في الحقيقة لا أعرف من أين أبدأ هذا المقال تحديدأً عزيزي القارئ ، فنحن نتحدث هنا عن أسطورة خالدة في مجال الألعاب لا يمكن لأحد نسيانها ، فإذا كنت من محبي سلسلة Assassins Creed فأنت تعلم عما سأتحدث بالضبط لأنك عشت هذه الأحداث وتأثرت بها لدرجة لا تجعلك تنساها أبدأً ، حيث يصادف اليوم 24 من يونيو عيد ميلاد ال560 للمعلم وأعظم شخصية قد تقابلها في لعبة وهو : Ezio Auditore da Firenze والذي استطاع من خلال 3 ألعاب فقط أن ينصب نفسه محبوباً بين الجميع وشخصية حفرت علامة في قلوبنا وبهذا الصدد نعرض معكم أكثر المواقف تاثيراً في حياة Ezio بالإضافة لأسباب حبنا له بهذا الشكل ولماذا هو على وجه التحديد دون غيره ؟!!
سببان يجعلنا نحب Ezio :
وأولهم هو أسلوب تقديم الشخصية من جانب Ubisoft والتي عرضت لنا قصة حياته منذ مولده وحتى مماته وبالتالي فهو الشخصية الوحيدة في السلسلة الذي عاصرناه بجميع مراحل عمره وبالطبع ساعد هذا في زيادة التفاصيل الصغيرة التي تعلقنا بها خلال مسيرته
أما السبب الثاني فهو يرجع لحبكة القصة نفسها حيث يعتبر Ezio أكثر الشخصيات التي تعرضت لمواقف صعبة لا يمكن نسيانها إلى حد أنك قد تصل لمرحلة الإشفاق عليه مما يحدث له ورغم ذلك ينهض ويكمل طريقه فهو حقاً شخصية بطل مميزة علمتنا الكثير
عليك أن تعلم عزيزي القاريء أن Ezio لم يختر هذه الحياة المليئة بالقتل ، التضحية ، فقدان الأحبة وغيرها ، ولكن الحياة قد اختارت له هذا الطريق فهي من المرات القليلة التي يتضح لنا أن الحياة لا تقوم على الاختيارات فأحياناً تكون مجبر على فعل شيء ما أو اتخاذ درب أنت لا تعلم عنه شيء ويعتبر هذا أول الدروس المستفادة من اللعبة وفي العموم نستعرض معكم أكثر المواقف تأثيراً في حياة Ezio وبعضها الذي لا يمكننا نسيانه :
دون أهل ، دون حبيبة ودون صديق :
على مدار رحلتنا مع Ezio في ثلاث ألعاب ، فقد Ezio كل من كان يحبهم أو معظمهم فأنا لم أرى قصة مأساوية كهذه وكلما فقد شخصاً ، كنا نقول أنه آخر شخص يفقده حتى تفاجأنا اللعبة بشخصية أخرى محببة تموت فقد كان هذا الدرب قاسياً جداً عليه
من المواقف التي يلا يمكننا نسيانها بالطبع والتي شكلت الطريق لEzio ليصبح أسطورة الAssassins هو: شنق عائلته أمامه ، لا يمكن لعقل بشري تقبل هذا الموقف وبالأخص عندما يتم شنقهم ظلماً ، وهنا فقد Ezio أبيه ، أخيه الأكبر وأخيه الأصغر في آن واحد ، هناك مهمة تقوم بعملها في نهاية أول جزء من سلسلته تتلخص في جمع جثث أسرته والقيام بدفنها بصورة تحمل بعضاً من الكرامة ، وسأترك لك التعليق على هذا عزيزي القاريء
