اقتصاد
“مرارة الفشل الذريع أمام حماس تطغى على الإنجازات العسكرية أمام حزب الله” – في إسرائيل هيوم
قبل ساعة واحدة
في جولة اليوم لعرض الصحف، نطالع مقالا في الصحافة الإسرائيلية يستعرض نظرة القادة الإسرائيليين إلى كل من حركة حماس في غزة وحزب الله في لبنان، ومن الصحافة البريطانية نطالع مقالا عن مسار تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل وإلى أين انتهى؟ ثم نختتم الجولة في القدس العربي بمقال عن سبب رفض حكومة نتنياهو لوقف إطلاق النار في لبنان.
ونبدأ من صحيفة إسرائيل هيوم ومقال بعنوان “معايير إسرائيل المزدوجة بين حماس وحزب الله” للكاتبة سارة كوهين، التي رأت أن سيناريو العمليات الإسرائيلية ضد حزب الله مؤخراً، يؤكد أن الواقع يمكنه أحيانا أن يتفوق على الخيال.
وأشارت إلى تتابُع العمليات بدءا من تفجير آلاف أجهزة البيجر، ووصولا إلى دِقة الهجمات الجوية الإسرائيلية تجاه أهداف في لبنان.
وقالت الكاتبة الإسرائيلية إن “البراعة والاقتدار” اللذين أظهرهما الجيش الإسرائيلي في تنفيذ هذا السيناريو ضد حزب الله تركا الإسرائيليين مطمئنين بأنهم لن يواجهوا مواقف ولحظات صعبة على هذه الجبهة.
واستدركت سارة قائلة إن هذا “النجاح المذهل ضد حزب الله” يفقد زخمه في نفوس الإسرائيليين لدى مقارنته “بالفشل الذريع” الذي مُنيت به إسرائيل ضد حركة حماس ليس في يوم السابع من أكتوبر/تشرين أول فحسب، وإنما أيضا بعد ذلك التاريخ.
وأكدت الكاتبة أن أجهزة إسرائيل إنما فشلت ضد حماس لأنها “نسيتْ، أو لم ترغب في، تصنيف حماس كعدو”، لقد فعلنا كل شيء حتى لا نراهم أعداء.
وفي ذلك، أشارت سارة إلى حوار تليفزيوني أُجري في نوفمبر/تشرين ثان 2017، ظهر فيه السياسي اليميني الإسرائيلي موشي فيغلين مع عميد الاحتياط غيورا إنبار، حيث توجّه الأول إلى الثاني بهذا السؤال: “مَن العدو، الأنفاق أم حماس؟” ففكّر إنبار مرّتين قبل أن يرد قائلا بثقة: “الأنفاق”.
ورأت سارة أن هذه هي القصة؛ أن إسرائيل بقياداتها السياسية والعسكرية لم تكن ترغب في تصنيف حماس كعدو في غزة، بل إن هذه الحركة الفلسطينية على مدى السنوات الأخيرة بقائدها يحيى السنوار تم تصويرها في إسرائيل بوصفها شريكا براغماتيا لديه الكثير ليخسره إذا غامر بالدخول في مواجهة مع إسرائيل – من أموال قطر إلى العُمّال الغزيين في إسرائيل.
وقالت سارة: “كل شيء كان يتم أمام أعيننا – التدريبات ومظاهرات السياج واستغلال المساعدات الإنسانية والبالونات الحارقة .. كل شيء، غير أننا لم نكن نرغب في أعداء – وما دام الأمر كذلك، فلم يكن هناك داع لجمع معلومات استخبارية عنهم”.
وخلصت الكاتبة إلى القول إن “الخوف من تمييز عدو، يكون في بعض الأحيان نابعا من الحرص على أن نحيا حياة طبيعية بلا قلق، وهو ما ينتهي بالعكس تماما”.
“إنجاز لا مثيل له في مضماره منذ اتفاقية السلام مع مصر”
وإلى صحيفة التايمز البريطانية، حيث نطالع تقريرا بعنوان “علاقات إسرائيل مع قوى الشرق الأوسط مرتهنة بالتطورات على الجبهة اللبنانية” للكاتب سامر الأطرش.
وقال سامر إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد إنجاز اتفاقات أبراهام، مع الإمارات والمغرب والبحرين، كان يخطط لجائزة أكبر هي السعودية.
ورأى أن تدشين علاقات رسمية مع أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط وأكبر دولة ذات نفوذ بين المسلمين، كونها بلاد الحرمين، سيكون إنجازا لا مثيل له في مضماره منذ اتفاقية السلام مع مصر عام 1979 بعد خمس حروب.
وأشار الكاتب إلى أن التكهنات كانت على أشدّها فيمن سيأتي لاحقاً بعد توقيع السعودية، هل تقْدِم إندونيسيا أو حتى باكستان على الاعتراف رسميا بدولة إسرائيل، بعد عقود من دعم الفلسطينيين؟
وبالفعل تودّد نتنياهو إلى السعوديين الذين أظهروا بدورهم اهتماما، وكان الشرق الأوسط وقتذاك “أكثر هدوءًا مما كان عليه قبل عقدين من الزمن” على حدّ تعبير جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي جو بايدن.
“كانت إسرائيل هادئة على كل الجبهات بما فيها حماس وحزب الله، وكان بايدن متحمساً لإنجاز مثل هذا الاتفاق مع السعوديين – هذا الاتفاق الذي سيُزري بوساطة سلَفه دونالد ترامب والتي قادت بدورها إلى إبرام اتفاقات أبراهام”.
