تقنية
مراجعة ريميك لعبة Silent Hill 2
أُصيب اللاعبين بحالة من القلق والخوف عندما أعلنت Konami عن عمل فريق Bloober Team على ريميك Silent Hill 2، فالفريق له تاريخ ليس الأفضل في صناعة ألعاب الرعب وإما يُصيب مرة أو يُخيب مرة. لكن الفريق البولندي كان واثقًا من نفسه هذه المرة، والنتيجة النهائية فاجأتنا بريميك من الأفضل في صناعة الألعاب على الإطلاق. فريق Bloober Team لم يُحافظ فقط على إرث لعبة Silent Hill 2 الأصلية، بل أضاف له وحسّن منه ليُقدم تجربة رعب نفسي ستظل عالقة في أذهان اللاعبين لسنوات كثيرة قادمة، وسيُعرف بأنه الفريق الذي أعاد سلسلة سايلنت هيل إلى الحياة!
قصة Silent Hill المأساوية تعود لتقشعر أبداننا مجددًا
بعد وفاة زوجته بثلاثة أعوام، يحصل جيمس سندرلاند على رسالة منها تؤكد له أنها لا تزال على قيد الحياة، وأنها تنتظره في مكانهم المُفضل داخل مدينة Silent Hill. يركب جيمس سيارته ويتجه إلى المدينة التي أصبح يعمها الضباب الآن بطريقة غريبة، فهل زوجته ماري لا تزال على قيد الحياة فعلاً؟ وأين كانت طوال الثلاثة سنوات الماضية التي ظنّ فيهم أنها فارقت الحياة؟ أسئلة كثيرة ستجاوبك اللعبة عليها وأكثر في قصة مأساوية مُظلمة تبحث داخل النفس البشرية عن ذرة من الإنسانية والأمل!
القصة هنا ليست خير ضد شر مثل Resident Evil، بل حرب نفسية تجعلك تبحث في أفكارك ومعتقداتك، وهذا من رأيي هو أجود أنواع الرعب على الإطلاق. فلا يوجد خطر على النفس البشرية أكثر من نفسها، ولعبة Silent Hill 2 تعكس هذا المثل بأفضل طريقة ممكنة في قصة ملتوية تزداد عمقًا وسوداوية كلما تقدمت أكثر في اللعبة حيث يواجه جيمس سندرلاند أفكاره وعقله داخل مدينة كئيبة ومظلمة تُلقي به في الظلام الدامس أكثر فأكثر لتصل به إلى مرحلة الجنون التام.
خلال رحلتك في مدينة Silent Hill ستُقابل الكثير من الشخصيات الرائعة التي لديها هي الأخرى ماضي سواء كان مُظلمًا أو كئيبًا، وكل شخصية منهم تُضيف على قصة اللعبة والمدينة ككل وتجعلك كلاعب تُريد أن تبحث وتستكشف أكثر حتى تفهم كل ما يحدث من حولك وتخرج في النهاية بعبرة من هذا المكان العجيب. وصدقني عندما أقول لك أن قصص هذا العالم ستصدمك من روعتها وتشابكها بكمّ ضخم من الدراما الكئيبة التي لم تنجح أي لعبة رعب أخرى في تقديمها!
التختيمة الأولى لـ Silent Hill 2 ستحتاج منك على الأقل 16 ساعة (مقارنةً بـ 8 ساعات في اللعبة الأصلية) حيث عمل الفريق البولندي Bloober Team على توسيع عالم اللعبة وإضافة أماكن وألغاز جديدة كليًا طولت من عمرها وجعلتها ريميك مثالي بكل ما تحمله الكلمة من معنى من ناحية المحتوى. أيضًا مثل اللعبة الأصلية، فتوجد هنا أكثر من نهاية، مما يدفعك لتجربة اللعبة أكثر من مرة حتى تصل للنهاية المثالية لهذه القصة من وجهة نظرك.
أسلوب لعب أكثر سينمائية بكاميرا منظور الشخص الثالث
استكشاف العالم هنا له متعته الخاصة
متعة Silent Hill 2 تكمن في استكشاف المدينة نفسها، بالذات في بداية اللعبة حيث أن الموارد ضئيلة ونادرة الحصول عليها، لذلك استكشافك لكل ركن من أركان المدينة سيساعدك في الحصول على مواد لزيادة حياتك وعلى ذخيرة كافية لتتمكن من مواجهة كل الأعداء التي تضعها اللعبة كعائق أمام تقدمك في القصة. ولكن احذر من بعض الأعداء الذين يختبئون وينتظروا وصولك حتى يقضوا عليك!
