اقتصاد
الحكومة الإسرائيلية تضيف هدفاً جديداً إلى أهدافها المعلنة من الحرب في غزة
آخر تحديث قبل ساعة واحدة
حدّثت الحكومة الإسرائيلية أهدافها المعلنة للحرب الدائرة في قطاع غزة، لتتضمن السماح لسكان المناطق الشمالية في إسرائيل بالعودة الآمنة إلى منازلهم، بحسب بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ودفعت هجمات تشنها جماعة حزب الله اللبنانية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول على شمال إسرائيل، عشرات الألوف من سكان تلك المناطق إلى النزوح صوب الداخل الإسرائيلي.
وقال بيان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إن “العودة الآمنة لسكان الشمال إلى منازلهم” أُضيفت كهدف رابع من أهداف الحرب، مؤكداً أن “إسرائيل ستواصل العمل لتحقيق هذا الهدف”.
وخرج هذا البيان بعد اجتماع في ليل الاثنين ضمّ أعضاء مجلس الحرب الإسرائيلي في تل أبيب.
ولحدّ الآن تعدّ أهداف الحرب التي أعلنتها الحكومة الإسرائيلية هي: القضاء على حركة حماس؛ استعادة الرهائن؛ ضمان أن غزة لن تشكل تهديدا لإسرائيل مجددا؛ وعودة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أمس الاثنين، إن “إمكانية التوصل لاتفاق تتلاشى في ظل استمرار حزب الله في “توثيق علاقته” بحماس، ورفض إنهاء الحرب”.
وأضاف غالانت: “ومن ثمّ، فإن السبيل الوحيدة المتبقية لضمان عودة سكان الشمال إلى منازلهم هي سبيل العمل العسكري”.
“قرار مجنون”
كانت وسائل إعلام إسرائيلية أفادت بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يُحضّر لإقالة غالانت على المدى القصير، وأن الوزير جدعون ساعر، زعيم حزب “اليمين الرسمي”، مرشح لخلافته، في ظل تصاعد الخلاف بينهما في خضم الحرب في قطاع غزة وتبادل القصف على الحدود الشمالية مع حزب الله وسط تحذيرات من تحولها إلى حرب شاملة.
ورأت الصحف الإسرائيلية أن نتنياهو يسعى لإقالة غالانت بسبب “عرقلته توسيع الهجوم على جنوب لبنان”.
فيما اعتبرت صحيفة معاريف أن نتنياهو ينوي تبرير عملية استبدال غالانت بالتذرّع بأن الأخير “ليس وزير دفاع هجومياً” بما فيه الكفاية.
وأبلغ نتنياهو الدائرة المحيطة به أن توسيع الحكومة “سيساهم في إبرام صفقة تبادل مع حركة حماس”، حسبما ما ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت.
فيما اعتبر مسؤول أمريكي إقالة وزيرٍ لديه تجربة مثل غالانت في خضم الحرب “قراراً مجنوناً”، حسبما ذكر موقع واللا الإسرائيلي.
ولم يتخذ نتنياهو قرارا نهائيا بشأن إقالة غالانت، خشية أن تؤدي إقالته إلى تصاعد احتجاجات الشارع الإسرائيلي ضده.
وعلى الفور أصدرت رئاسة الوزراء الإسرائيلية بيانا نفت فيه الادعاءات التي تفيد نية نتنياهو إقالة غالانت.
الزيارة العاشرة
في غضون ذلك، توجه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى العاصمة المصرية القاهرة اليوم، للمشاركة في رئاسة افتتاح الحوار الاستراتيجي يبن مصر والولايات المتحدة مع نظيره المصري بدر عبد العاطي.
وتعدّ هذه هي الزيارة العاشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ومن بين أهداف هذه الزيارة، تنقيح مقترح من شأنه أن يفضي إلى جلوس إسرائيل وحماس على طاولة التفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق.
وبحسب بيان للخارجية الأمريكية، يلتقي بلينكن عدداً من المسؤولين المصريين لمناقشة الجهود المبذولة للوصول إلى هدنة في قطاع غزة، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، والتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني، فضلاً عن إرساء سلام إقليمي واسع.
ومن المقرر أن يعقد الوزيران مؤتمراً صحفياً غداً الأربعاء في القاهرة.
وتواصلت جهود وقف إطلاق النار على مدى شهور، حيث يحاول مسؤولون من الولايات المتحدة ومصر وقطر التوصل إلى بنود تحظى بموافقة كل من إسرائيل وحماس.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر: “نحن مستمرون في التواصل مع شركائنا في المنطقة، وخصوصا مصر وقطر، بشأن محتوى المقترَح، والعمل لكي يفضي إلى جلوس طرفَي الصراع إلى طاولة التفاوض والتوصل إلى اتفاق نهائي”.
وفي الأمم المتحدة، قالت سيغريد كاغ، كبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة: “الوقت يمرّ وغزة قد تحوّلت إلى جحيم.. نريد وقفاً فوريا لإطلاق النار، وإطلاقا فوريا وغير مشروط لكل الرهائن، ووصولاً بلا عوائق للمساعدات الإنسانية إلى كل أنحاء قطاع غزة”.
تطورات ميدانية
وفي قطاع غزة، قال الناطق باسم جهاز الدفاع المدني محمود بصل إن هناك عشرات العالقين تحت أنقاض البيوت التي استهدفها سلاح الجو الإسرائيلي فجر اليوم في مخيم البريج وسط القطاع.
وأضاف بصل أن فِرق الإنقاذ تمكّنت من انتشال أربع جثث بينها جثة طفلة، فيما لا يزال قرابة 50 شخصاً تحت الأنقاض، واصفاً استهداف المنازل الستة بالـ”مجزرة”.
وأفاد بصل بأن مسيّرات إسرائيلية تطلق النيران على طواقم الإسعاف والدفاع المدني وتمنعها من الوصول للمنازل المستهدفة، مناشداً المنظمة الدولية للصليب الأحمر بضرورة العمل على التنسيق الفوري لدخول طواقمها إلى المنطقة.
هذا وقُتل شخصان وسقط عدد من الجرحى جرّاء استهداف خيمة تؤوي نازحين في مخيم السويسري في منطقة البركة جنوب دير البلح وسط القطاع.
كما قُتل خمسة أشخاص في حي الزيتون بمدينة غزة جراء استهداف القوات الإسرائيلية تجمعاً في شارع صلاح الدين، وقتل ثلاثة آخرون بينهم طفل وامرأة وسقط عدد من الجرحى بقصف شقة سكنية لعائلة الشامي في محيط شارع المغربي بمدينة غزة، فيما واصل الجيش الإسرائيلي عمليات نسف مبانٍ سكنية في الحي نفسه جنوب شرقي المدينة، وفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية.
وفي آخر تحديث لوزارة الصحة في غزة، أعلنت أن مجموع ما وصل إلى المستشفيات خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية هو 20 قتيلاً و76 إصابة.
وبحسب إصدار الوزارة، ارتفع عدد القتلى منذ بدء الحرب إلى أكثر من 41,000 وزاد عدد الإصابات على 95,000.
وعلى الجانب الآخر، أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة جندي من لواء جفعاتي بجروح خطيرة خلال معارك في جنوب قطاع غزة الليلة الماضية.
يُذكر أن عدد الإصابات في صفوف الجنود الإسرائيليين منذ بداية الحرب وصل إلى 4,448 بينهم 669 وُصفت جروحهم “بالخطيرة”.