محلي

قطاع الفلاحة يحتضر ومشاكل بالجملة تؤرق المزارعين

قرية أكفادو بولاية الوادي

قطاع الفلاحة يحتضر ومشاكل بالجملة تؤرق المزارعين

رغم أن قرية أكفادو التابعة لبلدية الدبيلة بولاية الوادي تعتبر أول منطقة توسع فلاحي في الولاية منذ دشن مزارعها الشهيرة على المستوى المحلي، الرئيس الراحل هواري بومدين سنة1974، والتي تندرج في إطار الثورة الزراعية، إلا أن مشاكل كثيرة، جعلت سكانها يصفونها بالقرية المهمشة فمن المصاعب الجمة التي تعترض النشاط الزراعي، إلى المشاكل المتعلقة بالحياة اليومية للأهالي .

 ويشدد سكان قرية أكفادو البالغ عددهم أزيد من 4 ألاف نسمة، والبعيدة عن مركز بلدية الدبيلة بكيلومترين إلى الشرق منها على أن وضع مشاكل قطاع الفلاحة، وبشكل خاص مشكلة “الغابة ” هي الأكثر تعقيدا، وهذه الأخيرة هي عبارة عن واحة كبيرة تضم 149  بستان نخيل، يضم كل واحد منها 90 نخلة مثمرة، تم توزيعها من طرف الرئيس الراحل هواري بومدين على فلاحي المنطقة خلال زيارته لها سنة 1974، وذلك في ما كان يعرف بالثورة الزراعية.

“الغابة” من هنا تبدأ المشاكل

 ويعتبر الفلاحون أن مشاكل الغابة هي في أول سلم أولوياتهم، باعتبارها مصدر الرزق الوحيد للغالبية الساحقة منهم، وفي هذا الشأن عبّر السكان للشروق اليومي – خلال زيارتها الميدانية للقرية – عن تخوفهم الكبير، من الندرة الشديدة للمياه عن العديد من بساتين النخيل خاصة في الغابة، إذ أن منابع المياه التي أقيمت فيها منذ نشأتها تعطلت، وباءت كل  محاولات تصليحها بالفشل، والتي كان آخرها قبل نحو سبع سنوات تقريبا بالفشل الذريع، على حد وصف محدثينا، وقالوا بأن العديد منهم، وجدوا أنفسهم مجبرين على حفر آبار سقي بإمكانياتهم الخاصة، وتحملوا على عاتقهم تكاليف إنجازها الباهظة، لإنقاذ بساتينهم من الفناء، غير أن ذلك لم يكن حال أربعة بساتين، التي تحولت إلى أثر بعد عين، إذ لم تسمح الإمكانيات المالية لأصحابها بتحمل التكاليف الباهظة التي تتطلبها عملية انجاز الآبار، كما يشتكي الفلاحون من غياب الإنارة العمومية، وذلك على طول الطريق الذي يقطع الغابة، مما سهل على العصابات عمليات السطو، التي كثيرا ما كانوا يستهدفون بها مزارع المنطقة وتستهدف غالبا الكوابل الكهربائية والمضخات المائية.

وفي ذات الشأن، قال الفلاحون إن المنطقة الفلاحية الجنوبية والشرقية من القرية تعاني نقصا فادحا في الكهرباء، رغم عشرات المراسلات التي تم إحاطة الجهات المعنية بما يجري فيها، وأشاروا إلى أن المنطقتين المذكورتين، والتي يتوقع منهما تحقيق نقلة نوعية لقطاع الفلاحة في بلدية الدبيلة في السنوات القليلة القادمة، إلا أنهما لم تلق الاهتمام اللازم من السلطات المحلية في البلدية، وهذا في الوقت الذي تقيم بلدية حساني عبد الكريم، عبر منطقة الزڤم شبكة الكهرباء الفلاحية إلى غاية آخر نقطة من ترابها، بل إن عددا من فلاحي أكفادو الجنوبية استفادوا منها، وذلك حسب تصريحات السكان . 

.. غياب الطبيب عن العيادة يضاعف معاناة السكان  

وفي شأن آخر، يعاني سكان قرية أكفادو من الغياب شبه الدائم للطبيب، عن قاعة العلاج التي لا تتوفر إلا على ممرض وحيد، وعلى الرغم من أن القرية معروفة بـأنها بؤرة للإصابة باللسع العقربي، بحكم الطابع الفلاحي الغالب عليها، إذ ناذرا أن تجد شخصا واحدا  من قاطني القرية لم يتعرض لثلاث لسعات على الأقل في حياته، كما أن أكفادو تسجل في كل سنة حالة وفاة على الأقل بفعل اللسع العقربي، حيث لقي شاب في الصائفة الماضية  مصرعه بعد أن لسعته عقرب في فناء بيت عائلته، لكن رغم كل هذه الأخطار التي تحدق بسكان القرية، إلا أن التغطية الصحية لا تزال دون مستوى تطلعاتهم، خاصة في ما يتصل بجهة التكفل بالمصابين، وذلك من خلال توفر المصل المضاد لها في المستوصف، إذ يضطرون وفي كل مرة إلى نقل المصابين إلى مستشفى الدبيلة أو مستشفى الوادي، وذلك بسيارات “الفرود” نظرا لغياب سيارة الإسعاف.   

ويبقى قطاع التربية بدوره يتخبط في مشاكل كبيرة، حيث مازالت معاناة تلاميذ القرية مستمرة، وفي كل المراحل التعليمية، فالابتدائيتين اللتان تتوفر عليهما القرية تعانيان من ضغط رهيب، حيث لا يقل معدل التلاميذ في القسم الواحد في الابتدائية القديمة عن 40 تلميذا، وهو ما انعكس سلبا على مستوى التلاميذ ونسب النجاح .

كما يشتكي شباب القرية من انعدام كلي للمرافق الشبانية والثقافية، فدار الشباب ورغم إعادة الاعتبار لها، إلا أنها وبعد أن تعرضت تجهيزاتها للسرقة بقيت بدون استغلال، بل أكثر من ذلك تحولت إلى مرتع للمنحرفين يمارسون فيه شتى الممنوعات، ليبقى “الماتيكو” المرفق الشباني الوحيد في القرية الذي لا يزال مستغلا من الشباب، وهذا رغم المشدات التي تنشب بين الفينة والأخرى بينهم لتحديد من يلعب فيه .

وناشد سكان أكفادو، السلطات المحلية وعلى رأسها الوالي التدخل للاستجابة لانشغالاتهم، والتي يعتبرونها ضرورية خاصة ما تعلق منها بالنشاط الزراعي.

الوسوم

خالد ميمون

مدون جزائري. مستشار تقني في الاتصالات , مهتم بالتقنية المجتمع و الدين, يدون بشكل غير منتظم في مدونة البريد اليومي , ذو خبرة في مجالات : الاتصالات , الشبكات , الخوادم ,تصميم مواقع الانترنت الديناميكية و الحلول المخصصة, أنظمة لينيكس و البرامج مفتوحة المصدر.

مقالات ذات صلة

أترك تعليقا

إغلاق