الاستكشاف أيضًا سيُساعدك على فهم القصة بشكل أكبر، حيث لا تشرح اللعبة كل أحداثها عبر المشاهد السينمائية فقط، بل ستجد معظم التفاصيل العميقة في القصة عبر الاستماع للراديو مثلاً أو قراءة مجموعة من المستندات المتناثرة في كل أنحاء المدينة. بوصلك لنهاية اللعبة، ستجد أن تلك المستندات كانت هي أهم شيء شرح لك هذا العالم وشخصياته وتفاصيله بكل أريحية، ولعل عيب اللعب في هذه النقطة هو عدم ترجمتها للغة العربية لتسهيل شرح القصة على اللاعبين في منطقتنا الذين لا يتقنون اللغة الإنجليزية.
بالحديث عن الاستكشاف، فيجب التأكيد على أن العالم هنا أوسع من اللعبة الأصلية بالضعف تقريبًا مع إضافة الكثير من التوسعات للمناطق التي تُزيد من عمر اللعبة وتُحفزك أكثر على معرفة كل جديد يُقدمه الريميك. وبالنسبة ليّ، فهذه هي الطريقة المثالية لصُنع ريميك، ليس فقط عن طريق إعادة تصميم المناطق القديمة وتحسينها مثلما تفعل سلسلة Resident Evil، بل بإضافة مناطق جديدة كليًا تجعل من اللعبة تجربة ممتعة أكثر سواء للاعبين الجدد أو القُدامي.
أسلوب اللعب عبقري من منظور الشخص الثالث
رغم أن Silent Hill 2 معروفة بأنها ليست لعبة قتالية و ترتكز بشكل رئيسي على الاستكشاف وحل الألغاز، إلا أن القتالات هنا أصبحت ممتعة للغاية من منظور الشخص الثالث. الاستوديو البولندي تخلى عن الكاميرا الثابتة الكلاسيكية مثلما فعلت كابكوم مع ريميكات Resident Evil، وجعل اللعبة من منظور الشخص الثالث ليُضيف أكثر على العالم ويجعلك مكان جيمس سندرلاند في كل خطوة يخطوها داخل تلك المدينة المشؤومة.
انتقد اللاعبين العروض الأولية بسبب مشاكل الأنيميشن في الحركة والقتالات، ورغم أن الاستوديو لم يحل كل تلك المشاكل، إلا أن التجربة سلسة جدًا وممتعة. ونظرًا لأنني أعشق القتالات في ألعاب الرعب، فبعد العثور على كل الأسلحة وذخيرة كثيرة شعرت وأنني جون ويك في الكثير من المواقف وكنت أركض تجاه الأعداء ليس عكسهم لأضربهم بسلاحي اليدوي وأُبدل للمسدس والشوتجن في رقصة قتالية ذات تناغم تام!
الأعداء أذكياء، ويمكنهم أن يتفادوا ضرباتك في الكثير من الأوقات ويصدوها، بل ويفاجئونك أصلاً بضربات جديدة كليًا بين الحين والآخر. لكن المتعة الأكبر في القتال من وجهة نظري كان خلال مواجهة الزعماء، فكل زعيم هنا له فكرة قتال ونقط ضعف مميزة تجعل كل مواجهة مختلفة ومميزة عن سابقتها. وهنا يأتي دور ترشيد استهلاك الموارد والذخيرة حتى تحفظ جزء منهم لتلك المواجهات الطويلة والصعبة ضد زعماء سايلنت هيل.
منظور الشخص الثالث أضاف أيضًا على تجربة الرعب لأنك لا تعرف ماذا يوجد أمامك على عكس الكاميرا الثابتة التي كانت تحرق تواجد بعض الأعداء أمامك في بعض الأحيان، وهذا هو المنظور الأمثل لألعاب سايلنت هيل بجانب منظور الشخص الأول بالطبع. ورغم أن فريق Bloober Team اشتهر بتقديم تجارب رعب من منظور الشخص الأول، إلا أنه نجح مع ريميك Silent Hill 2 بتغيير منظور اللعبة وجعلها أكثر متعة، فهل نرى الفريق يعود لتقديم ريميكات أخرى من السلسلة مستقبلاً؟
ألغاز صعبة تحتاج منك أن تُفكر فعلاً!
لعل تلك هي المرة الأولى التي اضطررت أن أعصر عقلي بمعنى الكلمة في لعبة حتى أحل لغز منها. كل الألعاب من نفس النوعية التي تحتوي على ألغاز دائمًا ما يكون حلها بسيط وسهل المنال، وفي بعض الأحيان تضع اللعبة مجموعة من التلميحات حتى تُساعدك على حل هذا اللغز (على سبيل المثال Resident Evil مثلاً).
