تقنية

مراجعة ال Pixel 2 الهاتف المثير للجدل.

إن أمعنت النظر فى نوايا شركة Google الفترة الماضية فستجد أن هدفها الأول والأخير في الفترة الماضية أن تصبح شركة متكاملة تقدم حلول عتادية hardware بالإضافة لما تملكه من ترسانة الحلول البرمجية software التي قدمتها وتقدمها خلال الأعوام الماضية.
فجوجل اليوم والمستقبل مختلفة كثير عن جوجل أمس حيث أنها ستقدم نفسها للمستهلكين والمستخدمين بشكل جديد بتقديمها لأجهزة كالهواتف والحواسيب المحمولة واللوحية Pixel وأيضًا بعض الأجهزة المنزلية Home.
الشركة تريد أن تنافس شركة Apple في أن تكون هي المنتج لل Software وال Hardware الخاص بها.
جوجل تنوي غزو أسواق التكنولوجيا عن طريق فريق أجهزة Pixel بتركيز كبير على شق الهواتف الذكية التى تعتبر سوقًا ضخمًا قابل لاستيعاب المزيد والمزيد من الشركات.
Google في الآونة الأخيرة اطلقت سلسلة Pixel خلفًا لسلسلة nexus التى كانت تصنعها عند مصنعين خارجيين فكانت جوجل فقط تحدد المواصفات ولكن بتدخل بسيط منها ثم بعد ذلك أعلنت موت تلك السلسلة لصالح ميلاد سلسلة Pixel التى قامت جوجل بما تفعله مع سلسلة nexus ولكن بتحكم أكثر منها ودون وضع العلامة التجارية للمصنع الأصلي للهاتف سواء كان HTC أو LG أو Huawei فقط شعار Google على الهاتف.
وكانت تلك خطوة كبيرة للأمام بالنسبة لجوجل حيث أنها تعتبر الأولى لتعرض نفسها للمستخدمين بشكل مباشر دون الالتفاف حول شعار شركة أخرى كما كانت تفعل مسبقًا في سلسلة nexus.
فكانت تلك الخطوة الأولى, التسويق الجيد, أما الخطوة التالية كانت أن تكون هي بنفسها المصنع وأن يعمل مهندسوها هي على الأجهزة لا مهندسو الشركات الأخرى وهو ما لم تستطع فعله مع الجيل الأول في أجهزة Pixel.
ولم تكن أجهزة Pixel الجيل الأول منها مجرد دعاية لأن الشركة بدأت في تصنيع الهواتف وتنوي دخول السوق بنفسها فكانت أيضًا من أبرز اللاعبين حينها بكاميرا كانت الأقوى على الإطلاق بفضل أبحاث شركة Google في مجال ال Computational Photography و ال Image Processing, تلك المجالات التى تقوم جوجل بضخ مبالغ مالية طائلة لتطويرها والتحرك بخطوات ثابتة تحت عباءة الذكاء الاصطناعي مشددة على أن تكون تلك الأبحاث ذات فائدة عملية خلاف ما تقوم به شركات أخرى مثلًا.
فجوجل قدمت أقوى كاميرا في هاتف ذكي بهاتفها Pixel الجيل الأول معتمدة على الحلول البرمجية Software عكس ما يقوم به المنافسون من الاعتماد على حلول عتادية Hardware.
وجاء الPixel الثاني ليخلف الجيل الأول ويحمل منه راية ريادة التصوير فى الهواتف الذكية بالإضافة للعديد من المميزات القوية الأخرى كال Google Lens و أداء قوي واستغلال أبحاث جوجل فى مجال الذكاء الاصطناعي لتطوير أداء الهاتف و زيادة كفائة البطارية وتقديم تقنيات أخرى كال Now playing والتعرف على الأغاني التى تعمل فى الخلفية وعرضها لك دون الحاجة لتطبيقات مثل Shazam وغيره ودون الحاجة لاتصال بالانترنت.

التصميم – التفاصيل يا Google!

