محلي

القداشي بالوادي .. القرية المنسية

سكانها يشربون مياه الآبار ويستعملون الحمير للتنقل

القداشي بالوادي .. القرية المنسية

تعاني العائلات القاطنة في قرية القداشي التابعة لبلدية الرباح، التي تبعد بنحو 24 كلم عن مدينة الوادي، مشاكل جمة أثرت على يوميتهم، ولعل أبرزها أزمة شح في المياه الصالحة للشرب، بالإضافة إلى عدم وجود وسائل النقل التي تربط القرية بالعالم الخارجي ما نغّص عليهم حياتهم، على الرغم من أن القرية المذكورة يقطن بها نحو ألف ساكن .

ويشتكي سكان القداشي، والواقعة في أقصى نقطة من جنوب مدينة الرباح، وعلى طريق حاسي مسعود – الوادي، من ظروف حياتية قاسية، جعلتهم يعيشون حياة شبه بدائية، إذ لا تزال العائلات القاطنة بالقرية، تعتمد على مياه الآبار كمصدر رئيسي للشرب وقضاء باقي حوائجهم. 

فرغم أن القرية معروفة بطابعها الفلاحي، إلا أن ذلك لم يشفع لها لتموينها، بشبكة الماء المشروب بشكل كبير، وضع أجبر الكثيرين من أهل القداشي، على الاستعانة بحفر الآبار، لضمان التزوّد بالمياه بشكل كاف ومقبول، إلا أن ذلك يزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض المتنقلة عبر المياه، كالتيفوئيد والكوليرا، والزائر للقرية يلاحظ كثرة عدد الآبار المنتشرة في مختلف أرجاء القرية، في حين تتحمل عائلات أخرى مصاريف شراء المياه من الشاحنات التي تبيعها عن طريق الصهاريج بسعر يصل إلى 3 دنانير للتر الواحد من الماء.

وحسب عدد من أهالي القرية، فإن أكبر مشكل يتعرضون له بالإضافة إلى نقص المياه، هو عدم تسوية الوضعية القانونية للأراضي التي يزرعونها، والتي لم يجدوا سببا مقنعا لرفض مصالح البلدية، الحصول على وثائقهم، رغم أنها القرية معروفة ومنذ سنوات، بإنتاج أجود أنواع التمور خاصة دڨلة نور، بالإضافة إلى محاصيل أخرى كالبطاطا والجلبانة والثوم وغيرهم، كما أن النشاط الزراعي بشكل عام، يوفّر مناصب شغل كبيرة للسكان، ومصدر رزقهم الوحيد. 

وأضاف فلاحو القداشي أنهم كانوا ينتظرون أن تسوى وضعيتهم، نظرا للنتائج الممتازة التي حققت في المجال الزراعي، واتهم عدد منهم أنه يوجد نوع في التلاعب بمصالح الفلاح، الذي يكد ويتعب من أجل كسب لقمة عيشهم، من طرف جهات تعلم بوجود هذه المصاعب لكن هؤلاء لم يكلفوا أنفسهم بتقديم الحلول حسبهم، فيما أضاف آخرون أنهم أودعوا جميع الوثائق المطلوبة للحصول على تسوية أراضيهم، لكن لم تقم السلطات بتقديم أي رد، كما تحدث فلاحو المنطقة عن عدم تمكنهم من البرامج التي وجهتها لهم، خاصة فيما يخص الكهرباء الفلاحية، والتي أثرت كثيرا على توسيع المستثمرات الفلاحية التي يمكن للقداشي أن تتواجد بها، وأشار فلاحون أنهم ورغم المصاريف الإضافية التي يتحملونها جراء الاعتماد على المازوت، لتشغيل مضخات المياه، إلا أن عدم وجود محطة تزوّد بها ضاعف من معاناتهم. وكشف عدد من المزارعين، أنه يوجد عديد زملائهم، اضطروا إلى توقيف عن ممارسة الفلاحة بسبب هذا المشكل.

كما أشار الأهالي إلى انعدام الخدمات الصحية بالقرية، إذ يضطرون إلى التوجه إلى العيادة المتعددة الخدمات بعاصمة البلدية، أو التوجه نحو قرية الدبديبي، ويجدون صعوبة جمة لنقل مرضاهم، خاصة عند الحالات الحرجة، كالإصابة باللسع العقربي، أو النساء اللواتي يكن في وضع مخاض.

ويعيش قطاع التربية والتعليم في القرية وضعا مؤسفا، خاصة وأن أطفال القداشي يدرسون في المدرسة الابتدائية التي تتكون من قسمين فقط، في كل قسم نحو 20 تلميذا، تنعدم فيها أبسط الوسائل البيداغوجية، فعلى سبيل المثال، فناء المدرسة يلفت انتباه أي الزائر، والذي يخيل له أنه في مكان غير مرفق تربوي، ويصف الأهالي الموقع كمكان لاستخراج الحجارة، خاصة وأن الجدار الذي كان حول المدرسة قد انهار، وملأت حجارته المكان، ما جعلها مصدرا لإصابة التلاميذ بجروح عند لعبهم في الموقع المذكور.

الوسوم

خالد ميمون

مدون جزائري. مستشار تقني في الاتصالات , مهتم بالتقنية المجتمع و الدين, يدون بشكل غير منتظم في مدونة البريد اليومي , ذو خبرة في مجالات : الاتصالات , الشبكات , الخوادم ,تصميم مواقع الانترنت الديناميكية و الحلول المخصصة, أنظمة لينيكس و البرامج مفتوحة المصدر.

مقالات ذات صلة

إغلاق