ثقافة
مقاتلة F-35 الشبحية: نظام تسليح متطور لا تراه العين!
على الرغم من أنه تم التغلب عليها بشكل مخجل من قبل طائرة F16 التي يبلغ عمرها 40 عاماً في المعركة الجوية الوهمية التي جرت بينهما، إلا أن مقطع فيديو انتشر مؤخراً كشف أن طائرة F-35 التي تبلغ تكلفتها 350 مليار دولار، تمتلك مدافعاً بقياس 25 ملم مخبأة داخل أجنحتها، ولكن مع ذلك فهناك مشكلة واحدة فقط، وهي أن تحديث البرامج اللازمة لإطلاق النار من هذه المدافع لن يكون جاهزاً حتى عام 2019.
تم تصميم النسخة الكاملة من طائرة F-35، التي ستكون مزودة ببرنامج يعرف باسم “Block 3F”، بهدف حمل مجموعة من الأسلحة الداخلية والخارجية، بما في ذلك ذخائر الهجوم المشترك المباشر الموجهة بواسطة الـ(GPS)، وقنابل (Paveway II) الموجهة بالليزر، وصواريخ جو-جو متقدمة متوسطة المدى، وصواريخ (Sidewinder) الموجهة بالأشعة تحت الحمراء، ولكن وتبعاً لصحيفة Daily Beast، فإن هذه التحديثات لن تكون متوفرة حتى عام 2019.
وتبعاً لأحد المسؤولين في سلاح الجو التابع لبرنامج (F-35)، فإن الطائرة لن تمتلك أي أسلحة حتى يتم تثبيت برنامج “Block 3F” عليها، وليس هناك برنامج لدعم التثبيت الآن أو في السنوات الأربع القادمة، وأضاف أنه على الرغم من أنه من المقرر أن يتم إطلاق برنامج “Block 3F” في عام 2019، ولكن من غير المعلوم بعد على وجه الدقة كم سيطول الأمر على أرض الواقع.
لدعم أداء مقاتلة F-35 تم كتابة أكثر من 8 مليون سطر من الرموز البرمجية التي لا تضاهى، وهذا العدد يفوق بأربعة أضعاف الأسطر البرمجية التي تم تخصيصها لأول مقاتلة من الجيل الخامس في العالم، وهي F-22 Raptor.
مؤخراً انبرت وزارة الدفاع الأمريكية وشركة لوكهيد مارتن للدفاع عن طائرة (F-35) الشبحية الباهظة التكلفة، بعد أن تم إجراء معركة جوية وهمية فوق المحيط الهادي بين طائرة F-35 التي من المفترض أن تكون الطائرة الأكثر تطوراً في العالم – وطائرة F-16، التي تم تصميمها في سبعينيات القرن الماضي.
ووفقاً لنتائج الاختبار التجريبي، فإن طائرة F-35 التي كلفت الجيش الأمريكي حتى الآن أكثر من 350 مليار دولار، لا تزال سرعتها بطيئة جداً ولا تخولها الدخول في معارك لضرب طائرة العدو أو تفادي إطلاق النار القادم منها، ولكن تبعاً للمنتجين، فإن طائرات الـ(F-35) التي تم استخدامها في الاختبار لم تكن مجهزة بذات مستوى التجهيزات التي من المقرر أن تزود بها طائرات الخطوط الأمامية، كما لم تكن مزودة بـ”غطاء الشبح”، الذي يجعل كشف هذه الطائرة عصياً على الرادارات، تبعاً لقيامه بامتصاص موجات الرادار، ففي بيان تم نشره على الانترنت، ادعى مكتب البرنامج المشترك أن الطائرة لم تكن مزودة بالبرمجيات اللازمة لاستخدام أجهزة الاستشعار لتحديد العدو، كما أنهم لم يقوموا بإضافة غطاء (AF-2) الشبحي الذي من المقرر أن يتم إضافته إلى الـ(F-35) والذي سيجعل منها غير مرئية تقريباً للرادار، وذلك بالإضافة إلى أنه لم يتم تجهيزها بعد بالأسلحة أو البرمجيات التي تسمح لطيار (F-35) بتدوير وتوجيه الأسلحة باستخدام خوذته، وإطلاق النار على العدو دون الحاجة إلى توجيه الطائرة باتجاه الهدف.
المعركة التي تم إجراؤها في كانون الثاني قرب قاعدة إدواردز الجوية في كاليفورنيا، كانت تهدف إلى اختبار قدرة الـ F-35 القتالية في المسافات القريبة التي تتراوح بين 10,000 إلى 30,000 قدم، وكان كل من طياري الـ F-35 و الـ F-16 يحاولان “إسقاط” الطائرة الأخرى.