الهاتف يأتي بتصميم مغاير لتصميم الجيل الأول من الهواتف مع الحفاظ على الفكرة العامة للتصميم فالجزء العلوي من ظهر الهاتف من الزجاج اللامع فوق الجسم المعدني للهاتف الذي يغطي بقيته مادة بلاستيكية تضيف لمسة ناعمة على جسم الهاتف وربما تشعرك على العكس تماما بملمس لمادة رخيصة أو أن جسم الهاتف رديء بالرغم من كونه من معدن عالى الجودة.
وهذا من بعض الاتهامات الموجهة للهاتف أن الهاتف له ملمس رخيص.
ولكن في نظري يعجبني ذاك الملمس وذاك اللون المعتم الذي تضيفه مادة الطلاء تلك.
الهاتف من الأمام بحواف بكبيرة نوعًا ما تحيط الشاشة من أعلى واسفل ولكن هذا لم يكن دون جدوى حيث تلك المساحة الكبيرة كانت لاضافة سماعتين فى أعلى الجهاز وأسفل الجهاز من أجود وأقوى السماعات التى قمت بتجربتها على الإطلاق.
السماعة العلوية تعمل أيضًا كسماعة مكالمات.
تلك السماعات عندما تعمل بأقصى صوت لها ستشعر باهتزاز في الشاشة من قوة الصوت.
الأزرار الجانبية للهاتف جودتها ليست بالممتازة والضغط عليها غير مريح بالمرة علاوة على ذلك أزرار التحكم بالصوت معكوسة هي وزر الطاقة فإن كنت من المستخدمين الذين تعودوا على وجود زر الطاقة أسفل ازرار الصوت ستواجه مشكلة حتى تتعود على ذلك النظام.

الشاشة – محل الجدال

شاشة ال pixel 2 بها الكثير من العيوب, هذا كان العنوان لكثير من الأخبار للمواقع التقنية فى الفترة الماضية.
هذا صحيح فشاشة ال Pixel 2 بها عيوب بالفعل ولكن هي بعيدة كل البعد عما تداوله البعض عن أن الشاشة ألوانها باهتة ورديئة ولا تستطيع أن تقدم ألوان مضبوطة.
والحقيقة عكس ذلك تمامًا وان أردت أن أزيد وأكرر تمامًا فسأكرر منها ماشئت فألوان شاشة ال Pixel 2 هي الاكثر تماشيًا مع مساحة ألوان sRGB التى تعتبر أساس الصناعة حاليًا وهي التى يبنى عليها الكثير من المحتوى أو لنقل كل المحتوى فى الفترة الحالية.
صادفتني مشاكل كال burn-in ؟ لا. إذن ما هي المشاكل أو العيوب التي تعاني منها تلك الشاشة؟ الشاشة تعاني من تغيّر فى الألوان عند النظر إليها بزاوية حادة 20 درجة أو أقل حيث ستميل للون الأزرق ولكنه عيب ليس بالقاتل فمن منا يستخدم هاتفه الذكي من تلك الزاوية؟
الشاشة جيدة ولكنها ليست بالممتازة وليست كالتى نراها فى هواتف سامسونج كال Note 8 ولكنها ليست بالسيئة! يبدوا أن جوجل لم تقم بجهدها وببذل المزيد من المال لشراء أقوى ما في جعبة سامسونج.
الشاشة OLED بقياس 5 إنش وبنسبة أبعاد 16:9 و دقة عرض resolution يبلغ 1920*1080 وهي دقة عرض مناسبة نوعًا ما.

الأداء – هاتف معزز بالذكاء الاصطناعي!

هذا الجزء من الحديث لا ينتظر منه جديد ويعتبر من الأجزاء المتوقعة بشكل كبير فما الجديد هنا! كل الهواتف التى تأتي من جوجل بنسخة android خام دومًا ما تكون الأقوى والأسرع والاكثر سلاسة من ناحية الاستخدام! بالفعل الهاتف من أقوى الهواتف التى قمت بتجربتها (جربت الكثير والكثير ولم أشعر بتلك الراحة التى اشعر بها الآن مع ال Pixel 2).
الهاتف يأتي بمنصة SnapDragon 835 من Qualcomm الغنية عن التعريف بمعالج ثماني النواة بمعمارية Kryo 280 التى تعتبر تعديلًا كبيرًا على أنوية Cortex-A73 من ARM وبتردد 2.35 جيجاهرتز لأربع أنوية منهم و الآخرون بتردد 1.9 جيجاهرتز.
مع معالج رسومي Adreno 540 الأقوى من Qualcomm حتى الآن.