وعندما قرر Ezio الفرار إلى عمه ماريو ، كان هو من أخبره عن إرثه كما قام بتعليمه فنون القتال وقام بتربيته ومساندته حتى أصبح رجلاً ، وهنا نفاجأ ببداية الجزء الثاني من قصته بCesare Borgia وهو يقتل عمه بدم بارد وأمام عينيه أيضاً في الهجوم الذي شنه Cesare فجأة على القرية
لم يتوقف مسلسل الأحزان هنا فذاقت حبيبته Cristina من نفس الكأس ، وكانت Cristina هي الفتاة التي يحبها Ezio كثيراً والذي أضطر لتركها عندما هرب خارج المدينة ، يعتبر مشهد موتها مؤثراً لEzio على وجه الخصوص ولنا أيضاً
هذه الحياة قد اختارته :
يعد مشهد Ezio الذي يحصل فيه على ملابس الAssassin من بيته هو المرحلة الانتقالية له من مجرد ولد بدون هدف في حياته إلى رجل وضع قدمه في درب مليء بالدماء من دون خيارات أخرى لديه
ليبدأ موسم الصيد :
شرع Ezio في الانتقام لأسرته بعد أن تدرب جيداً ولا ننسى ما نعتبره أول ضحية هامة على يده وهو Uberto Alberti الخائن الذي وشى على أسرة Ezio وهو نفس الشخص الذي أمر بشنقهم على المنصة ، لا يمكننا أن نخفي إحساس الإنتقام لدينا كلاعبين ومع Uberto على وجه الخصوص
قتال Ezio و Rodrigo Borgia كان مثالياً لاسيما انضمام كل أصدقاء وأعوان Ezio إليه في القتال ، ومن ثم الكشف له بأنهم من مجموعة الAssassins كان رائعاً وفي النهاية قاموا بعمل مراسم انضمام Ezio للمجموعة رسميأً والذي كان بداية تحوله من مجرد Assassin عادي إلى Master Assassin تغنى باسمه الكثيرين ليصبح الأسطورة التي نعرفها جميعاً ونحبها
قتال Ezio مع Cesare Borgia كان من أروع الدروس المستفادة من اللعبة وذلك لأن Cesare كان قد نصب نفسه ملكاً لا يقهر ولا يستطيع أحد أن يلمسه أو يصيبه بمكروه وهنا كان رد Ezio عليه بأنه سيتركه بين يدي القدر ليقوم بقذفه من فوق أسوار القلعة التي كانا يتعاركان فوقها ، ذلك المشهد كان رداً سريعاً على تطور شخصية Ezio فما عاد الانتقام يعميه مثلما كان وهو صغير ، بل أصبح لديه قليلاً من الحكمة في التصرف والمنطقية ، فما عاد متعطشاً للدماء على الرغم من أن Cesare كان يستحق مصيراً أقوى من ذلك
الجنون في أبهى صورة :
لم نعش مع Ezio ذكريات موحشة فقط بل كانت هناك مواقف مجنونة ، بالطبع كانت كلها من صنع العبقري ليوناردو دافنشي صديق ezio في اللعبة ، هل تتذكرون تلك المهمة التي قام ليوناردو بصنع طائرة شراعية لEzio كي يستطيع الطيران فوق سطح قصر الدوق والقيام بقتله ، كانت وما زالت تلك الذكرى محفوظة في عقلي دون نسيان
يقع على عاتقك رسالة كبيرة :
عندما قابل بطلنا Minerva أيضاً ، كان ذلك الموقف مذهلاً لأنه أعلمنا على تفاصيل جديدة حول اللعبة لم نكن نعلمها من قبل فالصراع ليس مقتصراً على Templars و Assassins بل يمتد لما هو أكثر من ذلك كما علمنا مهمة Ezio وأنه ليس إلا حامل لرسالة يجب أن يوصلها ل Desmond ، كل هذا من أجل رسالة !!!
