تقنية

عام 2017 في سطور، هل هو حقاً البداية الحقيقية للتطور التكنولوجي في مجال الهواتف !!

ها هو عام 2017 يسدل الستار عن نفسه بكل ما له وما عليه، أحداث كثيرة حدثت هذا العام في مجال التكنولوجيا فالكثير والكثير من التغيرات طرأت علي مجال التقنية والعديد من الأفكار الجديدة تم طرحها، بداية من الهواتف ذات الحواف الصغيرة ومروراً بمنصات الهواتف القوية مثل منصة Snapdragon 835 ووصولاً في النهاية إلي تطبيقات جوجل الفورية Instant Apps، لذا دعونا نأخذكم في جولة سريعة تذكيرية نستعرض فيها أهم ما جاء هذا العام من تقنيات أو إعلانات جديدة في عالم الهواتف الذكية لذا إبقوا معنا…(ملحوظة لا يراعي الترتيب هنا في تسلسل الأحداث)

لعل أهم مايميز هذا العام في الحقيقة وهو أيضاً أحد أوائل الموضوعات التي حازت علي إهتمام الكثيرين هو وصول منصة كوالكوم الأحدث Snapdragon 835 الجديدة كلياً هذا العام، وقد يقول البعض هنا وما الجديد اليست منصة مثل باقي المنصات ؟! الإجابة هنا بالتأكيد لا، فمنصة كوالكوم الجديدة هذا العام ظهرت ولأول مرة مع هواتف Galaxy S8 الجديدة من سامسونج والتي كانت بالفعل نقلة نوعية من حيث الأداء كبداية ومن حيث التقنيات المصاحبة أيضاً له. فمن حيث الأداء جلبت لنا المنصة الجديدة زيادة في الأداء تصل إلي 30% وزيادة في المعالجة الرسومية 25% بالإضافة إلي توفير أكبر للطاقة تصل إلي 25%…

المنصة الجديدة أيضاً قدمت لنا QuickCharge 4 وهي تقنية الشحن المميزة من كوالكوم والتي ساعدت علي الوصول إلي سرعة كبيرة في عملية الشحن في وقت قصير جداً، المنصة أيضاً جلبت لنا سرعة أكبر في الإتصال بشبكات الإنترنت سواء من خلال دعم X16 LTE والتي ساعدت إلي الوصول إلي سرعات 1gigabit 4G connection أو حتي من خلال توفير سرعات إتصال لاسلكي Wireless أكبر من السابق من خلال معيار 802.11ad الذي يوفر سرعة 4.6-gigabit في الإتصال. دعم Bluetooth 5 الجديد وأيضاً دعم EIS (electronic image stablisation) 3.0 للكاميرات وتوفير الدعم للكاميرات متعددة العدسات، بالإضافة إلي دعم تقنيات الواقع المعزز والواقع الإفتراضي أيضاً…

حماية أكبر وأمان أعلي للتطبيقات والهاتف ككل بالإضافة إلي تجربة صوتية أفضل من السابق، يمكنك معرفة كل التفاصيل الخاصة بالمنصة من هنا، أو من هنا

من أهم المميزات في أي هاتف هو التصميم الخاص بالهاتف بالإضافة إلي الشاشة التي يأتي بها هذا الهاتف، فهي أول ما يراه المستخدم أمامه وهي في الحقيقة الهاتف بحد ذاته هذه الأيام، ولذلك كان الإهتمام بها هذا العام من الأشياء المميزة فلماذا أحتاج إلي هاتف له حواف جانبية كبيرة ومساحة غير مستخدمه، ومقارنة بالسابق فقد كانت الحاجة ملحة إلي وجود هذا التصميم الجديد للهواتف الذكية لإستغلال أكبر قد ممكن من مساحة الهاتف الأمامية في زيادة حجم شاشة الهاتف بدون الحاجة إلي زيادة حجم الهاتف ككل وهو ما يعني في النهاية أن الشركة وصلت إلي ماتريدة من حيث توفير حجم الشاشات الكبيرة بدون الحاجة إلي زيادة حجم الهاتف وهو ما سيزعج الكثير من المستخدمين…

