تقنية

طفرات تكنولوجية هائلة بفضل الـ 5G .. الجزء الثاني

مع دخول شبكات الجيل الخامس 5G لبعض مناطق العالم في الأشهر القليلة الماضية، أصبحنا نسمع عن الكثير من الطموحات والمشاريع المستقبلية العملاقة التي لم نكن نتصور حدوثها من قبل، فالسرعة الهائلة التي تتيحها شبكات الجيل الخامس الآن ستجعل كل شيء مختلف على كوكبنا، بداية من الأعداد الكبيرة للأجهزة الذكية المختلفة التي ستتصل ببعضها البعض عبر الإنترنت، وصولًا إلى المدن الذكية الكاملة التي بدأت تتحقق على أرض الواقع بالفعل في الولايات المتحدة وأوروبا، وقد تحدثنا في الجزء الأول من المقال عن بعض الصناعات والتقنيات الجديدة التي تقدمها لنا شبكات الجيل الخامس مثل إجراء الجراحات عن بُعد ونقل التجارب الحسية، والسيارات ذاتية القيادة والطائرات بدون طيار، والإنترنت الذي لا ينقطع أبدًا، كلها تقنيات لم تكن لترى النور لولا وجود شبكات قوية كشبكة الـ 5G، وفيما يلي نستكمل معكم استعراض هذه التقنيات المستقبلية.

المدن الذكية

المدن الذكية

المدن الذكية

بمرور الوقت تزداد هجرة السكان من الريف إلى المدن، وتزداد المدن تحضرًا لتتمكن من استيعاب أعداد أكبر من السكان والزوار، ولكن ذلك غالبًا ما يضغط على البنية التحتية للمدن، فتجد الازدحام المروري والتلوث البيئي والعشوائية في الكثير من المناطق.

تعتبر المدن الذكية من أهم مشاريع الـ 5G القادمة، ويتوقع الخبراء وجود 88 مدينة ذكية على الأقل في العالم بحلول عام 2025، بالرغم من أن هذه الصناعة قد تكلف مليارات الدولارات، ولكنها أيضًا ستعمل على توفيرها مستقبلًا، حيث ترى الدكتورة لاريسا سوزوكي، المتخصصة في المدن الذكية أن هذه التقنية تشبه العقل البشري المعتمد على الاتصال والترابط ما بين أجزائه المختلفة لتحليل المعلومات، فالمدن الذكية تحتاج إلى بنية تحتية قوية تعتمد على شبكات الجيل الخامس التي توفر سرعة عالية في الاتصال، وذلك لربط العناصر ببعضها البعض.

تخيل مدينة تخبرك بمعلومات مُحدثة عن الطرق الأقل ازدحامًا، وأماكن المواصلات العامة المتاحة، وأماكن وقوف السيارات المتاحة، وتوقعات الطقس، وأين يمكنك التنزه، بالإضافة إلى عواميد إنارة ومرافق ذكية تعمل عند اللزوم لترشيد استهلاك الطاقة، وكذلك تساعد قدرات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في تعديل أنظمة المرافق على حسب أنماط سلوكيات المستخدمين المتكرر لتصبح أكثر فاعلية

اقرأ أيضًا: هواوي تعلن عن الصفقة الخمسين لتوفير شبكات الجيل الخامس – MWC SHANGAHAI

إنترنت منزلي من الجيل الخامس

من التطبيقات الأساسية لشبكات الجيل الخامس هي استبدال خدمة الإنترنت المنزلي التقليدية، وهو ما يتوقع أن يأتي في خلال فترة قليلة من الآن، حيث بدأت شركتا Verizon و AT&T بالفعل في الاستثمار في هذا المجال في الولايات المتحدة، وبالطبع ستكون الهواتف الذكية هي أول من يتمتع بمزايا شبكات الجيل الخامس ولكن هناك العديد من الخطط الطموحة، وتعي الشركات أنها عليها العمل بكد لإرضاء التوقعات المرتفعة لدى العميل.

واقع معزز يفوق الخيال

الواقع المعزز

الواقع المعزز

تخيل الدمج بين الواقع الفعلي والواقع الافتراضي، توفر شبكات الـ 5G هذه التقنية التي تساعدك من خلال هاتفك الذكي أو النظارات الذكية على التنقل بين الأماكن المختلفة والتعرف على المدن القريبة والمحلات والمصالح الحكومية وحتى التعرف على الوجوه، وهذا هو الفرق بين الواقع المعزز والواقع الافتراضي الذي يقدم لك عالم جديد مُصنّع كليًا بواسطة المطورين.

