تقنية

مراجعة عرب هاردوير للعبة الحرب العالمية الثانية Call of Duty WWII

في مثل هذا التوقيت من العام الماضي، قرر عددٌ كبير من اللاعبين أن لا للجزء الجديد من سلسلة Call of Duty والمعروف ساعتها بـ Infinite Warfare. ومن ثم فإنه كان لزامًا على الناشر  Activision والمطور Sledgehammer أن يستمع لانتقادات اللاعبين في الجزء الماضي، ويأتي إليهم بجزء جديد بعد 3 سنوات مضنية من التطوير. كما تعلمون فإن استوديو Sledgehammer هو الاستوديو الذي عمل من قبل على لعبة CoD Advanced Warfare لكنهم هذه المرة يعودون بالسلسلة إلى جذورها مع نظام Boots on the Ground  الذي تم التأكيد عليه أكثر من مرة. مع عناصر كثيرة تميز الجزء الجديد سواءً في الـ Multiplayer أو حتى طور القصة واللعب الفردي وانتهاءً بالمفضل لدينا دائمًا وأبدًا طور الزومبي. وخلال هذه المراجعة سوف نحاول أن نسلط الضوء على عناصر التميز المذكورة مع مناقشتها ومناقشة السلبيات التي لاحظناها في CoD WWII أيضًا.

ملحمة صغيرة في الحرب العالمية الثانية

طور الحملة في اللعبة يأتي بقصة صغيرة تمتد لقرابة الست ساعات من اللعب. وعلى الرغم من صغر محتوى القصة وعدم احتوائها على حبكة معقدة، إلا أنها تأخذ الحرب العالمية الثانية إلى منظور شخصي  بحت. دعك من أهوال الحرب وما يحدث فيها، ودعك من هتلر (الذي انتظرنا ظهوره صراحة) وتعال نناقش تأثير الحرب العالمية الثانية على فرقة صغيرة من المقاتلين وعلاقتهم ببعضهم البعض. هذا هو ما قرر المطور أن يفعله عند تصميم طور الحملة أو القصة. مع الإصرار من المطور على دعم المجتمع العربي حتىى يتأثر بقصة اللعبة مثل الجميع وذلك من خلال إضافة الترجمة العربية إلى اللعبة.

أما من حيث أسلوب اللعب، فيمكننا أن نلاحظ المجهود المبذول فيه بسهولة، خصوصًا وأن المطور ركز هذه المرة على أن تكون في حاجة ماسة للتعاون مع فريقك لإتمام المهمات، وذلك عن طريق جعلك في حاجة لكل منهم. فأحدهم متخصص عناصر الحياة وآخر في الذخيرة والقنابل وثالث في  إتمام الضربات الجوية وتحديد الأعداء عن بعد. كما أنك سوف تتعلق فعليًا بكل شخصية منهم خلال القصة.

كذلك أعجبنا خلال طور الـ Campaign إمكانية إتمام المهمات المختلفة بأكثر من طريقة إما متخفيًا ومتسللًا أو عن طريق الهجوم على معسكر وتدمير كل من فيه وذلك يشبه ما رأيناه في Modern Warfare.

ربما عاب طور القصة في هذه اللعبة عدم احتوائها على لقطات مؤثرة يُمكننا أن نتذكرها دائمًا كما عودتنا Call of Duty كذلك يعيب أسلوب اللعب بداخلها عدم وجود عالم ديناميكي متفاعل.

أسلوب اللعب .. عودة بالسلسلة إلى الجذور

لقد وعدتنا Activison رفقة المطور Sledgehammer ان تعود بالسلسلة إلى جذورها  من خلال أسلوب اللعب Boots on the Ground وهو ما حدث بالفعل إذ اختفت العناصر المستقبلية من اللعبة تمامًا. وعلى الرغم من أن أسلوب اللعب كان ممتعًا في الكثير من الأحيان. إإلا أن هُناك بعض التجارب المختلفة في أسلوب اللعب داخل طور الـ Campaign قد استغرقت أقصر من اللازم. ففي خلال طور القصة سوف تلعب بالطائرات الحربية والدبابات ولكن للأسف لمدة لا تزيد عن عشر دقائق. وهو ما يجعلك تتحسر أن عنصرًا جيدًا مثل هذا أو ذاك لن تدوم متعته طويلًا.