ورغم أنني لا أمتلك مشاكل مع ألغاز Resident Evil بل واستمتعت بها في الكثير من الأحيان، إلا أن الألغاز هنا لها طابعها الخاص وطعمها المميز. فكل لغز يطلب منك التفكير فعلاً ومحاولة فهم المعلومة التي تُريد أن تصلها لك اللعبة حتى تصل للحل. وقفت في بعض الألغاز لفترات واضطررت أنا وأصدقائي المراجعين الآخرين أن نتعاون سويًا من أجل فهم اللغز وحله، وهذا في حد ذاته يُضيف كثيرًا على متعة اللعبة ويجعل التجربة رائعة!
فريق Bloober Team لم يكتفي فقط بإعادة صُنع الألغاز القديمة وتحسينها، بل قدّم ألغاز جديدة كليًا بأفكاره الخاصة والمميزة التي ستجعل التجربة أيضًا في هذه الناحية ممتعة حتى لكل اللاعبين القُدامي الذين يعرفون بالفعل حل الألغاز من وقت تجربتهم للعبة الأصلية. صدقوني أي شخص يحب ألعاب الرعب يجب أن يُجرب ريميك Silent Hill 2 ويُعاني قليلاً مع الألغاز هنا لأنها فعلاً صعبة وتحتاج وقت وتفكير كثير حتى تصل للحل النهائي بعد عدة محاولات فاشلة من الممكن أن تأخذ منك عشرات الدقائق.
تجربة تقنية تجعلك منبهرًا من البداية للنهاية!
رسومات خلابة بمحرك Unreal Engine 5
محرك Unreal Engine 5 دائمًا ما يكون سلاح ذو حدين في الألعاب. الأول وهو تقديم تجربة رسومية خلابة من كل النواحي لدرجة تقرب من الواقعية، والثاني هو مشاكل ملحوظ في الأداء التقني، فتقريبًا لا نرى لعبة على المحرك إلا وتُعاني من هذه المشاكل.. ولكن هذا أمر سنتطرق له لاحقًا.
بالنسبة للرسوم، فلعبة Silent Hill 2 Remake هي واحدة من الأفضل في الصناعة حتى الآن، واستطاع فريق Bloober Team أن يستغل كافة تقنيات UE5 من Lumen و Nanite وغيرها لتقديم تجربة بصرية مُذهلة بتنوع رهيب في الإضاءة والألوان. الأماكن التي ستزورها كثيرة كما ذكرت في حديثي عن أسلوب اللعب سواء المستشفى أو الفندق أو السجن وغيرهم، وكل منطقة منهم لها طابعها الرسومي الخاص وطريقتها المميزة في الإضاءة مما يُعطي تنوع بيئي رهيب في اللعبة. ضفّ على ذلك اهتمام الفريق البولندي بإضافة كمّ رهيب من التفاصيل في كل شيء ببيئات اللعبة ليجعلها أكثر واقعية وتقديم العالم بطريقة تجعلك تشعر بالرهبة والقلق، حيث كل منطقة تزورها بها إحساس أن هذا العالم كان مسكونًا ولكنه فجأة تحول إلى السراب، وهذا الإحساس بالوحدة في حد ذاته يبعث الخوف في أنفسنا!
نفس الشيء ينطبق على تصميم الشخصيات، فهي هنا رائعة بمعنى الكلمة وتقرب من ألعاب مثل Alan Wake 2 و Hellblade 2، وتتفوق بكل أريحية على كافة ألعاب Resident Evil الأخيرة. كل الشخصيات هنا نالت جانب من الحب في تصميمها سواء جيمس أو لورا أو أنجيلا وغيرهم، وكل التفاصيل التي وضعها الفريق في تصميمهم تنعكس في نقل المشاعر والاحساس لك كمشاهد يستمتع بكافة مشاهد اللعبة السينمائية الخلابة. أما تصميم الوحوش فلا غُبار عليه هو الآخر. رغم أن اللعبة لا تمتلك تنوعًا كبيرًا في الأعداء، إلا أن كل عدو منهم له طبيعته الخاصة وتصميمه الخاص وحركاته الخاصة من الزومبيز للممرضات للوحوش الغريبة، للأعظم في اللعبة بالطبع “ذو الرأس الهرمي”. استلهم الفريق أفكاره الأساسية للتصاميم من اللعبة الأصلية، ولكنه أضاف عليها وحسّن منها لتتناسب مع تقديم لعبة في عام 2024، والنتيجة النهائية كانت رائعة بصراحة.
بالحديث عن تقنيات محرك Unreal Engine 5، فيجب التركيز قليلاً على الإضاءة هنا. إضاءة Silent Hill 2 Remake هي من أروع ما رأيت في حياتي، وتقريبًا تلك هي اللعبة الوحيدة التي قدمت الظلام بهذا الشكل الأسطوري. الظلام هنا دامس بمعنى الكلمة ويجب عليك فعلاً أن تستخدم ضوء الكشاف حتى ترى أمامك وبمجرد أن تُطفئه ستجد الشاشة سوداء سواد مُعتم أمامك مما يُضيف على الرعب في الكثير من المواقف التي لا ترى فيها أمامك إلا عن طريق الضوء الدائري الذي ينعكس من الكشاف على البيئات!
