اقتصاد
مجلس الأمن: الجزائر تتهم إسرائيل بـ”جرّ” المنطقة للحرب، وواشنطن “تدافع”
آخر تحديث قبل 33 دقيقة
عقد مجلس الأمن الدولي مساء الجمعة، اجتماعاً طارئاً كانت قد دعت له الجزائر نهاية الأسبوع الماضي لمناقشة تطورات الوضع في منطقة الشرق الأوسط خاصة التصعيدات الأحيرة في لبنان.
ووصف وزير الخارجية اللبناني في كلمته خلال الجلسة، تفجير آلاف أجهزة الاتصال المحمولة هذا الأسبوع في بلاده بأنه هجوم “إرهابي” وحمل إسرائيل مسؤوليته.
وقال عبد الله بوحبيب إن الانفجارات التي قتلت العشرات في مختلف أنحاء لبنان على مدى يومين هي “أسلوب حرب غير مسبوق في وحشيته وإرهابه”، مضيفا أن “استهداف آلاف الأشخاص من مختلف الأعمار يمارسون أعمالهم في منازلهم، في الشوارع، في وظائفهم، في مراكز التسوق، هو ببساطة إرهاب”.
وشدد بوحبيب على أن إسرائيل لا تلتزم بالقانون الدولي والإنساني وقرارات مجلس الأمن، لأن لا أحد يحاسبها على ما تقوم به مما يشجعها على الاستخفاف بقرارات الشرعية الدولية ولم ينفذ أي قرار دولي ضد إسرائيل منذ 1948، ولا يمكن القبول بهذا كأمر واقع ولا يمكن السماح لها بالافلات من المحاسبة، على حد تعبيره.
وقال إن إسرائيل تتسبب في حرب إقليمية طاحنة تفوق اي حرب أخرى من حيث الأسلحة وأعداد الضحايا، ومؤكداً أن لبنان يطالب بالعدالة والحل الدبلوماسي وعودة النازحي، ولا يدعو للحرب.
وناشد بو حبيب أعضاء مجلس الأمن بالوقوف إلى الجانب الصحيح من للتاريخ بمساندة لبنان، قائلا إن مصداقية مجلس الأمن على المحك في التعامل مع الهجمات الإسرائيلية المعتمدة على تكنولوجيا فتاكة، موضحاً أنه بعد الهجمات الإسرائيلية تجاه الأبرياء المدنيين في لبنان فإنه لم يعد أحد في العالم بأمان.
ومن جانبه اتهم مندوب إسرائيل داني دانون، الأمم المتحدة بأنها أصبحت “مهووسة” بإدانة إسرائيل، وهناك صراعات أخرى في العالم غير ما يجري مع إسرائيل.
وأضاف، سنفعل “كل ما يلزم” لحماية مواطنينا، وإذا لم ينسحب حزب الله إلى “شمال الليطاني” فلن تقف إسرائيل مكتوفة الأيدي.
وقال دانون إن “حزب الله يستخدم منازل المدنيين وقواعد اليونيفيل كمناطق لإطلاق الأسلحة، واستخدم قوات حفظ السلاح كدروع للاختباء وراءها. مثلما تفعل حماس مع المدنيين.”
وشدد على أن “وزير خارجية لبنان يتحدث كمندوب لحزب الله، لكننا يمكن أن نجلس معا للحديث عن تسوية، لكن المشكلة أن الحكومة اللبنانية عاجزة أمام حزب الله، ولا يمكن للحكومة أن تمنع حزب الله من جر لبنان إلى الحرب”.
ووجه حديثه إلى وزير خارجية لبنان قائلا: “أنتم سمحتم لحزب الله بأن يتحول إلى دولة داخل الدولة، ويجب أن تتحركوا بدلا من لومنا على الرد على ما يقوم به حزب الله.”
وشدد مندوب إسرائيل على أن بلاده “تدافع عن نفسها ولا تنتهك القانون الدولي، ولن نسمح لحزب الله بتهديد مواطنينا، واستخدام الأراضي اللبنانية لإطلاق الصواريخ.”
وطالب مندوب إسرائيل مجلس الأمن بالعمل على “تصنيف حزب الله والحرس الثوري كمنظمات إرهابية.”
وقال إن إسرائيل “تحارب الإرهاب” وتحارب كل “القوى التي تريد زعزعة استقرار المنطقة”.
