اقتصاد
العثور على قدم متسلق في قمة إيفرست بعد 100 عام من اختفائه
قبل 2 ساعة
تلقت عائلة متسلق قمة إيفرست خبرا فقدت أي أمل في سماعه، منذ عقود من الزمن.
فقد عثر فريق من المتسلقين، وهم يصورون الشهر الماضي، شريطا وثائقيا لناشيونال جيوغرافيك، على حذاء محفوظ، ظهر بعد ذوبان الجليد.
ويعتقد أن الحذاء يخص، أندور كومين إيرفاين، المعروف باسم ساندي. وقد اختفى، وهو يحاول تسلق قمة إيفرست، في يونيو حزيران 1924، مع رفيقته جورج مالوري.
ويمكن لهذا الاكتشاف أن يحل لغزا من ألغاز إيفرست، وهو ما إذا كان الثنائي هما أول من وصل إلى القمة، قبل 29 عاما من إنجاز إيدموند هيلاري وتنزينغ نروغاي.
ووصف المغامر الشهير، جيمي تشين، الذي كان يقود فريق ناشيونال جيوغرافيك، الاكتشاف بأنه “لحظة عظيمة ومؤثرة”.
أما بالنسبة لجولي سامرز، وهي حفيدة شقيقة إيرفاين، فإن الحدث “رائع بمعنى الكلمة”.
وقالت لبي بي سي: “تجمدت بعد سماع الخبر. كنا قد فقدنا جميعا أي أمل في العثور على أي أثر له”.
وبحث العديد من الناس عن جثة إيرفيان بمرور السنوات، إذ يعقتد أن المتسلق، البالغ من العمر 22 عاما، كان يحمل معه آلة تصوير فيها صور غير مستخرجة، ربما من بينها صور للثنائي في قمة إيفرست.
ويعتقد أن متسلقا صينيا لمح جثته في السبعينات ولكن لم يصل إليها أحد منذ ذلك التاريخ.
وقد أعطت العائلة عينة من الحمض النووي للمساعدة في التأكد من أن القدم التي عثر عليها هي قدم إيرفاين. ولكن فريق الفيلم الوثائقي متيقن من أن هو، لأن الجورب الذي داخل الحذاء مكتوب عليه كلمات “أي سي إيرفاين”.
ونقل عن تشين الحائز على جائزة أوسكار، قوله في تقرير على ناشيونال جيوغرافيك: “اسمه مكتوب على الجورب. ماذا تريد أكثر من ذلك”.
واكتشف أعضاء الفريق الحذاء أثناء نزولهم من النهر الجليدي رانغبوك، في الجهة الشمالية من إيفرست في سبتمبر أيلول.
وعثروا في طريقهم على قنينة أوكسجين، عليها تاريخ 1933. وكان فريق من المتسلقين عثروا في ذلك العام على أغراض تخص إيرفاين.
وتحمس أعضاء الفريق لفكرة أن تكون جثة إيرفاين في مكان قريب. فأخذوا يبحثون في النهر الجليدي لعدة أيام، إلى أن رأى أحدهم الحذاء يبرز من الجليد الذائب.
وقد حالفهم الحظ في الاكتشاف لأن الجليد ذاب منذ أسبوع فقط.
ونقلت القدم من الجبل لأن الغربان كانت تتردد عليها، حسب التقارير، وسلمت إلى سلطات التسلق الصينية، المسؤولة عن الجانب الشمالي من إيفرست.
وكان الاكتشاف مؤثرا بالنسبة لأحفاد إيرفاين خاصة أنه تزامن مع مرور مئة عام على اختفائه.
وكبرت سامرز على سماع قصص شقيق جدتها المغامر المتخرج في جامعة أوكسفورد، والذي يعرفونه باسم “الخال ساندي”.
“كانت جدتي تحتفظ بصورة له تحت سريرها إلى أن ماتت. وتقول إنه أفضل رجل في الوجود”.
ولد إيرفاين في بيركهيد. وكان عمره 22 عاما عندما اختفى. وهو أصغر أعضاء فرقة المغامرين التي حيرت عالم تسلق الجبال على امتداد قرن من الزمن.
ولم يعثر على جثة مالوري إلا في 1999، إذ اكتشفها متسلق أمريكي. وقد أثار البحث عن رفاة المتسلقين الجدل في السنوات الأخيرة، بسبب التشكيك في نقل جثتيهما.
وتقول سامرز إنها كانت دائما تنفي صحة تلك القصص وتلك الشكوك. وعبرت عن شعورها بالارتياح بعد تصريح تشين بأن “الجثة لا تزال هناك في قمة الجبل”.
ولكن ماذا سيحث لو ثبت أن إيرفاين ومالوري أول من وصل إلى قمة إيفرست؟ لابد أن هذا الأمر سيقلب تاريخ تسلق الجبال رأسا على عقب، حسب سامرز.
“سيكون ذلك جميلا، سنكون جميعا فخورين”.
وتقول إن الوسيلة الوحيدة لمعرفة ذلك هي إذا وجدنا صورة في آلة التصوير التي يعتقد أنه كان يحملها”.
وتعتقد أن البحث سيتواصل عن آلة التصوير، “وسنرى إذا كانوا سيعثرون عليها”.
ويأمل تشين أن “يمنح الحذاء ولحظة اكتشافه التاريخية السكينة لأقاربه ولعالم تسلق الجبال”.
وبالنسبة لسامرز هذه فرصة يتذكر فيها العالم شابا “أمسك الحياة بيديه وعاشها”، وعانق كل فرصة أتيحت له، وكان فوق لك يستمتع بها”.
ولكنها وأبناء عموتها ممتنون لأن الجيل السابق من العائلة ليسوا موجودين، لأن “قمة إيفرست بالنسبة لهم هي قبره”.