لكن رغم ذلك، كانت هناك مشكلة، فالسعودية، على حد تعبير أحد المسؤولين، كانت “العروس الأبهى في العالمَين العربي والإسلامي، ومَهرُها سيكون التزماً من جانب نتنياهو بقيام دولة فلسطينية، بين تنازلات أخرى” بحسب صاحب التقرير.
لكن مستشاريّ نتنياهو كانوا يصرّون على أن السعوديين لم يكونوا جادّين بشأن الدولة الفلسطينية، وهو ما أثار استياء الرياض وأزعج واشنطن، التي كانت تُعدّ لإرسال وزير خارجيتها أنتوني بلينكن إلى إسرائيل في أكتوبر/تشرين أول من العام الماضي للتأكيد على أن “الدولة الفلسطينية” هي خط أحمر في نظر السعوديين.
ولكن عندما وصل بلينكن إلى إسرائيل، كان ذلك بعد أيام من هجوم حماس الذي قُتل فيه أكثر من 1,200 قتيل في إسرائيل، واختطف فيه إلى أكثر من 200 رهينة.
هذا بدوره، أشعل فتيل الحرب في غزة وجدّد هجمات حزب الله على إسرائيل، مهدداً بحرب إقليمية تحاول الولايات المتحدة أن تمنع اشتعالها، حتى مع إظهارها التضامن مع نتنياهو كحليف.
و”على الرغم من الإدانات الشديدة من جانب الدول العربية للحرب في غزة، وللأعمال العدائية المتصاعدة الآن في لبنان، إلا أن ذلك بالكاد أوقف التوجّه العربي صوب التطبيع مع إسرائيل”.
وبحسب الكاتب، ظلّت السعودية حتى وقت قريب جدا تواصل الحديث مع الولايات المتحدة حول اتفاق ثلاثي الأطراف يعقبه تطبيع في العلاقات بين السعودية وإسرائيل في مقابل التزام من جانب حكومة نتنياهو بقيام دولة فلسطينية، فضلا عن اتفاقية دفاعية أمنية من جانب واشنطن.
وبينما يتابع السعوديون أخبار الحرب في غزة عبر الشاشات، كانت شعبية مثل هذا الاتفاق التطبيعي تتراجع يوما بعد يوم، قبل أن تنهار تماماً برفض نتنياهو قيام دولة فلسطينية، بحسب الكاتب.
و”ثمة آمال في الرياض بأن تُستأنف المحادثات في هذا الشأن حال وصول حكومة جديدة أكثر اعتدالا إلى السلطة في إسرائيل، لكنّ ولي العهد السعودي والحاكم الفعلي محمد بن سلمان سيصرّ على الشروط ذاتها، حسبما قال في اجتماع حكومي الأسبوع الماضي”.
“لماذا رفض نتنياهو وقف إطلاق النار في لبنان؟
نختتم جولتنا من صحيفة القدس العربي، والتي نشرت مقالا افتتاحيا بعنوان “لماذا رفض نتنياهو وقف إطلاق النار في لبنان؟”
ونوهت الصحيفة إلى بيان صدر الخميس عن 12 دولة ومنظمة، بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي، يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار مدة 21 يوما بين إسرائيل وحزب الله نزولاً عند قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، وإلى وقف لإطلاق النار في غزة تنفيذا لقرار المجلس ذاته رقم 2735.
البيان حذّر كذلك من تصعيد إقليمي أوسع نطاقا، مؤكدا أن الوقت قد حان للتوصل إلى تسوية دبلوماسية.
لكن إسرائيل، بحسب الصحيفة، رفضت البيان بطريقتين: الأولى، ببيان نشره وزير الخارجية يسرائيل كاتس يؤكد فيه أنه “لن يكون هناك وقف لإطلاق النار”؛ والطريقة الثانية، بغارة جديدة على الضاحية الجنوبية في بيروت تستهدف اغتيال محمد سرور قائد وحدة المسيّرات في حزب الله.
وعزت الصحيفة هذا الموقف الإسرائيلي الذي وصفته بالـ”متشدد” إلى الإحساس الغامر بالتفوق التكنولوجي والأمني الذي حصل عليه مسؤولو إسرائيل بعد العمليات الأمنية الهائلة التي ضربت سلسلة القادة في حزب الله عبر تفجيرات البيجر واللاسلكي وغيرها.
هذا فضلا عن “ردود فعل إيران الحذرة والمتحفظة، وحالة إظهار الموت الطوعي لدى النظام السوري، الذي كان لعشرات السنوات يُعد حليفا رئيسيا لحزب الله”.
السبب الأخير، بحسب الصحيفة، هو أن “حكومة إسرائيل استطاعت حتى الآن، استيعاب ردود فعل حزب الله العسكرية، ليس بالاعتماد على تفوقها العسكري والأمني والتكنولوجي فحسب، ولكن كذلك بالاعتماد على التدخل المباشر من الحليف الأمريكي والحلفاء الأوروبيين”.
ونوهت القدس العربي إلى أن وقف إطلاق النار مع حزب الله، “يُفترض من الناحية العملية أنه يحقق ما يمكن أن يعتبره نتنياهو إنجازا سياسيا؛ لأن وقف الحزب عملياته العسكرية يعني إقراراً من الحزب بفصل ملفّ لبنان عن غزة، فضلا عن أن هذا التوقف كفيل بأن يسمح بتحقيق الهدف الذي أعلنه المسؤولون الإسرائيليون من وراء الهجوم: وهو إعادة سكان المستوطنات الإسرائيلية في الشمال إلى منازلهم”.