الجزائر “تتهم” وواشنطن “تدافع”
وحذّر عمار بن جامع، مندوب الجزائر في مجلس الأمن، من أن إسرائيل “تدفع المنطقة نحو الحرب”، وأن هجماتها اليوم الجمعة، في بيروت تؤكد أنها “غير معنية بالسلام”.
وقال بن جامع، إن “العدوان الإسرائيلي الأخير باستهدافه أجهزة الاتصالات في لبنان يرقى لأن يكون جريمة حرب”، موضحا أن عشرات اللبنانيين قتلوا في عملية استهداف عن بُعد لأجهزة الاتصالات “والمرتكب معروف تماما”.
وأضاف أن إسرائيل هددت بشن “حرب شاملة” على لبنان، والغارات الإسرائيلية على لبنان تعكس “عدم التزام الاحتلال” بالقوانين الدولية، محملاً مجلس الأمن المسؤولية عن “إعلاء مبادئ ومواثيق الأمم المتحدة” وعليه أن ينفذ قراراته.
وطالب المجلس التابع للأمم المتحدة بضرورة “إنهاء الاحتلال” لأنه سيمهد الطريق للسلم الدائم والاستقرار في المنطقة.
ومن جانبه قال فولكر تورك، المفوض الأممي لحقوق الإنسان، إن الحرب الشاملة في المنطقة “لن تفيد” أحدا، وإن الخطاب التصعيدي لن يؤدي إلا إلى مزيد من الدمار.
وأضاف أن قواعد الاشتباك في القانون الدولي ملزمة وتمنع استهداف المدنيين حتى لو كان بينهم مسلحين.
وقال تورك” نحث إسرائيل وحزب الله على وقف الأعمال العدائية”.
أما ممثلة الولايات المتحدة في مجلس الأمن ليندا جيفرسون، فدافعت عن حق إسرائيل في “الدفاع” عن نفسها.
وقالت إن هجمات حزب الله “تدعم” حملة إيران وحماس لمهاجمة إسرائيل ويحق لإسرائيل “الدفاع عن نفسها”.
وأضافت ليندا أن الحل الدبلوماسي هو السبيل لعودة المشردين اللبنانيين والإسرائيليين لمنازلهم وسنظل نعمل على هذا الهدف.
وأوضحت أن “هجمات حماس” في 7 أكتوبر/تشرين الأول، هي التي “نسفت” الاستقرار على طول الخط الأزرق.
وشددت على أن النزاع الموسع في الشرق الأوسط “يمكن تلافيه”.
ودعت رئاسة مجلس الأمن الدولي الإربعاء إلى جلسة طارئة الجمعة لمناقشة الهجمات في لبنان والوضع الخطير في الشرق الأوسط، موضحة أن الجلسة جاءت بناءاً على طلب من الجزائر.
أظهرت تحقيقات أولية أجرتها السلطات اللبنانية أن أجهزة الاتصال التي انفجرت هذا الأسبوع “تم تفخيخها قبل وصولها إلى لبنان”، حسبما ذكرت بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في رسالة إلى مجلس الأمن اطلعت عليها فرانس برس الخميس.
وقتل 37 شخصا وأصيب قرابة ثلاثة آلاف آخرين بجروح جراء تفجير أجهزة “بيجرز” الثلاثاء ثم أجهزة اتصال لاسلكي الأربعاء يستخدمها عناصر في الحزب، بحسب وزارة الصحة اللبنانية.
ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن الانفجارات حتى الآن، غير أن حزب الله والحكومة اللبنانية اتهما إسرائيل بـ”المسؤولية الكاملة” عن الانفجارات.
ووصفت بعثة لبنان التفجيرات بأنها “غير مسبوقة في وحشيتها” وتقوض الجهود الدبلوماسية لوقف القتال في غزة وجنوب لبنان.
ومنذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، كان تركيز العمليات العسكرية الإسرائيلية منصباً على غزة.
لكنّ المنطقة الحدودية مع لبنان تشهد تبادلا يوميا للقصف بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، ما أدى إلى مقتل المئات في لبنان، والعشرات في إسرائيل، وإلى نزوح عشرات آلاف المدنيين في كلا الجانبين.
ويؤكد حزب الله أن عمليات القصف عبر الحدود هي بمثابة “جبهة إسناد” لغزة في ظل الحرب في القطاع.