الكثير من الشركات في الحقيقة إتبعت هذا التصميم الجديد لشاشات هواتفها وكان هنا التحدي، فالبعض قام بالتخلي عن جزء كبير جداً من الحواف إلي حد إنعدامها مثل شركة Apple في هاتفها الأحدث iPhone X وشركات أخري قامت بالإستغناء عن جزء كبير من هذه الحواف مع الإبقاء علي جزء صغير وذلك لتوفير المال في الأغلب (فهذا التصميم الجديد يتطلب شاشة مضادة للصدمات وهو أمر مكلف) والبعض الأخر قام بتقليل الحواف بشكل ما ولكن ليس إلي حد كبير، والجميع أيضاً قام بتوفير مكان خاص للمستشعرات الأمامية والكاميرا كل حسب تصميم هاتفه…

لعل من أهم الإتجاهات التي تتبعها الشركات الأن والتي بدأت مع العام الحالي ويتوقع إستمرارها إلي ماشاء الله هي تقنيات الذكاء الصناعي و الواقع الإفتراضي والواقع المعزز، وهذا ما أكدت عليه الكثير من الشركات المهتمة بالتقنية مثل شركة Google والتي تبنت هذا الإتجاه (تطيبقات الذكاء الصناعي و الواقع الإفتراضي) بل وجعلته سياسة الشركة وإتجاهها وتركيزها في المستقبل، وليست جوجل هي الوحيدة التي ستتبني هذا الإتجاه فالعديد من الشركات الأخري أيضاً قامت بالتركيز علي هذه النقطة من خلال توفير منصات خاصة بالواقع الإفتراضي VR أو تعلم الألة Machine Learning حتي أن بعض الشركات قامت بإنشاء معالج مخصص داخل هواتفها لهذا الغرض مثل جوجل و هواوي في هاتفها الأخير Mate 10…

ففي النهاية الكل يستخدم هذه التقنيات الأن بل إن التركيز علي هذه التقنيات الثلاث أصبح سمة العصر وهو أمر بديهي فتقنيات الذكاء الصناعي علي سبيل المثال جعلت الأمور أكثر سهولة ويسر من ذي قبل في مجالات البحوث والتفكير والإستنتاجات، وما جعلني أضم تقنيات الذكاء الصناعي إلي تقنيات الواقع الإفتراضي والمعزز هو أنها ثلاثتها تتكامل فيما بينها من حيث التطبيقات وأنها تبني علي بعضها البعض، هذا بالإضافة إلي دخول إنترنت الأشياء بينها IoT وهو الذي يجعل الحياة أكثر سهولة مع المنازل الذكية الإلكترونية أيضاً…

أما تقنيات الواقع الإفتراضي والواقع المعزز فهي تقنيات ستوفر الكثير من السهولة في الأمور الحياتية المختلفة فعلي سبيل المثال لا الحصر ستستخدم جوجل هذه التقنيات في ما يسمي بـ Image recoginstion أو Image Processing حيث أن الهاتف أو الكاميرا تقوم بمراقبة الصور ومن ثم تحليلها ومعالجتها بإستخدام تقنيات الواقع الإفتراضي والتعرف علي هذه الصور أو حتي الأجسام الحية والأماكن العام حيث ستتمكن من معرفة هذه الأماكن وتحديد البلد التي تتواجد بها والكثير من الأمور الأخري الرائعة التي قد نراها في المستقبل…

الكاميرات الخلفية مزدوجة العدسات كانت أحد أهم المميزات والسمات التي تمتعت بها الهواتف الذكية في عام 2017 وذلك لما رآه مصنعوا الهواتف في هذه التقنية المميزة في الهواتف بما ستقدمه من جودة صورة أعلي وقدرة علي إضافة الكثير من المؤثرات البصرية للصورة مثل التقريب أو عمل ضبابية للصورة أو لجعل الصورة تستوعب مجالاً أوسع من المساحة wide-angle أو حتي تحسين جودة الصورة بشكل كبير للإلتقاط قدر وكمية أكبر من اللأوان بفضل تواجد أحد الكاميرات monochrome أحادية اللون والأخري color sensor ستسمح للهاتف بإلتقاط ثلاثة أضعاف الضوء الذي تستطيع العدسات التقليدية إلتقاطه مما يعني جودة أفضل ووضوح أعلي للصورة…

عام 2017 في سطور، هل هو حقاً البداية الحقيقية للتطور التكنولوجي !!