وما دمنا نتحدث عن أسلوب اللعب، فلابد من أن نتحدث عن الذكاء الاصطناعي للأعداء والذي جاء مناسبًا ومتزنًا على مختلف مستويات الصعوبة وهو أمر تندر رؤيته في ألعاب الجيل الحالي للأسف. أضف إلى هذا أن اللعبة قد خلت -خلال تجربتنا- من أي خطأ تقني يُذكر.

كذلك جاءت عناصر الواقعية في الأسلحة منضبطة بنسبة كبيرة سواء من صوت الأسلحة وتصميمها وحتى معدل الطلقات وسرعتها وسرعة ارتداد السلاح بعد الإطلاق وغيرها من العوامل التي تؤثر كثيرًا في أي لعبة تصويب جماعية تنافسية. تنقسم الكتائب في اللعبة على حسب الأسلحة كالتالي:

  • فرقة المشاة، بالبنادق القوية يمثلون رأس الحربة في أرض المعركة.
  • فرقة Expeditionary والذين يشنون الحملات على الجيش المعادي من خلال القذائف التكتيكية وأسلحة اللهيب الحارقة.
  • فرقة المظلات Airborne القادرين على التأقلم والتكيف والتواجد وسط الأعداء ومراوغتهم والتفوق عليهم بأسلحتهم الرشاشة Submachine Guns.
  • فرقة Mountain القناصة حيث الخفة والحسم وتحديد الأهداف من على بعد لبث الرعب الدائم في نفوس الأعداء إذ إنهم يظهرون فجأة من اللامكان.
  • الفرقة المدرعة Armored وهم الأفضل من حيث العتاد والتعزيزات وهو ما يمكنمهم من الحفاظ على أماكنهم في المعركة من خلال المتفجرات والبنادق الخفيفة

صحيح أننا اعتدنا على أن CoD هي لعبة التصويب ذات الرتم الأسرع، لكن هذا الجزء قد جاء برتم أبطأ مما اعتدنا عليه مع الأجزاء الماضية وذلك بسبب النظام الجديد Boots on The Ground ومحاولة العودة بالسلسلة إلى جذورها.

أعجبنا كذلك في أسلوب اللعب إضافة الـ Headquarters لتخلق لك تفاعلاًا افتراضيًا مع أصدقائك في منطقة تشبه الـ Tower في Destiny وخلال تلك المنطقة يكون هُناك عدد من الأنشطة الجانبية مثل التدرب على مدى إطلاق النيران للأسلحة المختلفة بالإضافة إلى وجود تحديات مرحة و Minigames قابلة للعب بداخله. كما يُمكنك التفاخر بمستواك العالي في منطقة الـ Headruarters حيث يتم تخصيص منطقة VIP  خاصة لأصحاب المستويات المرتفعة. الخلاصة في منقطة الـ Headquarters أنه مساحة تفاعلية ضخمة تجمع حتى 48 لاعب يجتمعون سويًا لأداء تحديات مرحة ومختلفة والاستعداد لدخول مباريات الـ Multiplayer في نفس الوقت ومعرفة المزيد عن الـ Divisions المختلفة والتدرب على الأسلحة.

والآن حان وقت الجزء الأهم من التجربة وهو وقت تجربة مباريات الـ Multiplayer الفعلية، صراحة لا يُمكننا أن ندعي أن الـ Multiplayer جاء بالكثير من التجديد فيما يخص أطوار اللعب المعتادة مثل Team Deatmatch و Domination و Kill Confirmed . لعل الملحوظة الأكبر هُنا هو اختفاء عناصر الحرب المستقبلية تمامًا من اللعبة كما ذكرنا بطء أسلوب اللعب قليلًا بسبب اعتماد نظام Boots on the Ground في القتال.

