اقتصاد

الاحتيال: كيف أوقع شقيقان بصحفي مزيف حاول سرقة أسرار برنامجهما؟

  • ويل سميل
  • مراسل شؤون المال والأعمال – بي بي سي

قبل 49 دقيقة

يوهانس (اليمين) وشقيقه مايكل

التعليق على الصورة،

رأى يوهانس (اليمين) وشقيقه مايكل أن الاهتمام ببرنامج التعرف على الصور الخاص بهم مثير للريبة

كان انتظار الأخوين سيبيرز وهما في مزاج عصبي وصول الصحفي المحتال، يصلح أن يكون أحد مشاهد فيلم للجاسوسية.

كان يوهانس وشقيقه الأصغر مايكل، قد رتبا المقابلة مع الصحفي المزيف في مقهى في مدينة ميونيخ.

اتصل بهما وادعى أنه يعمل في إحدى المجلات الألمانية الرائدة وإنه يرغب في إجراء مقابلة مع الأخوين حول شركتهما الجديدة “هوليدو”، التي هي عبارة عن موقع لمقارنة أسعار إيجارات الشقق والفيلات في مواقع قضاء العطلات.

وقال لهما الرجل إنه مهتم بشكل خاص بمعرفة المزيد عن برنامج “التعرف على الصور” الذي طوره الأخوان.

ويقوم البرنامج بفحص صور ملايين الفيلات والشقق حول العالم بشكل تلقائي، سواء كانت على مواقع الويب الخاصة أو على مواقع مثل ” إير بي إن بي”. ويقوم البرنامج بتلك العملية للتأكد من أنه إذا تم عرض إحداها في العديد من المواقع عبر الإنترنت – وهو ما يحدث غالباً – فإن موقع هوليدو بعرضها مرة واحد وأرخص سعر لها.

امرأة تتصفح موقع هوليدو

التعليق على الصورة،

يقوم برنامج هوليدو بتدقيق ملايين الصور الفوتوغرافية للفيلات والشقق المتوفرة للسياح

ويقول مايكل، مستعرضاً أحداث عام 2014: “شممت رائحة احتيال على الفور”، فبالنسبة للصحفي، لم يكن ما كتبه جيداً، كما أن عنوان بريده الالكتروني بدا غريباً.

وأضاف: “لذلك اتصلت بالمجلة للاستفسار عنه، لكنهم صُدموا للغاية وقالوا إنهم لم يسمعوا بالرجل من قبل. ثم اتصلنا بالشرطة التي بدورها طلبت منا المضي قدماً والترتيب لمقابلة الرجل”.

“ذهبنا إلى الموعد بالتعاون مع شخصين آخرين من المجلة، جلسا على طاولة أخرى في المقهى. وعندما وصل الرجل، كان متوتراً جداً، وكان علينا أن نجعله يتحدث قليلاً ، قبل وصول الشرطة واعتقاله”.

رغم أن مايكل وشقيقه لم يكتشفا مَن الذي وظف الرجل إطلاقاً، إلا أنهما يعتقدان أنه كان أحد المنافسين العديدين، وعلى الأرجح، هي شركة مهتمة بمعرفة المزيد عن التكنولوجيا الخاصة بهما.

براندووتش

التعليق على الصورة،

يعمل برنامج براند ووتش على تصفح الانترنت بشكل متواصل لتسجيل ملايين الصور

ومع التطورات السريعة في هذا العام زادت الحاجة لبرنامج التعرف على الصور في موقع هوليدو. وتأثرت العديد من الشركات العاملة في مجال صناعة السفر جراء تفشي فيروس كورونا، إلا أن هوليدو شهدت نمواً في مجال واحد، وهي الرحلات السياحية الداخلية.

ويقول مايكل: “بدت الأمور مقلقة للغاية في بداية هذا العام ، لكن ما استفدنا منه هو الارتفاغ الكبير في عدد الأشخاص الذين لجأوا لقضاء عطلاتهم في مناطق داخل بلدانهم بدلاً من السفر إلى الخارج” إذ أنهم بدلاً من البقاء في الفنادق – حيث سيكونون على اتصال بأشخاص آخرين – فإنهم يختارون استئجار منازل لقضاء العطلات”.

ونظراً لتطور برامج التعرف على الصور من ناحية التقدم التكنولوجي ومن حيث الاستخدام في السنوات الأخيرة ، يوجد الآن عدد متزايد من الشركات التي يعتمد عملها على استخدام التكنولوجيا فقط.

إحدى هذه الشركات هي براندووتش، التي يسمح برنامجها للشركات بالبحث عن صور لمنتجاتها عبر الإنترنت وفي جميع وسائل التواصل الاجتماعي.