ولكن وعلي الرغم من ذلك فلا يعني هذا أن الكاميرات أحادية العدسة أصبحت ضرباً من الماضي أو أنها تركت في التراب فأفضل كاميرات الهواتف هذا العام كانت الكاميرا الخاصة بهاتفى Pixel 2 الجديد وذلك لأن جوجل عملت كثيراً علي دمج لوغاريتمات معقدة داخل الكاميرا للوصول لمعالجة أفضل للصورة image-processing وهو ما أدي في النهاية إلي وجود صورة أكثر نقاءاً بكثير من ذي قبل…أما بالنسبة لشركة مثل Asus فقد قامت بإستخدام الكاميرات المتعددة العدسات لغرض أخر وهو الواقع المعزز والواقع الإفتراضي عن طريق تزويد هاتف Zenfone AR الموجه لتطبيقات الواقع الإفتراضي…

أما بالنسبة علي صعيد التطبيقات الخصة بالهواتف فقد أقدمت شركة Google علي أسلوب جديد ستقوم الشركة بإتباعه في الفترة القادمة (وقد بدأت بالفعل ولكن بشكل بسيط في تنفيذ هذا الأمر) ألا وهو توفير ما يسمي بالتطبيقات الفورية أو Instant-Apps وهي تطبيقات صغيرة الحجم أو لنقل نسخة تجريبية (Demo) من التطبيق الأصلي حيث سيستطيع المستخدم تجربتها ومعرفة ما إذا كان في حاجة إلي هذا التطبيق أم لا وتنزيل النسخة الكاملة في حالة أعجبه التطبيق بدون الحاجة إلي تنزيل التطبيق بالكامل ومن ثم التخلي عنه بعد ذلك وضياع المساحة التي إستخدمها وباقة الإنترنت الخاصة به…

ستتوفر هذه الخاصية علي جميع مناطق البحث للتطبيقات الخاصة بجوجل حيث سيري المستخدم زر try it now في الأعلي والذي سيسمح له بتجربة التطبيق في حالة أراد ذلك بدون الحاجة لتنصيب أو تنزيل التطبيق. إضافة إلي ذلك فإن الشركة أيضاً قامت بعمل بعض التطويرات علي أقسام الألعاب من حيث التبويبات الوتنويهات الجديدة إضافة إلي إضافة بعض الصور والعروض trailers الخاصة بهذه الألعاب والتي توضح طريقة اللعب….

معدلات الطول إلي العرض المرتفعة Aspect-Ration

معدلات الطول إلي العرض أيضاً كانت أحد المميزات التي ركزت عليها شركات الهواتف الذكية هذا العام وهي أحد الأمور المميزة بالفعل في الهواتف الرائدة فشركة مثل LG إهتمت كثيراً بهذه التقنية وخاصة في هاتفها الأخير LG V30 حيث أن الهاتف يأتي بمعدل طول إلي عرض 2:1 أو 18:9 والتي ستوفر مساحة عرض صورة أكبر في الشاشة أي أن الشاشة ستتمكن من عرض محتوي أكبر من معدل الطول إلي العرض التقليدي (للمزيد من المعلومات حول هذه النقطة إضغط هنا)…

منصة أبل الجديدة أيضاً تعتبر أحد ألأشياء المذهلة التي رأيناها هذا العام، منصة Apple A11 Bionic المركزية الجديدة توفر أداء أفضل من الجيل السابق بنسبة 25% كما ويحتوي علي أربعة أنوية أصغر والتي توفر سرعة أكبر تصل إلي 70% أكثر من الجيل السابق والقدرة علي تشغيل العديد من التطبيقات في وقت واحد بكفاءة أعلي والتي تصل إلي 70 أكثر من منصة A10 السابقة، ليس هذا فقط ولكن المنصة الجديدة أيضاً ستوفر دعم أفضل لتقنيات الواقع الإفتراضي والواقع المعزز وتعزز من جودة الصورة للكاميرا أيضاً…

تقنيات التعرف علي بصمة الوجه تعد أحد الأشياء الهامة والتي بدأت الشرامت تركز عليها هذا العام كأحد عوامل الأمان وخاصة شركة Apple والتي إستغنت تماما عن مستشعر بصمة اللمس وأكد علي أن مستشعر بصمة الوجه هو المستقبل حيث أن الشركة تري أنه يوفر أمان أكبر وإحتمالية أقل بكثير للإختراق، والـ FaceID هو نوع من أنواع المستشعرات ثلاثية الأبعاد 3D-Sensing وتعتمد عليه أبل للتعرف على الوجه الخاص بالمستخدم وبذلك تصبح أنت وحدك من يستطيع تجاوز ذلك الحاجز و يمكنك الاعتماد عليه فى تعاملات المتجر المالية App Store والدفع الالكتروني عن طريق Apple Pay وفتح قفل الهاتف وتجاوز شاشة القفل Lockscree….