لكن الأمر الأهم والأكثر تميزًا في هذا الجزء هو قدوم طور  الحرب War Mode لأول مرة في اللعبة. وقد جاء عنصر الحرب بإضافتين في غاية الأهمية للعبة:

الأولى: هو أنه أخيرًا صار لديك هدف، فبعيدًا عن مباريات اللعب الجماعي المعتادة، والمباريات الـتنافسية Ranked صار الآن بإمكانك خوض تجربة الحرب العالمية الثانية كاملة من خلال 3 خرائط مختلفة تقوم خلال كل منها بتفيذ مهام معينة تتغير حسب وضعك من الدفاع أو الهجوم.  لعلكم رأيتم بالفعل الخريطة التي نقوم فيها ببناء الجسر ومرافقة وحماية الدبابة للعبور، هُناك خريطة أخرى تُدعى Neptune والتي تتولى فيها مهمة الدفاع عن الشاطئ، وعند خسارتك سوف تتجه للدفاع عن ماكينات اتصال الحرب،هُناك خريطة ثلجية ثالثة سوف تحاول خلالها سرقة الوقود لكي تتمكن من الحركة بدباباتك في نفس الوقت الذي يُحاول الفريق الآخر منعك من النجاح في مهمتك.

الثانية: هي أنك صرت بحاجة  حقيقية إلى تعاون أصدقائك. لطالما كانت CoD لعبة معتمدة على مهارات التصويب الخاصة بك، لكن من خلال طور الحرب سوف تحتاج إلى التعاون مع فريقك والتنسيق فيما بينكم لإتمام المهمات المختلفة على أكمل وجه، ومن ثم فإن الخسارة سوف تكون حليفكم الدائم إن قمتم جميعًا باستخدام نفس الأسلحة أو تجاهلتم التنسيق في أداء المهمات.


قصة رعب متكاملة في طور Nazi Zombies

الطور الثالث والأخير في اللعبة هو المفضل لدينا دائمًا في جميع الأوقات وهو طور الزومبي والذي جاء هذه المرة بقصة رعب حقيقية بمعنى أننا صار لدينا وللمرة الأولى طور Campaign لطور الزومبي، تدور قصة طور الزومبي الجديدة حول افتراضية أن النازيين قد تمكنوا بالفعل من إعادة إحياء الموتي وتكوين جيوش من الزومبي. وسوف تكون مهمة أبطالنا الأربعة في هذا الجزء هو منع ذلك بشتى الطرق.

لقد تم الاعتناء كثيرًا بطور الزومبي وتصميمه بحيث يكون تجربة رعب متكاملة من حيث تصميم شخصيات الزومبي المختلفة بمعنى نهم لم يصيروا مجرد نسخ من قالب واحد مصمم مسبقًا وإنما لكل منهم ما يميزه سواء من حيث القوة أو السرعة أو غيرها. وكما ذكرنا فإن اللعبة تقدم تجربة رعب متكاملة وليست مجرد طور Horde كالأجزاء السابقة. سوف يكون هُناك الكثير من الـ Jump Scares المتعمدة من قبل المطور.

كذلك أعجبنا كثيرًا الأداء الصوتي خصوصًأ في طور الزومبي مع إعجاب عام بالأداء الصوتي في بقية أطوار

الرسوميات

جاء تصميم الشخصيات ممتازًا في جميع الأطوار، وكذلك الرسومات المتحركة لكل منهم سواءً في الحركة أو الكلام. لكن ما أعجبنا بشكل مميز هو سلاسة الانتقال ما بين المشاهد السينيمائية وما بين اللعب الحقيقي. عمومًا الرسوميات كانت على درجة عالية من الجودة والتي أضفت نوعًا من الوحشية والسواد على التجربة ككل بما يتناسب مع طبيعة الحرب العالمية الثانية وطبيعة كل طور على حدة.

أما تصميم الخرائط في مباريات اللعب الجماعي فلم يكن به ما يكفي لإبهارنا سوى خريطة واحدة تُدعى USS Texas. وكما ذكرنا عند الحديث عن طور الزومبي فإنه قدم لنا تجربة رعب متكاملة من خلال إتقان تصميم شخصيات الزومبي المختلفة.


الوسوم

خالد ميمون

مدون جزائري. مستشار تقني في الاتصالات , مهتم بالتقنية المجتمع و الدين, يدون بشكل غير منتظم في مدونة البريد اليومي , ذو خبرة في مجالات : الاتصالات , الشبكات , الخوادم ,تصميم مواقع الانترنت الديناميكية و الحلول المخصصة, أنظمة لينيكس و البرامج مفتوحة المصدر.

مقالات ذات صلة

أترك تعليقا

إغلاق