محلي
عيسى بوعزيز.. فنان يطمح لإنشاء متحف للتماثيل والحيوانات المحنطة
تمكن من جمع آلاف التماثيل والمجسمات والحيوانات النادرة
عيسى بوعزيز.. فنان يطمح لإنشاء متحف للتماثيل والحيوانات المحنطة
دفعه شغفه وولعه بكل ما هو قديم ويرمز إلى التراث والتاريخ، ومكنته جولاته وصولاته في الأحياء والأزقة والأسواق الشعبية والمعارض في عدة دول أوربية إلى جمع كل ما هو قديم من تماثيل ومجسمات وأواني وطوابع بريدية نادرة وحيوانات محنطة وأدوات وغيرها من الأمور، مكنته من أن يصبح فنانا غير عادي إن صح القول.
هو الفنان بوعزيز عيسى صاحب 52 سنة المولود بمدينة ليون في فرنسا من أصول جزائرية ينحدر بالضبط من مدينة سيدي هجرس بالمسيلة، استطاع جمع آلاف التحف الفنية النادرة ومنحوتات ثمينة ومجسمات وحيوانات محنطة من مختلف الأصناف والأنواع طيلة أزيد من 4 عقود من الزمن لأن الفن لا جنس ولا عمر ولا حدود له.
عيسى بوعزيز الذي التقته “الشروق”، سرد لنا جانبا من حياته وهوايته الفريدة من نوعها، التي لم يفكر يوما في التخلي عنها رغم الصعوبات والعراقيل المتعددة، يقول في حديثه بأن أُولى بداياته في هذا العالم كانت في حدود 11 سنة من عمره، انطلاقا من حبه للأشياء القديمة ذات الطابع التاريخي، خصوصا الحيوانات المحنطة، سرعان ما انطلق في صنع عدة آليات على غرار الطائرات والسيارات القديمة لأبرز الشخصيات العالمية من ملوك ورؤساء دول، ناهيك عن النقش على الخشب واللوحات الزيتية والنحاسية، يُضيف محدثنا أنه مع مرور الوقت تطورت لديه الأفكار، خاصة بمساعدة الراحل عبد الحميد عروسي رئيس الاتحاد الوطني للثقافة والفنون لإقامة معرض مطلع الألفينيات في الجزائر آنذاك، وهي الفكرة التي تحمس لها كثيرا، رغبة في نقل تلك المجسمات والتماثيل والحيوانات المحنطة المهددة بالانقراض إلى أبناء بلده، على الرغم من الصعوبات والمشاكل التي اعترضت سبيله، أبرزها الحقوق والرسوم الجمركية المرتفعة، رغم أن تلك المعارض غير تجارية وموجهة للعمل الثقافي والفني فقط، إلا أنه تمكن من إقامة معارض في الجزائر وقالمة وولاية المسيلة لمرتين آخرها خلال شهر نوفمبر من العام الجاري.
عيسى بوعزيز الذي استطاع جمع ما يفوق 10 آلاف تحفة فنية من بينها المئات من الحيوانات والحشرات المحنطة، يقول بأن الهدف من تلك المعارض بعيدا عن الجانب الربحي والمادي، هو تمكين الجمهور ومنحه فرصة الاطلاع على الفن العالمي وإبداعات فنانين ونحاتين مبدعين، مؤكدا بأن حلمه وطموحه في الوقت الراهن هو إنشاء متحف وطني بولاية المسيلة يجمع فيه كل التحف التي تمكن من جمعها خلال 40 سنة من أجل تعريف الجمهور بتلك التحف والمجسمات والتماثيل والطوابع البريدية وفتح المجال أمام الطلبة الجامعيين والباحثين للقيام ببحوثهم الميدانية وتعريف الأجيال الصاعدة بالحيوانات النادرة وتنشيط الحركية الثقافية والسياحية بالولاية، وجلب زوار من داخل وخارج الجزائر، رغم اعترافه بصعوبة المهمة، إلا أنه يبقى متمسكا ببصيص من الأمل من أجل تجسيد فكرته، آملا في دعم وتجاوب السلطات.