محلي

نقص المشاريع وتنمية غائبة ببلدية تيمزريت ببجاية

تضم 43 قرية نائية

نقص المشاريع وتنمية غائبة ببلدية تيمزريت ببجاية

تعيش معظم القرى ببلدية تيمزريت التي يقدر عدد سكانها بـ 25643 نسمة ببجاية، بين براثن المرارة والعزلة والتهميش إلى درجة إصابة سكانها باليأس والإحباط، فهي تتكون من 43 قرية معظمها بحاجة إلى التفاتة خاصة مثل أباينو، أطموس، تاقيطونت، توريرث علواش والقلعة إلى غير ذلك من القرى، التي تفتقر لأدنى شروط الحياة الكريمة.

زيادة على أنها منطقة ذات طابع فلاحي، فهي تشتهر بإنتاج الحمضيات، وتتوفر على ثلاث مزارع كبيرة منتشرة على الجانب الجنوبي لوادي الصومام، وهذا بالإضافة إلى عدد قليل من مربي الدواجن والنحل ومختلف الحيوانات، وبالرغم من شساعة أراضيها التي تمتد على مساحة تقدر بـ 38,09 كلم مربع والكثافة السكانية التي تزخر بها، إلا أن الميزانية التي تتحصل عليها في إطار المخطط البلدي للتنمية تعتبر ضعيفة وغير كافية للتكفل الفعلي بانشغالات المواطنين المنتشرين عبر مختلف القرى.


.. تدهور كبير لشبكة الطرقات

أما فيما يخص شبكة الطرقات، فتشهد بعض طرقات بلدية تيمزريت وضعية مزرية، وذلك بسبب تآكل حوافيها والحفر التي تطبعها، إذ باتت بعض المسالك والطرقات يصعب حتى على الراجلين استعمالها، حيث يعرف مسلك شارع الشهيد يعقوبن شعبان بمركز البلدية تدهورا فاضحا إلى درجة بات يهدد صحة السكان.

وفي هذا السياق فقد أوضح أحد ساكنيه بأنه قلما يعبره شخص دون أن يقع أرضا، كما سجلت إصابة عجوز تقطن بأعالي الشارع بكسر على مستوى اليد بعد وقوعها على الأرض، ويعاني الشارع أيضا من الافتقار للإنارة العمومية وانعدام قنوات صرف مياه الأمطار، إلى جانب افتقار أهم شطر من مركز البلدية إلى التهيئة الحضارية، فيعرف الطريق الولائي رقم 5 الرابط بين أقابيو وأباينو مرورا بتاخليشت حالة جد متدهورة على طول 2 كلم، وهو ما يعقّد حياة أزيد من 1000 ساكن، نفس الوضع يعرفه الطريق المؤدي من مركز البلدية إلى قرية تاقيطونت، إضافة إلى الوضعية السيئة التي يعرفها الطريق الرابط بين ادراقن ولوطا والتي تبعد عن مقر البلدية بنحو 09 كلم.

ويناشد السكان المصالح الولائية ومديرية النقل وكذا المسؤولين المحليين فتح مسالك وطرق لفك الخناق، وتزويد البلدية بخطوط نقل تخفف عن السكان معاناتهم وفك الحصار عليهم، والملاحظ في هذا الصدد هو الانعدام الكلي لخطوط النقل التي تربط مختلف القرى بمقر البلدية أو تربط القرى فيما بينها.


.. العطش هاجس السكان الأبدي

من جهة أخرى، أوضح السكان أن بلديتهم تزخر بكمية هائلة من مياه الشروب التي يتم جلبها من الآبار الواقعة أسفل البلدية، لكن حتى مع ذلك، فيجد السكان أنفسهم مضطرين إلى اقتناء المياه المعدنية للشرب بسبب ذوق تلك المياه، ما يصعب استهلاكها من طرف السكان، ويكتفون فقط باستغلالها في أشغال الغسيل والتنظيف، ويبقى سكان قرية أطموس يشكتون من فقدان المياه والاعتماد فقط على الآبار التي تم حفرها من قبل المواطنين، وسكان قرية اباينو وغيرها من القرى لا يزال سكانها يعيشون أزمة العطش، خصوصا في فصل الصيف، وهو ما جعلهم يشتكون في كل مرة إلى الجهات المسؤولة من أجل تزويدهم بماء الشرب والتكفل بانشغالاتهم التي تخص قطاع الري. 


.. انشغالات السكان تمتد إلى غاز المدينة

لا تتجاوز نسبة تغطية سكان البلدية بالغاز الطبيعي بعد 20 من المائة، بحيث أن هذه العملية مسّت فقط السكان والمؤسسات العمومية المتمركزة بمركز البلدية وبعض القرى المجاورة لها كتونف وتيعنصرث وإغيل يمور، وفي الوقت الذي يطالب سكان باقي القرى بإلحاح من مصالح البلدية بتوسيع شبكة الغاز الطبيعي التي لا تبعد عنهم كثيرا مثلما هو الحال بالنسبة لسكان اعشوران، تاسقة، أباينو وتاقيطونت، فإن البلدية قد تجد صعوبات جمة فيما يخص ربط جل قرى البلدية بالغاز الطبيعي، وذلك نظرا للطبيعة الجبلية الصعبة للمنطقة.

وتشكل البطالة هاجس الشباب الذين لم يجدوا بعد منفذا إلى حالة الاستقرار وتكوين الأسرة، ويعود ذلك إلى سبب افتقار البلدية للوحدات الصناعية التي يمكنها تشغيل أكبر عدد ممكن من اليد العاملة، وبالتالي التخفيف من “جيش” البطالين. 

وللتذكير فإن أغلب الشبان يقضون معظم أوقاتهم في الحقول الفلاحية وتربية الحيوانات، كما لجأ العديد منهم في الحالات القاهرة إلى إنشاء مؤسسات في مجال البناء والأشغال العمومية، فأما البقية فيتخذون من الطرقات والمقاهي والقاعات الرياضية فضاء لتمضية أوقات الفراغ القاتلة. 

الوسوم

خالد ميمون

مدون جزائري. مستشار تقني في الاتصالات , مهتم بالتقنية المجتمع و الدين, يدون بشكل غير منتظم في مدونة البريد اليومي , ذو خبرة في مجالات : الاتصالات , الشبكات , الخوادم ,تصميم مواقع الانترنت الديناميكية و الحلول المخصصة, أنظمة لينيكس و البرامج مفتوحة المصدر.

مقالات ذات صلة

إغلاق