ثقافة
هل يؤثر حريق نوتردام على السياحة الفرنسية؟
سحب كثيفة من الدخان غطت سماء مدينة الأنوار هذا الصباح عقب نشوب حريق في كاتدرائية نوتردام على خلفية القيام بترميمات داخل المبنى، حريق جديد وسؤال جديد يطرح على الصعيد الاقتصادي وهو كيف سيؤثر مثل هذا الحدث على قطاع السياحة إلى فرنسا سيما أن الحريق يتزامن مع إجازة الربيع كما يأتي قبل بضعة أيام من الاحتفال بعيد الفصح؟ حول هذا الموضوع وتبعاته حاورنا الصديقة ضحى الحاج من موقع وتطبيق Wego للسفر، إليكم أهم ما جاء فيه:
“حالة من الفقد التاريخيّ والثقافيّ”
عن الشعور فور مطالعة خبر الحريق علقت الحاج بأن نهر السين حزين هذا الصباح، والحريق خسارة كبيرة فالكاتدرائية لم تكن مجرد بيت عبادة بل أحد رموز المدينة الأجمل والأكثر شهرة بعد برج آيفل وهي المهد الأول للموسيقى الأوروبية. “نحن نوثق حالة من الحزن والفقد التاريخي والثقافيّ ولا يقتصر ذلك على المسيحيين الكاثوليك الذين يتحضرون للاحتفال بعيد الفصح؛ فالكنيسة تحمل مكانة خاصة لدى ملايين الزوار الذين ارتبطت ذاكرتهم بصور واحداث داخل هذا الصرح الهام”.
” فيكتور هوجو عزّز شهرة نوتردام، أما “قبل الغروب” فتنبأ بحريقها! “
كما أضافت “أن العالم عرف نوتردام بفضل رائعة الروائي الفرنسي فيكتور هوجو “أحدب نوتردام”، والتي دارت جميع أحداثها داخل هذه الكاتدرائية الأمر الذي عزز من شهرتها وزاد من اقبال السياحة عليها، كما أن إحدى أبطال الرواية حملت الاسم “نوتردام دي باري”. واشارت أن أحداث فيلم “قبل الغروب” الذي أنتج عام 2004 تنبأت بحريق نوتردام سيما أن الفيلم تضمن مشهدا يتنبأ باختفاء كنيسة نوتردام يومًا ما وهو ما حدث جزئيا اليوم.
” في فرنسا لا سلطة تعلو على حب الحياة والرغبة في الاحتفال “
وعن سؤال حول تبعات حريق كهذا على السياحة في فرنسا فجاء الرد بأن فرنسا – على ما يبدو – طورت نوعا من الحصانة السياحية، وأن رصيدها من الشهرة والعراقة والفخامة وغنى معالم الجذب السياحية فيها لم تقلل من شعبيتها بل إننا في كل مرة نطالع أخبار الحرائق أو الأحداث السياسية والمحليّة المختلفة تستعيد نشاطها من جديد، وأضافت الحاج: في فرنسا لا سلطة تعلو على حب الحياة والرغبة في الاحتفال فالمغامرات والجديد السياحي هما بمثابة الحاكم المطلق الذي يسيطر على البلاد بأكملها، وهي غنية عن التعريف كوجهة ساحرة تبرز جميع مفاتنها على بساط طبيعيّ مرصّع بالمباني التاريخية والقصور والجسور، ما يشكل جواً بديعاً لوجهة تتميز بالرومانسية والفن والجمال.
” الرحلات وخيارات المبيت في فرنسا أقلّ تكلفة “
وعن سؤالنا هل سيؤثر ذلك على أسعار تذاكر الطيران أو الفنادق في باريس في الأسابيع المقبلة، جاء الردّ بأنه عمليا تم تسجيل انخفاض ملحوظ خلال الأعوام الأخيرة على صعيد منتجات السفر بشكل عام، ولم يعد السفر إلى فرنسا حلمًا مكلفًا كما كان في الماضي حين اقتصر على الأزواج الشابة، فمع تطور قطاع السياحة والسفر ووفرة خيارات المبيت التي لا يمكن حصرها بالفنادق بتنا نشهد إقبالا أكبر من قبل العائلات العربية التي تبحث عن رحلات وأنواع باريس وغيرها من المدن الأوروبية وتنشط عمليات البحث بشكل ملحوظ بدءا من الأسابيع التي تسبق شهر رمضان مرورا بالإجازة الصيفية وحتى مطلع العام الدراسيّ الجديد تشمل إجازات عيد الفطر والأضحى.
” مايو الفرنسي سيستقبل ضيوف الفورمولا وان ومهرجان كان “
عاملان إضافيّان يعززان من مكانة فرنسا سياحيا ويسببان ارتفاعا مباشرا في أعداد السياح القادمين إليها هما سياحة المهرجانات والسياحة الرياضية، فرنسا التي ستستضيف فعاليات مهرجان كان السينمائي بي 15 و 23 أيار، تتحضر كذلك لاستقبال الرياضيين وذويهم وجمهور المهتمين بسباقات فورمولا وان الشهيرة والتي من المزمع عقدها بين 23 و 25 من نفس الشهر في موناكو في الريفييرا الفرنسية الخلابة، وما إن تنتهي هذه الفعاليات حتى يفد الألاف من الأقاليم العربية للاحتفال بالعيد وبدء موسم الإجازة الصيفية.
” اجراءات السلامة للسياح المتواجدين في باريس “
وبالنسبة لجمهور المسافرين العرب المتواجدين حاليا في باريس فنرى أن على الجميع اتخاذ الحذر واتباع اجراءات السلامة، ففي حين أنه من الطبيعي الشعور بالرغبة بتوثيق هذا الحدث عن قرب الا أننا نوصي بعدم التواجد لفترة طويلة في محيط المبنى أو في المساحات المفتوحة سيما أن الحريق خلف سحابة كثيفة من الدخان ما يجعل الهواء ملوثا إلى حد بعيد.
The post هل يؤثر حريق نوتردام على السياحة الفرنسية؟ appeared first on أراجيك.