كريس بينغهام

التعليق على الصورة،

يقول كريس بينغهام إن شركات السلع الاستهلاكية ترغب بشكل متزايد في دراسة كيفية ظهور علاماتها التجارية على وسائل التواصل الاجتماعي

تقول شركة براندووتش ومقرها الرئيسي في برايتون، على الساحل الجنوبي لإنجلترا، إضافة إلى مكاتب كبيرة في الولايات المتحدة وإسبانيا وفرنسا وألمانيا وسنغافورة وأستراليا، إنها تعالج أكثر من 100 مليون صورة يومياً.

ويقول كريس بينغهام، كبير مسؤولي التكنولوجيا في براندووتش والذي يعمل من الولايات المتحدة، إنه شهد زيادة كبيرة في الاستفسارات هذا العام لتطبيقها الذي يعتمد على كلاود.

يقول: “هذا ليس فقط لأن المزيد من بائعي التجزئة يسارعون إلى البيع عبر الانترنت، ولكن أظهر الوباء مدى السرعة التي يمكن أن تتغير بها الأمور إذ يعمل المزيد من الأشخاص من المنزل ويقومون بالتسوق عبر الإنترنت – وحصل هذا التغيير بين ليلة وضحاها بالمعنى الحرفي.

“لذلك تبحث العلامات التجارية عن أكبر قدر ممكن من الأفكار والاحصاءات لاكتساب فهم دقيق وعميق. ونقدر أن 80 في المئة من صور المنتجات عبر الإنترنت غير مصحوبة باسم العلامة التجارية كتابة. لذلك، للعثور على الـ 80 في المئة عليك فقط البحث عن الصور نفسها.

“الطريقة التي يعمل بها نظامنا هي كالتالي: كتابة اسم العلامة التجارية مثلاً، مصحوبة بكلمة شاطئ، ستعرض في غضون ثوانٍ جميع الصور الخاصة بمنتجات تلك العلامة التجارية على الشاطئ”.

ويمكن بعد ذلك لزبائن براندووتش البالغ عددهم 2000 زبون، استخدام هذه المعلومات في كل شيء بدءاً من الاستهداف الأفضل لإعلاناتهم أو تطوير خطوط إنتاج جديدة تتكيف مع الأماكن التي يتم فيها استخدام العناصر أو استهلاكها بشكل كبير أو تعقب المنتجات المزيفة.

بالنسبة لتجار التجزئة الذين يحتفظون بوجودهم المادي في الأسواق، تم استخدام برنامج التعرف على الصور بشكل متزايد في السنوات الأخيرة لمعالجة مشكلة السرقات المتكررة في المتاجر. ولكن، الاستخدام الإلزامي لأقنعة الوجه في مواقع معينة أدى إلى تعثر بعض الأنظمة.

علامة فيس ووتش في متجر

التعليق على الصورة،

يمكن الآن لبرنامج التعرف على الوجه “فيس ووتش” التعرف على الوجه حتى مع ارتداء الأقنعة

يقول أحد مقدمي خدمة “فيس ووتش” في المملكة المتحدة، إنه قام الآن بتحديث أنظمة CCTV الخاصة به لتتمكن من التعرف على شخص ما حتى لو كان يرتدي قناعاً.

ويقول المتحدث باسم الشركة، ستيوارت غرينفيلد: “إنه يركز على المنطقة المحيطة بالعين”. “نحن متحمسون للغاية ، إنه تطور كبير ليس فقط في التعرف على الوجه، ولكن في منع الجريمة أيضاً”.

“لقد رأينا الكثير من الاهتمام من قبل تجار التجزئة مع استمرارهم في التجارة في ظل استمرار قيود الوباء”.

“لقد بعنا البرنامج لسلسلة متاجر “كو أوبيرتيف” وسلاسل “بودجينز” في المملكة المتحدة”.

“نتحدث إلى تجار تجزئة آخرين و نهدف إلى بيع البرنامج لخمسة آلاف جهة بحلول نهاية العام المقبل”.

الوسوم

خالد ميمون

مدون جزائري. مستشار تقني في الاتصالات , مهتم بالتقنية المجتمع و الدين, يدون بشكل غير منتظم في مدونة البريد اليومي , ذو خبرة في مجالات : الاتصالات , الشبكات , الخوادم ,تصميم مواقع الانترنت الديناميكية و الحلول المخصصة, أنظمة لينيكس و البرامج مفتوحة المصدر.

مقالات ذات صلة

أترك تعليقا

إغلاق