ثقافة

شرطي دبي الآلي: أول روبوت في العالم ينضم لشرطة دبي 2017!

ربما نكون قد اعتدنا مطالعة تلك الأخبار شبه اليومية عن اختراع ما باليابان، وابتكار ما آخر بالولايات المتحدة؛ والتي تستحوذ على انتباهنا وتثير شغفنا ربما لأيام وأسابيع عديدة، قبل أن يفتر الحماس سريعًا لصعوبة تنفيذ تلك الابتكارات في الوقت الحالي ويموت الأمل في رؤيتها على أرض الواقع قريبًا، ولتظل مجرد تصورات قد يفني صاحبها في الأصل ولا يشهد تطبيقها في حياته القصيرة!

هنا يأتي دور دولة الإمارات العربية المتحدة الحديثة! فإن كانت اليابان وغيرها من الدول المتقدمة هي حيث تولد الأفكار، فالإمارات العربية المتحدة هي حيث تنفذ تلك الأفكار وتتحول لحقيقة مهما بدت جامحة! لا يتعلق الأمر بالمال فحسب، فهناك من الدول ما هي أغنى من الإمارات بكثير، وإنما هو الجو المواتي والروح السائدة بالدولة بشكل عام. سمّه تعزيزًا لجو الاستثمار أو تشجيعًا للسياحة أو جزءً من خطة عصر ما بعد النفط … أي شيء! فقط هو يحدث وبنجاح!

وها نحن نستيقظ ذات الصباح لنعلم أنه قد حان الوقت أخيرًا لتحقيق فكرة قديمة ظلت حبيسة القصص الخيالية والأفلام منذ عشرات السنين… الشرطي الآلي Robocop! لا مزاح هنا! وكما هي العادة مؤخرًا، كان لزامًا أن يكون أول ظهور لهذا الشرطي المستقبلي بدولة الإمارات العربية المتحدة… هذا أمر حتمي على ما يبدو!

لكن هذا الشرطي الآلي يبدو… حسنًا، مختلفًا! فالشرطي الآلي الذي نعرفه، وكما تصورته السينما في أفلام الشرطي الآلي RoboCop بدايةً من أول أفلامها عام 1987 حتى آخر أجزائها في 2015، أقرب إلى سايبوج خارق هجين بين البشر والآلة، يفرض القانون ويطارد القتلة والمجرمين بلا رحمة؛ بينما يعد الشرطي الآلي الذي نحن بصدده هنا نسخة مدنية من آلة مكافحة الجريمة القتالية التي نعرفها في الأفلام. أجل، تخيله كشرطي مرور يستطيع إرشادك متى ضللت طريقك والإجابة على استفساراتك ضمن مهام أخرى… كتسجيل مخالفة أو جنحة ترتكبها!

والرائع بالأمر هنا هو أن أول دورية لذلك الشرطي الآلي ستنطلق قريبًا للغاية، وتحديدًا في شهر مايو القادم هذا العام؛ على أن يتولى في البداية تأمين المناطق السياحية كبرج خليفة وغيرها من المناطق السياحية في دبي الفاخرة، حيث سيقوم الآلي الودود بتحية المارة ومصافحتهم! وباستخدام شاشة لمس يحملها بصدره، يمكن للمارة الإبلاغ عن المخالفات والجرائم وكذلك دفع الرسوم المرورية بشكل فوري.

من المقرر أن يتم تعميم تجربة الشرطي الآلي ليمثل 25% من قوة الشرطة المحلية بجميع الإمارات بحلول عام 2030. ووفقًا للمدير العام لقسم الخدمات الذكية في شرطة دبي، العميد خالد ناصر الرازوقي، سنجد حينها مراكز شرطة تدار بالكامل بالآليين دون تدخل أو تواجد بشري على الإطلاق! هذه سمات مستقبلية كنا نعتقد أنها بعيدة للغاية لن نشهدها، لكن ها هي تتحقق!

يتمتع الشرطي الآلي الجديد متعدد اللغات بذكاء اصطناعي مرتفع يمكنه من تمييز الأشخاص من على بعد 10 إلى 20 مترًا، ومن ثم التوجه إليهم وتحيتهم وسؤالهم عما يحتاجونه!

قد لا يبدو شرطي دبي الآلي مبهرًا في عتاده وإمكاناته كما هي الصورة النمطية له في الأفلام والقصص، وقد لا يكون مثيرًا بما فيه الكفاية للبعض كونه غير مسلح ولا يستطيع ممارسة القوة أو منع الجريمة بعد؛ لكنها بداية… وبداية جيدة للغاية بلا شك. كذلك، تبدو فكرة الشرطي المسلح القادر على إطلاق النار أو القبض على الآخرين أو شل حركتهم فكرة مخيفة نظرًا لأن بنياتنا التحتية الإلكترونية ليست بالكمال الذي يمكننا معها الوثوق بالذكاء الاصطناعي وسرعة رد فعله ومدى صحة قراراته. لهذا، وحتى إشعار آخر، فشرطي دبي الآلي الودود هو الخيار الأفضل لنا … على الأقل حتى إشعار آخر!

مراجع: 1 2

الوسوم

خالد ميمون

مدون جزائري. مستشار تقني في الاتصالات , مهتم بالتقنية المجتمع و الدين, يدون بشكل غير منتظم في مدونة البريد اليومي , ذو خبرة في مجالات : الاتصالات , الشبكات , الخوادم ,تصميم مواقع الانترنت الديناميكية و الحلول المخصصة, أنظمة لينيكس و البرامج مفتوحة المصدر.

مقالات ذات صلة

أترك تعليقا

إغلاق