محلي

ليلة رعب في اعتداء إرهابي يخلف إصابة 4 دركيين!

“الشروق” تزور مكان الحادث:

ليلة رعب في اعتداء إرهابي يخلف إصابة 4 دركيين!

حركة مرور انسيابية، ونشاط عادي للمواطنين والتجار وسط مدينة الأربعاء، لا يوحي أبدا بحصول عملية إرهابية بالمنطقة، وكأن مدينة الأربعاء ومن هول ما عانته سنوات العشرية السوداء من مجازر وجرائم إرهابية، لم يعد الأمر يخيف سكانها…. ولكن بمجرد اقترابك من مواطن لتسأله عما حصل ليلة أول أمس، تتفاجأ بتأثره العميق واستحضاره سنوات التسعينات، أين عانت المنطقة ويلات الإرهاب…

كانت السّاعة تشير إلى الحادية عشرة صباحا من نهار الخميس، عندما انطلقنا متوجهين نحو مدينة الأربعاء، لاستطلاع مكان العملية الإرهابية، التي عاشتها منطقة واد الجمعة بمدينة الأربعاء بولاية البليدة ليلة الأربعاء، وأسفرت عن جرح عناصر من الدرك الوطني بعد اشتباك مع عناصر إرهابية.

عندما وصلنا إلى مدخل مدينة الأربعاء كانت حركة المرور عادية جدا، والشيء نفسه لاحظناه بوسط المدينة، فنشاط المواطنين والتجار كان عاديا… سألنا عن مكان وقوع الجريمة الإرهابية، فأخبرنا السكان بوقوعها بحي القرية على الطريق الوطني رقم 29 بمدخل المدينة، فتوجهنا إلى المكان، وللأسف كانت آثار الجريمة الإرهابية لا تزال بادية للعيان، رقعتان كبيرتان من الدماء، إحداهما بوسط الطريق وأخرى على الأطراف، وتناثر للزجاج بكل مكان، مع وجود آثار طلقات رصاص على الرصيف الإسمنتي وسط الطريق، والجريمة وقعت غير بعيد عن محوّل مروري، وبالقرب من مُمهل “دودانة”….


الإرهابيون استغلوا تخفيف سيارة الدرك سرعتها عند المُمهل وهجموا..

رواية تفاصيل العملية الإرهابية اختلفت بين السكان، ولكن ما أجمعوا عليه أن الجريمة وقعت بعد صلاة العشاء أي نحو 10 مساء، وأثناءها كان المقهى الذي يبعد بنحو 50 مترا عن المكان ممتلئا بالمواطنين، ومثله محطة الوقود. وحسبهم، مرّت حينها سيارتان متتابعتان للدرك الوطني، قادمتين من منطقة أولاد سلامة باتجاه مدينة الأربعاء، وبوصولهما إلى حي القرية ببن عْمر وأثناء تخفيض سرعتهما عند عبور الممهل، فاجأتهم عناصر إرهابية يفوق عددها خمسة أشخاص تسللت من الوادي المحاذي للطريق، وشرعت في إطلاق الرّصاص وبكثافة على السيارتين، وردّ عليهم رجال الدرك بإطلاق الرصاص، واستمر الاشتباك لقرابة 25 دقيقة حسب رواية السكان، انتهى بهروب الإرهابيّين في الحقول المجاورة، ووصول قوات الدعم، التي حاصرت الأحياء المجاورة وقطعت حركة المرور بالطريق الوطني لأكثر من 3 ساعات.


شهادات سكان: الرّصاص كان يتطاير في جميع الاتجاهات لـمدة 25 دقيقة

صاحب محطة الوقود المتواجدة غير بعيد عن المكان، أكد لنا أن عماله هربوا للنجاة بأنفسهم، خاصة أن الظلام كان يخيم على المكان والرصاص يتطاير في كل الاتجاهات. وأثناء حديثي مع المواطنين لفت انتباهي تلميذان خارجان من منزل مجاور، اقتربت منهما لأسألهما عن مدى خوفهما وعائلتهما لحظة الاشتباك، فأجابا أنهما كانا غير بعيدين عن المكان وقت حدوث الجريمة، فحسب رواية الطفل “ف، سعيد”  في 12 من عمره، “كنت متواجدا لحظتها عند جاري صاحب كشك التبغ، والذي يبعد بنحو 30 مترا عن مكان العملية الإرهابية، فشاهدنا من بعيد رجالا يحملون رشاشات، رأيناهم يطلقون النار على سيارات الدرك كانت مارة بالطريق، وأثناء حدوث الاشتباك هربت مع جاري الذي ترك الكشْك مفتوحا”.


سكان أحياء بن عمر وبن دالي علي عاشوا الحصار الأمني لأكثر من ساعتين  

ومن بين الروايات التي اختلف فيها السكان، فالبعض أكد إلقاء القبض على إرهابي كان يغطي وجهه بشاش، فيما قال آخرون إن الشخص هو شاب كان يقود دراجة هوائية، تصادف مروره بالمكان مع حدوث العملية الإرهابية، ولحسن حظه لم يلحقه أذى بعد انبطاحه أرضا. ومواطن آخر أكد لنا مروره بالطريق وقت الاشتباك، ولخوفه ترك سيارته هنالك وهرب، مبرّرا الأمر “مدينة الأربعاء كانت بلاصة سْخونة وفيها الموت بزاف..”.

وبدا التأثر كبيرا على سكان المنطقة، بعدما عادت بهم الذاكرة إلى سنوات التسعينات، حيث كانت تُصنف منطقة الأربعاء وقتها من أكثر الأماكن خطورة. وهو ما لمسناه أثناء حديثنا مع أصحاب محلات مجاورة بالمكان، فأحدهم قال بتأثر “عشنا في سلام وأمن في السنوات الأخيرة، لنتفاجأ بهذه العملية الإرهابية التي زرعت الرعب في قلوبنا”. فيما أكد لنا آخر أن زوجته لم تتوقف عن البكاء طيلة العملية.

وبعد وصول قوات الدعم وهروب الإرهابيين، عاش سكان أحياء بن دالي علي وحي بن عمر التابع لأولاد سلامة، أوقاتا عصيبة، بعد محاصرة القوات الأمنية المكان، منْعا لتسلل الإرهابيّين، خاصة أن الحيّين تحيط بهما الحقول من كل جانب.

وأثناء تواجدنا بالمكان وحديثنا مع المواطنين كانت سيارات الدرك الوطني العادية والمدرعة في ذهاب وإياب بالطريق الوطني رقم 29، ولكننا لم نلمح وضع حواجز جديدة للأمن الوطني، بل كانت الأوضاع تبدو عادية وهادئة جدا.

وعن آخر حصيلة لضحايا العملية الإرهابية، وحسبما علمته “الشروق” من مصادر أمنية، فقد تعرض أربعة دركيّين لجروح متفاوتة، حيث تم تحويلهم من مستشفيات بوقرة والأربعاء نحو المستشفى العسكري بعين النعجة بالعاصمة.

الوسوم

خالد ميمون

مدون جزائري. مستشار تقني في الاتصالات , مهتم بالتقنية المجتمع و الدين, يدون بشكل غير منتظم في مدونة البريد اليومي , ذو خبرة في مجالات : الاتصالات , الشبكات , الخوادم ,تصميم مواقع الانترنت الديناميكية و الحلول المخصصة, أنظمة لينيكس و البرامج مفتوحة المصدر.

مقالات ذات صلة

أترك تعليقا

إغلاق