وقد رأينا بعض تطبيقات الواقع المعزز من قبل في لعبة Pokemon Go الشهيرة التي تتيح للاعبين البحث عن البوكيمون في محيطهم الواقعي من خلال تشغيل الكاميرا وظهور البوكيمون على شاشة الهاتف الذكي وسط عناصر المشهد الواقعي، وذلك من خلال تركيب الصورة الإلكترونية على الصورة الواقعية.

لك أن تتخيل الكم الهائل من الاستخدامات لهذه التقنية مستقبلًا، فبعد أن يصل الجيل الخامس إلى مرحلة متقدمة ستظهر العديد من التطبيقات الداعمة له والتي ستربط الواقع بالخيال لدرجة أنك قد تستطيع باستخدام نظارات الواقع المعزز وتقنيات التخزين السحابي المستقبلية أن تقرأ رسائلك الإلكترونية بجوار شاشة التلفاز في غرفة معيشتك.

ظهور الكثير من الأجهزة الذكية المحمولة

يطلق بعض الناس مصطلح “عصر ما بعد الهاتف الذكي” على الفترة القادمة بعد انتشار شبكات الجيل الخامس، وبحسب تصريحات نائبة رئيس قسم التسويق في شركة إنتل، السيدة جولي كوبنول، فلن يكون هناك شيء “محمول” بعد الآن، لأن كل شيء سيكون محمولًا في المسقبل، فالهواتف الذكية لن تصبح محل الاهتمام الكبير بعد انتشار شبكات الجيل الخامس، وذلك بفضل الطفرات التي ستقدمها هذه الشبكات للأجهزة الذكية القابلة للارتداء ونظارات الواقع المعزز التي ستتيح لنا القيام بكل شيء مع أقل جهد ممكن، وهو ما يُنقص من دور الهواتف الذكية مستقبلًا، وخصوصًا الهواتف التي لا تدعم شبكات الجيل الخامس.

ملفات صوتية عالية الجودة في كل مكان

على الرغم من أن معظم المميزات المتوقعة من شبكات الـ 5G في مجال الترفيه والوسائط ترتبط بالترفيه المعتمد على الفيديو، وذلك بالطبع يرجع للسرعات الهائلة التي ستوفرها شبكات الجيل الجديد، إلا أن هناك الكثير من التغيّرات ستحدث في عالم الموسيقى.
فما الفائدة من استمرارنا في الإعتماد على الملفات المضغوطة مثل MP3 أو AAC المستخدمة في iTunes، بينما يمكننا بسهولة التحميل والإستماع للملفات الصوتية الأعلى في الجودة والغير مضغوطة بجودة 24-bit/192KHz مثل FLAC و WAV و MQA، وذلك بفضل السرعة الكبيرة لشبكات الإنترنت.

الملفات الصوتية عالية الجودة (HRA) هي صيغة للملفات الصوتية قادرة على انتاج وتوزيع المدى الموسيقي الكامل من التسجيلات الموسيقية المسجلة بجودة تفوق جودة الملفات الموسيقية المسجلة على CD.

تمثل هذه المقاطع ذات الجودة العالية نسبة قليلة في الوقت الحالي، ولكن شعبيتها بدأت في الازدياد مؤخرا، حيث بدأ العديد من المواقع في تقديم هذه الخدمة مثل Tidal و Deezer و Qobuz، وتشير التقارير بأن Amazon بصدد إطلاق خدمة تحميل واستماع للمقاطع الصوتية عالية الجودة (HRA)، ومن المتوقع أن يزيد انتشار هذه الملفات مع التوسع في استخدام شبكات الـ 5G وما توفره من سرعات وسعات تحميل عالية، لتحل هذه الملفات الصوتية عالية الجودة محل الملفات الصوتية المضغوطة والمنخفضة الجودة المنتشرة حاليًا.

الوسوم

خالد ميمون

مدون جزائري. مستشار تقني في الاتصالات , مهتم بالتقنية المجتمع و الدين, يدون بشكل غير منتظم في مدونة البريد اليومي , ذو خبرة في مجالات : الاتصالات , الشبكات , الخوادم ,تصميم مواقع الانترنت الديناميكية و الحلول المخصصة, أنظمة لينيكس و البرامج مفتوحة المصدر.

مقالات ذات صلة

أترك تعليقا

إغلاق