حكيماً كما لم يكن من قبل :
كان حديثه للناس في مدينة Firenze في نهاية أحداث أول جزء من سلسلته مؤثراً بشكل كبير ، فقد نصح الناس بعدم اتباع طريقه إذا أتيحت لهم الفرصة لكي يختاروا ، كما أن طريقه هذا لا يوجد فيه إلا الحزن والعناء ولا شيء آخر ، يعتبر هذا الخطاب هو الدليل القاطع على تحوله إلى رجل لديه بعضاً من الحكمة كما يحمل في طياته بعضاً من اليأس والحزن الدفين الذي قد لمسناه كلاعبين بالطبع وذلك لإحساسه بإنقضاء عمره في الانتقام فقط دون التركيز على أشياء أخرى في حياته
بعد مقتل صديقه يوسف في القسطنطينية ، كان على Ezio استغلال نفوذه واسمه الذي أصبح على كل لسان ليقوم بتشجيع الAssassins ويحثهم على الانتقام لمعلمهم ، وعلى الرغم من قصر الخطاب إلا أنه كان قوياً وحازماً وكان الدليل على تحوله أخيراً إلى Mentor وهي أكبر مكانة في المجموعة
موته :
الحقيقة لقد تأثرت بموته تأثراً شديداً ، وعندما شاهدت الفيلم القصير Embers ، توقعت موته في نهايته ولن أتكلم عن النظريات المتداولة حول المشاهد الأخيرة له ولكنها انتهت بقوله واحدة من أفضل مقولاته: “عندما كنت رجلاً صغيراً كان لدي الحرية ولكنني لم أرها ، كان لدي الوقت ولكني لم أعلم وكان لدي الحب ولكني لم أشعر به” ، كل شخص كان مرتبطاً بEzio لم يتمالك نفسه عند مشاهدة هذا المشهد بالطبع
يبقي لدينا موقفين أردت وضعهم في النهاية بسبب تميزهم :
أخيراً وجهاً لوجه:
في نهاية الجزء الثالث من رحلتنا مع Ezio ، قابل أخيراً أخيه الأقدم Altair ، هنا المشهد الذي أدرك فيه Ezio حكمة Altair حيث قال: “لا كتب ، لا معرفة ، فقط أنت يا أخي الحبيب” في مشهد مهيب الحقيقة اقشعرت له أبداننا في وجود موسيقى ممتازة في الخلفية ، ذلك المشهد هو الذي فهم عنده Ezio كل شيء والذي قرر فيه التخلي عن هويته كAssassin والبدء بحياة جديدة تخلو من كل هذا الصخب ، كما كان هذا المكان مثالياً لEzio ليقوم بإيصال رسالته لDesmond وأنه عاش حياته كشخص ضال لا يعرف طريقه وفي النهاية اكتشف أنه مجرد حامل لرسالة تفوق فهمه وإدراكه ، في النهاية كان هذا المشهد عظيماً بكل ما تحمله الكلمة من معنى
أخيراً وصدق أو لا تصدق هو مشهد بداية اللعبة في أول جزء من سلسلته حينما يتسابق هو وأخيه للوصول لقمة البرج وهناك يقول له أخيه أنهم يعيشون أفضل ما في حياتهم ليرد عليه Ezio بقوله : “نعم ، إنها الأفضل وعساها ألا تتغير” ليرد عليه أخيه في النهاية : “ولعلها لا تغيرنا أيضاً” ، إذا كنت بدأت اللعبة لأول مرة فسيكون بالنسبة لك مشهد عادي ولكن عندما تنتهي من قصة Ezio وتعيد هذا المشهد ، ستنظر له من منظور مختلف تماماً مليء بالحزن ، يعتبر هذا المشهد هو البداية والنهاية لكل شيء مصاحباً له موسيقى مذهلة ليقشعر لها بدنك أيضأً ، هنا تقف لتقول لنفسك : نعم لم يكن يعلم Ezio هنا ما يخبأه له القدر
كانت تلك أكثر المواقف تأثيراً في حياة Ezio وأفضلهم من منظورنا كلاعبين وتعتبر تلك هديتنا له في عيد ميلاده ال560 لأنه السبب في تعلمنا أشياء جديدة ، شاركنا رأيك لأفضل المواقف من وجهة نظرك في التعليقات وفي النهاية :
“Requiescat in Pace Mentor”