الهاتف أيضًا يأتي بشريحة Pixel Visual Core المصممة خصيصًا لذلك الهاتف من تصميم Google من أجل عمليات ال Machine Learning و ال image Processing على الهاتف من أجل تسريع وجعل تلك العمليات أسهل وأسرع.
فالهاتف معتمد بشكل كبير على عمليات الذكاء الاصطناعي في تفوقه فى العديد من الجوانب كما قلنا حيث الكاميرا والبطارية و الصوت والاداء وغيرها من الجوانب التى تحتاج قوة حوسبية ضخمة.
مع العلم ان ذلك المعالج مازال لم يتم تفعيله بعد إلا بتحديث android 8.1.

الكاميرا – الأقوى على الإطلاق؟

لم أشهد في حياتي هاتف بكاميرا مثل تلك الكاميرا المبهرة! ماذا فعلت جوجل بهذا الهاتف؟! الكاميرا مبهرة ووضع ال HDR+ لم يعد مبهر ومنافس مثل السابق بل أصبح غير قابل للمنافسة أصلًا! الهاتف يلتقط أدق التفاصيل في الضوء أو حتى بدون ضوء! يلتقط بعض التفاصيل التي لا استطيع أن اراها بعيني المجردة.
أحد أصدقائي قال لي إن الهاتف يلتقط تفاصيل لدرجة أنه حتى يلتقط تفاصيل لا أريد التقاطها أصلًا!

التصوير الليلي أصبح ليس بالحلم البعيد, فماذا ان قلت لك ان تلك الصورة تم تصويرها فى الليل بدون أي مصدر اضاءة خارجي أو فلاش حتى سوي بعض الانوار البعيدة الخافتة !

وضع البورتريه هو أيضًا غير قابل للمنافسة ولنا عودة مرة أخرى في مقال مفصل لتلك الكاميرا مقارنة بكاميرا الهاتف الأقوى من الجانب الآخر iPhone X لنعرف من هو ملك التصوير في الهواتف الذكية!

ما رأيكم بصورة بوضع البورتريه بكاميرا أمامية في ظلام دامس؟!

وأيضًا بالكاميرا الأمامية وليس الكاميرا الخلفية؟!

أريد فقط أن أريكم نفس الصورة بنفس الظروف ولكن تم التقاطها بواسطة ال iPhone X.

أهجم الفضائيون علينا أم هذا واحد من أشباح المدن المهجورة؟!

بعض الصور الأخرى:

البطارية – لا تنتهي

لم يخل هاتف Pixel 2 من لمسات جوجل السحرية فالبطارية فعلًا أداؤها ممتاز ومنافس جدًا جدًا وتصل ألى أكثر من يوم باستخدام ثقيل يتراوح بين 4g و تصوير و مواقع التواصل الاجتماعي Facebook و Twitter و Instagram و Snapchat.
وتصل إلى 7 ساعات Screen on time أيضًا.

البطارية منافسة جدًا أينعم ليست هي الأقوى على الإطلاق ولكنها تكفي احتياجات جميع المستخدمين وفوق كل ذلك فهي سريعة في شحنها.

الوسوم

خالد ميمون

مدون جزائري. مستشار تقني في الاتصالات , مهتم بالتقنية المجتمع و الدين, يدون بشكل غير منتظم في مدونة البريد اليومي , ذو خبرة في مجالات : الاتصالات , الشبكات , الخوادم ,تصميم مواقع الانترنت الديناميكية و الحلول المخصصة, أنظمة لينيكس و البرامج مفتوحة المصدر.

مقالات ذات صلة

أترك تعليقا

إغلاق