وقد يكون توجه أبل إلي هذه التقنية هو خطوة ذكية بالتأكيد والتي علي ما أعتقد سنري لها إنتشاراً أكبر في الفترة القادمة من شركات أخري مختلفة كأحد العوامل الأكثر أماناً إذا ما تم تصميمها بشكل جيدة في الهواتف الجديدة…

بالتأكيد مع مرور الوقت أصبح إستخدام العملات المعدنية والورقية أمراً مزعجا فقد تنسي مثلا في يوم من الأيام حافظة النقود الخاصة بك في المنزل لأنك كنت متأخراً عن العمل مثلاُ أو أنك لم تجد الوقت الكافي للذهاب إلي البنك لسحب النقود التي ستحتاجها اليوم أو حتي أنك قد تخشي أن يقوم أحد الأشخاص بسرقة نقودك أو حتي ضياع حافظتك لأي سبب كان، كل هذه الأسباب تجعلك تريد استبدال حافظة النقود الخاصة بك بشيء أخر أكثر سهولة ولا يحتاج منك الكثير من الجهد، لذا فقد قدمت الشركات وسيلة جديدة لدفع النقود والتي بدأت في الانتشار بشكل قوي في الفترة الأخيرة ألا وهي الدفع عن طريق الهاتف المحمول أو Mobile Payment والتي ستغنيك عن بطاقة الإئتمان الخاصة بك والأموال الورقية أيضاً مع توفير حماية أعلي لهذه الأموال (لمعرفة المزيد عن التقنية تابع موضوعنا المفصل من هنا)

الشحن اللاسلكي أو Wireless-Charging

الكثير منا يستخدم العديد من الشواحن والوصلات للقيام بعملية الشحن، ولكن الأمر يكون مزعجا عندما نواجه مشكلة ما مثل إنقطاع هذه الوصلات أو عدم كفائتها أو الخوف من التعرض لأي ضرر بسبب هذ الوصلات، لذلك كان لابد من إيجاد طريقة أكثر سهولة وكفاءة وأمان من الشحن التقليدي الا وهو Wireless Charging…أخر الوسائل المستخدمة لإعادة شحن الأجهزة الإلكترونية والتي تم إنتشارها في الفترة الأخيرة والتي تمنحنا الحرية في إعادة شحن هواتفنا الذكية بدون الحاجة الي الوصلات الفيزيائية مثل وصلات USB، لذا فقد لاقت هذه التقنية التي إنتشرت حديثاً وخاصة هذا العام إستحسان الكثيرين في الفترة الأخيرة في الهواتف الذكية، وقد ساعد التصميم الجديد للهواتف في إنتشار هذه التقنية حيث أن الهواتف أصبح الكثير منها يتم تصميمه بشكل زجاجي وهو ما يجعل عملية الشحن اللاسلكي أكثر سهولة من السابق وسرعة

بعد ما رأيناه الأن في السطور السابقة هل تعتقد أن عام 2017 قدم لنا نقلة نوعية في التطور التقني الخاص بالهواتف الذكية ؟ قد تشعر بهذا خاصة لو أنك تمتلك أحد الهواتف الأقدم من العام 2016 أو حتي من عام 2015 لذا فبالتأكيد (علي الأقل من وجهة نظري المتواضعة) فإن عام 2017 كان عاماً حافلاً بالكثير من المفاجئات في مجال التقنية ليس علي صعيد الهواتف الذكية فقط ولكن بوجه عام كان عاماً حافلاً قد رأينا فيه الكثير من الإبكارات المميزة الأخري أيضاً مثل معالجات AMD Ryzen الثورية الجديدة والتركيز الكبير علي تطبيقات الذكاء الصناعي والواقع الإفتراضي المميز….ولكن هل توافق البعض الذي يري أن كل ما سبق وغيره يجعل من عام 2017 هو البداية الحقيقية للتطور التكنولوجي ؟!!….شاركونا أرآئكم في التعليقات…

الوسوم

خالد ميمون

مدون جزائري. مستشار تقني في الاتصالات , مهتم بالتقنية المجتمع و الدين, يدون بشكل غير منتظم في مدونة البريد اليومي , ذو خبرة في مجالات : الاتصالات , الشبكات , الخوادم ,تصميم مواقع الانترنت الديناميكية و الحلول المخصصة, أنظمة لينيكس و البرامج مفتوحة المصدر.

مقالات ذات صلة

أترك تعليقا

إغلاق