ولكن، وفقاً لتقرير طيار الـ F-35، والذي ظهر مؤخراً على العلن، فإن أداء الطائرة كان سيئاً للغاية، لدرجة أنه اعتبرها غير ملائمة لخوض معركة مع الطائرات الأخرى ضمن المدى المنظور، حيث أفاد الطيار بأن F-35 المصممة من قبل شركة لوكهيد مارتن، كانت تعاني من مشكلة في الطاقة في كل الاشتباكات، على الرغم من أن طائرة الـ F-16 كانت محملة بخزانين إضافيين قابلين للإسقاط لتوفير الوقود، كما أبلغ عن وجود عدد من المشاكل الهوائية، بما في ذلك عدم كفاية معدل درجة الانحراف في أنف الطائرة وهي في طور الارتفاع، مما يجعلها بطيئة جداً لتفادي نيران العدو.
وبالإضافة إلى ذلك أفاد طيار الـ F-35 بأن خوذة الطيار التي وصلت تكلفتها إلى حوالي نصف مليون دولار، والتي تعطي الطيار إمكانية رؤية مجال كامل يبلغ 360 درجة خارج الطائرة، جعلته غير قادر على تحريك رأسه بشكل مريح داخل قمرة القيادة الضيقة، وهذا يعني أنه كان بإمكان طائرة الـ F-16 أن تقترب من وراءه من دون أن يلاحظها، حيث أن الخوذة كانت كبيرة جداً بالنسبة للمساحة داخل القمرة لرؤية ما يوجد خلف الطائرة.
سابقاً كان يُعتقد بأن طائرة F-35 ستكون واحدة من أكثر التجهيزات المتقدمة في التاريخ العسكري، لكن سلسلة الانتكاسات التي مرت بها، أخرت إنتاجها لمدة تصل إلى ثماني سنوات، كما جعلها تتجاوز الميزانية المخصصة لها بمبلغ يقارب الـ 263 مليار دولار حتى الآن، وهذه التكاليف الباهظة التي تم إنفاقها على تصنيع هذه الطائرة تعود لعدد من العوامل، وأحد هذه العوامل كان يتمثل بمشاكل المحرك التي تسببت في تفجير إحدى الطائرات نتيجة لاندلاع النيران فيها أثناء إقلاعها في أيار الماضي.
تبعاً للجنرال (كريس بوغدان)، وهو المسؤول عن برنامج F-35، فإن هذا الصنف من الطائرات عانى من العديد من الأخطاء البسيطة، وهذا يشمل كل شيء، من الأضواء التي توجد في قمة الجناح والتي لم تتلاق مع معايير إدارة الطيران الاتحادية (FAA)، إلى الإطارات التي لم يكن بإمكانها التعامل مع عملية الهبوط.
ولكن على الرغم مما تقدم، سارع زعماء الجيش إلى امتداح المقاتلة الشبح المتعددة المهام، والتي من المتوقع أن تكون متفوقة على أسلافها من الجيل الرابع، فتبعاً لجنرال البحرية (روبرت شميدل) فإن هذه الطائرة هي أشبه بجهاز كمبيوتر طائر، ويمكنها الكشف عن طائرات العدو بشكل أسرع من إمكانية كشف العدو لها بمعدل 5 إلى 10 مرات.
يتباهى مصنعو الطائرة من شركة (لوكهيد مارتن) بأن هذه الطائرة الشبح تجمع بين قدرات الشبح المتقدمة مع سرعة الطائرة المقاتلة وخفة حركتها، ومعلومات الاستشعار، وعمليات تمكين الشبكة، والخدمات اللوجستية المتطورة والاكتفاء. يضيف موقع f35.com، بأنه تم تصميم طائرة الـ F-35 للتوافق مع جميع ساحات المعارك التي يمكن تخيلها، وهذا يمنح الولايات المتحدة وحلفائها مرونة وقدرات جوية جديدة، كون الاعتماد على قدرة واحدة – كالهجوم الإلكتروني، قدرة الطائرة على التخفي، الخ..- لن يكون كافياً للنجاح والبقاء على قيد الحياة في المستقبل.
تم تصميم طائرة الـF-35 من الجيل الخامس لتكون متفوقة في الحروب الالكترونية، وفي معارك الجو-أرض ومعارك الجو-جو، حيث أن تكنولوجيا الشبح التي تمتلكها تسمح لها بتجنب الكشف عنها من قبل رادارات مقاتلات الجيل الرابع السابق لها، كما أن أسلحتها ومخازن الوقود توجد بداخلها، لذلك لا يمكن الكشف عنها أو تتبعها.
وحتى الآن حصل سلاح الجو الملكي البريطاني على عدد من مقاتلات F-35، وبشكل عام من المتوقع أن تقوم بريطانيا بشراء ما مجموعه 138 طائرة من الولايات المتحدة، ولكن بسعر التكلفة الحالية التي وصل إليها انتاج هذه الطائرة، فإن هذا من شأنه أن يضيف ما يصل إلى ما مجموعه 19 مليار دولار على المبلغ الأساسي. هذا بالإضافة إلى عدد آخر من الدول التي حصلت وتنوي الحصول على المقاتلة الخارقة ومن بينها إسرائل، واليونان.
مصدر: .Dailymail