تصميم صوتي من أعظم ما قُدّم في الصناعة
نجح فريق Bloober Team في أن يُقدم تصميم صوتي خلاب يجعل بدنك يقشعر طوال فترة اللعب. فأكثر وقت تقضيه داخل عالم Silent Hill 2 سيكون في ظلام دامس ولا يوجد إلا ضوء الكشاف يُنير الطريق أمامك، وهنا ستسمع أصوات الوحوش التي تنتظرك في الجانب الآخر، ويزداد الأمر تعقيدًا ورهبةً عندما تسمع صوت الراديو الأشهر في تاريخ السلسلة والذي يُنبهك لاقتراب الأعداء. فجأة يتم تفعيل هذا الصوت وأنت لا ترى أي شيء أمامك ليبدأ قلبك بالخفقان بسرعة توقعًا منك بأن اللعبة ستفجعك بأي لحظة!
تم تحسين كل شيء في اللعبة هنا مقارنةً بالعروض الأولى مثل صوت الأسلحة مثلاً والذي أصبح أكثر واقعية، وصوت البيئة نفسها والغموض الذي تضفيه اللعبة على كل خطوة تخطوها، مع أصوات الأعداء التي تتعالى بشكل مستمر. كل تلك الأمور تُضيف على تجربة الرعب نفسها وتجعلها رائعة. كل ذلك يتفاعل معه الممثلين الصوتيين بشكل رائع، فرغم أنهم مختلفين عن القدامى، إلا أنهم قدموا أداء تمثيلي لا غُبار عليه، وأحببتهم بنفس قدر حبي لممثلي اللعبة الأصلية!
لن نتحدث عن الأصوات بدون التحدث عن موسيقى المُلحن العبقري Akira Yamaoka، والذي أخذ كل ألحانه القديمة من لعبة سايلنت هيل 2 الأصلية وحسّن منها هنا ليُقدمها بطريقة تتناسب مع إصدار اللعبة في عام 2024. ومع وجود الكثير من الألحان والنغمات والأغاني الجديدة كليًا، فالموسيقى التصويرية للعبة Silent Hill 2 تستحق أن تفوز بجائزة، وتستحق أن تشتريها بشكل مُنفصل حتى تستمتع بها في أي وقت خارج اللعبة نفسها. يستمر Yamaoka في تقديم تجارب سمعية إبداعية كعادته.
أداء تقني متفاوت على PlayStation 5
أي لعبة تصدر على محرك Unreal Engine 5 تُعاني من مشاكل تقنية، وهذا ما تعودنا عليه في كل الإصدارات الأخيرة، لكنه لا يزال عيبًا لا يتم حله بأي شكل. لعبة Silent Hill 2 تُقدم وضعين لعب على منصة PS5 وهي المنصة التي جربت اللعبة عليها. الوضع الأول هو الدقة حيث تستهدف دقة عرض 2K تقريبًا مع 30 إطار في الثانية، والواضع الثاني الأداء حيث تستهدف دقة 1080p مع 60 إطار في الثانية.
سواء قررت أن تلعب على هذا الوضع أو ذاك، فاللعبة لا تستطيع الثبات على الإطارات التي تستهدفها. في وضع الدقة ستجد اللعبة تهبط عن 30 إطار في الكثير من المناطق المفتوحة، ونفس الوضع على وضع الأداء (الذي ركزت تجربتي عليه لأنني لا أتحمل الـ 30 إطار). هنا أيضًا كانت تهبط اللعبة عن 60 إطار في الثانية في معظم المناطق المفتوحة، لكنها كانت تعمل بدون مشاكل في المناطق المُغلقة.
أما من ناحية المشاكل التقنية والباجز والجليتشات، فشخصيًا لم أواجه أي جليتش واحد في اللعبة طوال 16 ساعة لعب وهذا شيء يجب أن نرفع من أجله القبعة لفريق Bloober Team!
في النهاية
بعد تخوفات استمرت لمدة عامين، فريق Bloober Team يُفاجأنا بريميك من الأفضل في تاريخ الصناعة، ويضع نفسه في مكانة عالية ليقول “هكذا كيف تُصنع ريميكات الألعاب الكلاسيكية”. ريميك Silent Hill 2 ليس وفيًا فقط للعبة الأصلية ولكل مُعجبيها، بل أضاف لها وحسّن منها ليُقدم تجربة سايلنت هيل الأمثل لكل اللاعبين الجُدد والقُدامي على حدٍ سواء. لقد عادت Konami للحياة مرةً أخرى، وأنظارنا الآن تتجه لريميك Metal Gear Solid Delta: Snake Eater لنرى إلى أين ستأخذنا الشركة اليابانية في المستقبل!
<!—->