اقتصاد
إخلاء مستشفيات شمال غزة، وفتح وحماس تناقشان مقترح “لجنة مجتمعية لإسناد القطاع”
قبل 24 دقيقة
قامت الطواقم الطبية في مستشفى كمال عدوان في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، بإجلاء الأطفال الخدج والمرضى بعيداً عن المستشفى وسط إطلاق النار والقصف المدفعي الإسرائيلي والحصار الذي تفرضه قوات ودبابات إسرائيلية على الموقع.
وينفذ الجيش الإسرائيلي هجوماً برياً للمرة الثالثة في المنطقة منذ بدء الحرب في غزة قبل أكثر من عام، ويقول إنه يستهدف مقاتلي حماس الذين يسعون إلى إعادة تنظيم صفوفهم لشن هجمات جديدة ضدّ إسرائيل.
وقال مسؤولون في قطاع الصحة في غزة إن مستشفيين آخرين أصبح من غير الممكن الوصول إليهما، بعد أوامر إخلاء إسرائيلية في شمال غزة.
وأشارت تقارير إلى مقتل وإصابة العشرات في شمال غزة جراء العمليات الإسرائيلية المستمرة في المنطقة.
في غضون ذلك، حذر رئيس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن ملاجئها وخدماتها اضطرت للإغلاق “في ظل عدم توفر أي إمدادات أساسية تقريباً، فيما ينتشر الجوع ويتسع نطاقه مرة أخرى”، مضيفاً أن المرحلة الثانية من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة “باتت مهددة هي أيضاً”.
وتحدث بعض سكان شمال القطاع لبي بي سي عن خوفهم ويأسهم في ظل العمليات العسكرية الجارية.
ويقول أحمد، وهو أب يبلغ من العمر 50 سنة من منطقة جباليا: “لقد نزحت أكثر من عشر مرات، انتقلت من منزل إلى منزل، ومن مدرسة إلى مدرسة تحت القصف، ومن شارع إلى شارع”، مضيفاً: “نحن منهكون تماماً ولم يبق لنا شيء، أين نذهب؟ لدينا أطفال صغار، ولا يوجد مكان آمن في غزة، ولا حتى شبر واحد”.
وتابع الأب في حديثه لبي بي سي: “لقد غادرنا منازلنا والقذائف تنهمر علينا، والقصف والدمار والتشريد من حولنا في كل مكان، لقد طفح الكيل”.
وفي الأيام الأخيرة، أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء جديدة تشمل منطقة كبيرة من شمال القطاع، بما في ذلك بيت حانون وبيت لاهيا وأجزاء من مدينة غزة.
وتلقى جميع من تبقى في الشمال، والذين يقدر عددهم بنحو 400 ألف شخص، أوامر بالتوجه إلى الجنوب.
وقال بلال، وهو أحد سكان شمال غزة لبي بي سي: “النزوح صعب للغاية، إنه مأساة. لا توجد وسائل نقل، ولا توجد ضروريات للبقاء على قيد الحياة. يسأل الرجال والنساء والأطفال: إلى أين نذهب؟، والإجابة هي: لا نعرف”.
وأضاف بلال: “صوت الطائرات الإسرائيلية فوقنا، هناك قصف، والقصف مستمر في كل مكان”.
ورغم تطمينات إسرائيل، يخشى كثيرون من سكان غزة أن يكون هدف إخلاء شمال القطاع، هو تحويله إلى منطقة عسكرية دائمة ومغلقة أو إلى مستوطنة جديدة.
من جانبه قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن حث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تقليل الأضرار التي تلحق بالمدنيين في غزة، وذلك أثناء محادثة هاتفية بينهما مساء الأربعاء.
وبحسب البيت الأبيض، فإن بايدن ونتنياهو ناقشا “الحاجة الملحة لتجديد المسار الدبلوماسي من أجل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس”، فيما حثّ بايدن على تحسين الوضع الإنساني في غزة وضرورة استعادة القدرة على الوصول إلى الشمال، بما في ذلك إعادة تنشيط الممر من الأردن لإيصال المساعدات على الفور، بحسب البيان.
“لجنة مجتمعية لإسناد غزة”
في غضون ذلك، تستأنف حركتا فتح وحماس اجتماعاتهما في العاصمة المصرية القاهرة الخميس بعد انتهاء اليوم الأول من تلك الاجتماعات مساء الأربعاء.
وركزت الاجتماعات على التطورات السياسية والميدانية في المناطق الفلسطينية، بالإضافة إلى توحيد الصف الفلسطيني، بحسب قناة القاهرة الإخبارية المصرية مساء الأربعاء.
ونقلت القناة عن مصادر مطلعة لم تسمها، قولها إن الاجتماع يأتي لبحث ” آلية عمل اللجنة المعنية بإدارة المعابر وملفات الصحة والإيواء والتنمية الاجتماعية والتعليم”.
وترأس وفد حركة فتح نائب رئيس الحركة محمود العالول، فيما ترأس عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق وفد الحركة.
وقال مصدر في حركة فتح، في وقت سابق، لبي بي سي، إن الطرفين سيتباحثان حول مقترح مصري بشأن تشكيل “لجنة مجتمعية لإسناد قطاع غزة، وتعمل كذراع للحكومة الفلسطينية في القطاع.
وأضاف المصدر أن اللجنة ستشرف على إدارة معبر رفح، وتنظيم الشؤون المدنية لسكان القطاع، بالإضافة إلى إغاثة السكان وإدخال المساعدات الإنسانية والطبية، وإعادة الإعمار أيضاً.
وأشار المصدر إلى أن هذه اللجنة سيتم تشكيلها بمرسوم صادر عن الرئيس محمود عباس في حال توافق الطرفان عليها.
ويأتي المقترح المصري في ظل رفض الجانب الإسرائيلي قيام السلطة الفلسطينية بإدارة قطاع غزة.