ثقافة
صبغات طبيعية لبيض شم النسيم الملون!

لا، لن نخاطر بالطبع بوضع أي شيء يتعلق بالفسيخ والرنجة، ولو بصورة واحدة! لا داعي لإفساد فصل الربيع وضرب تصنيف “الطعام” في عالم الإبداع برائحة السمك المتعفن.
الربيع في كل مكان. صحيح أنه لدى الكثيرين منا مرتبط بعواصف التراب وحساسية الطلع وقريبًا الخماسين، إلا أنه لا يظل ربيعًا رغم كل شيء! فلنستمتع ولو ظاهريًا بالاسم على الأقل. ولأن الطعام يعد شكلًا من أشكال الاحتفال وإدخال البهجة على النفوس؛ فلنتناول معًا في هذا المقال أحد الأطعمة المميزة لهذه المناسبة! مرة أخرى، دعكم من السمك المتفسخ والمدخن بجميع أشكاله؛ ولنركز على الشكل الأشهر لأعياد الربيع حول العالم… البيض الملون!
تجربتي مع البيض الملون منذ الصغر لم تكن تجربة كاملة أو متقنة للأسف. ربما لأنه ليس الطبق الرئيسي بينما يذهب كل المجد إلى “ذلك الذي لا يتناوله أحد إلا في أعياد الربيع”. هكذا، كان تلوين البيض مجرد صبغة باهتة على القشرة الصلبة للبيض وأحيانًا ما كنا نحضر بيضًا أحمر القشرة وآخر أبيض ولا نشغل بالنا بتلوينه على الإطلاق ونكتف بتقديمه مسلوقًا بقشرته الصلبة لنعود بنهاية النزهة ولم يمسه أحد على الأغلب! لكن في هذا المقال لن تكتفي بالتلوين الظاهري، وسنحضّر طبقًا مختلفًا من البيض الملون الذي سيغري الجميع بالتهامه إلى جانب طبق “ذلك الذي لا يتناوله أحد إلا في أعياد الربيع” المخيف والحتمي.
الصبغات
سنقوم أولًا بسلق البيض بالطريقة المعتادة مع تجهيز صبغات ثلاث ألوان طبيعية كما يلي…
لصبغة اللون الأزرق: يلزمنا كوبان من الماء، كوبان من أوراق الملفوف الأحمر المخرّطة، ملعقة من الخل الأبيض، ملعقة من الملح، وثلاثة أرباع ملعقة من بيكربونات الصوديوم أو صودا الخبر كما يسمونها.
لصبغة اللون الوردي: يلزمنا كوبان من الماء، كوبان من البنجر الأحمر المقطع، ملعقة من الخل الأبيض، وملعقة من الملح.
لصبغة اللون الأصفر: يلزمنا كوبان من الماء، ملعقة كبيرة من الكركم الأصفر، ملعقة من الخل الأبيض، وملعقة من الملح.
تذكروا أنه كلما تركتم البيض في الصيغة أطول، كلما زادت حدة اللون ودرجته. الألوان التي ترونها في الصور هنا نتاج الغمس لمدة ساعة واحدة في الصبغات.
طريقة التحضير
المميز في هذه الطريقة هو أننا لن نصبغ القشرة الخارجية الصلبة للبيض، وإنما سنصبغ الزلال الأبيض الذي يصير صلبًا بعد السلق، كذلك سنقدم الصفار أو المح بطريقة مختلفة ستغري الجميع بتجربته.
لكل صبغة، سنضع المكونات السحرية (الملفوف الفرمزي، البنجر الأحمر، والكركم الأصفر) التي ذكرناها بالأعلى في إناء لكل صبغة ونتركها تغلي ببطء لمدة 20 إلى 30 دقيقة مع وضع الغطاء. بعدها نطفيء النار وننتشل المكونات الصلبة من كل إناء فلا يتبقى إلا السوائل الملونة والصافية. بعدها نضيف ملعقة الخل الكبيرة وملعقة الملح لكل صبغة، وفي حالة صيغة الملفوف القرمزي سنشيف كذلك بيكربونات الصوديوم لصنع درجة اللون الأزرق التي نرغب بها أو يمكنكم عدم إضافتها وستحصلون على لون قرمزي.
بعدها سنحضر البيض المسلوق والمقشر جيدًا. بالمناسبة، لا تستخدموا بيضًا حديثًا للغاية فهو صعب التقشير بعد السلق وستخرجون معه ببيض مليء بالكدمات والجروح! لذا يفضل الاستعانة ببيض بعمر أيام قليلة. بعدها نضع البيض المسلوق المقشر في آنية الصبغة حسب الرغبة والتفضيل ونتركه لمدة ساعة؛ أقل أو أكثر سيجعل اللون أخف أو أغمق. وحالما ترضون عن اللون، يمكنكم انتشال البيض وتجفيفه على منشفة نظيفة بلطف.
بعدها سنقوم بشق كل بيض نصفين بسكين حادة ونزيل المح (الصفار) برفق. لن نتخلص منه بالطبع، بل سنضعه جميعًا في طبق عميق ونضيف إليه نصف كوب من الزبادي، وملعقة كبيرة من المسطردة، وبعض البصل المبشور ونصف ملعقة من الملح. عقب ذلك، نقوم بخفق كل شيء جيدًا حتى يصبح القوام متجانسًا بلون واحد، ثم نضع بعضًا من الخليط بقلب البياض الملون مرة أخرى! هنا يمكنكم تسوية المقدار الموضوع كي يبدو وكأنه الصفار الأصلي المقسوم بسكين حادة أو يمكنكم الاستعانة بقمع الكريمة لديكم لصنع أشكال لطيفة كما ترون بالصورة التالية. الأمر متروك لخيالكم وإبداعكم هنا!
أخبرونا كيف سار الأمر معكم!