغ بشكل خاص إزاء الهجمات التي شنتها القوات الإسرائيلية ضد قوات اليونيفيل، والتي أسفرت عن إصابة العديد من أفراد قوات حفظ السلام”.
“مئات آلاف داخل لبنان يسعون إلى استراحة من الضربات الإسرائيلية”
وشددت الأمم المتحدة الاثنين على الحاجة الملحة إلى وقف إطلاق النار في كل من لبنان وغزة لمنع اندلاع نزاع إقليمي أوسع تكون له انعكاسات على العالم بأسره.
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، إن “وقفا لإطلاق النار مدعوما بعملية سلام ذات معنى.. هو الطريقة الوحيدة لكسر دوامة العنف والكراهية والمعاناة”.
وشدد في مستهل الاجتماع السنوي للجنة التنفيذية التابعة لمفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين على أن وقف إطلاق النار وحده قادر على “منع اندلاع حرب إقليمية كبيرة تحمل تداعيات عالمية”.
وقال غراندي “لعلكم رأيتم الصور وسمعتم الأرقام، مئات آلاف النازحين داخل لبنان يسعون إلى فترة استراحة من الضربات الجوية الإسرائيلية”، حيث قُتل أكثر من 1300 شخص ونزح نحو مليون منذ أواخر أيلول/سبتمبر، بحسب مسؤولين لبنانيين.