مسالك ترابية وإنارة غائبة ومياه شحيحة
إغيل نسعيد بتوجة في بجاية.. عزلة قاتلة ومعاناة طال أمدها
يبقى مشكل غياب الطرق المعبدة وافتقاد القرى للمسالك الصالحة للسير، الشغل الشاغل لكل سكان مداشر وقرى بلدية توجة بولاية بجاية، حيث بقيت الطرق متهرئة ولم يتم تزفيتها منذ عشرات السنين، ما جعل السكان يعانون من مصاعب جمة في المرور عبر هذه المسالك الترابية المتردية المعروفة بانحدارها الشديد نظرا لتضاريسها الجبلية الوعرة، كما هو الحال بالنسبة لسكان قرية إغيل نسعيد بمنطقة تيغرمت.
تغطيات ذات صلة
ويشتكي السكان منذ عشرات السنين من تدهور واهتراء كلي لشبكة الطرقات التي أصبحت تصلح لكل شيء إلا لسير المركبات- يقول السكان الذين أكدوا في نفس السياق، أنهم وجهوا عديد الشكاوى والمراسلات إلى السلطات المحلية قصد تعبيد طرقاتهم، إلا أن الوعود بقيت مجرد كلام.
وقد أثر اهتراء الطرقات سلبا على تلاميذ المدارس الذين أصبحوا يواجهون صعوبات كبيرة في الالتحاق بالمؤسسات التربوية خصوصا في فصل الشتاء حيث تكثر الأوحال والسيول الجارفة التي تحوّل هذه المسالك إلى برك مائية كبيرة يصعب تجاوزها، أما أصحاب المركبات، من جهتهم، فقد اشتكوا من الوضعية الكارثية التي تتواجد عليها طرقات القرية التي جعلتهم يحجمون عن التنقل منها وإليها، مؤكدين أنهم يعيشون في عزلة حقيقية بسبب افتقارهم لطرق معبدة تتيح لهم حياة كريمة، ورغم أن سكان المنطقة يعتمدون على النشاط الفلاحي وتربية المواشي إلا أنهم لم يحظوا بمشاريع الدعم الموجهة للفلاحين بمختلف أنواعها وأشكالها، والتي كان بوسعها أن تنعش المنطقة وتحقّق لسكانها مداخيل تعينهم على مجابهة الحياة الصعبة التي يعيشونها، وما زاد من مشاكل الفلاحين في المنطقة، هو قطعان الخنازير البرية التي تعيث فسادا في منتجاتهم الفلاحية، حيث طالبوا السلطات المعنية بضرورة القضاء على هذه الحيوانات التي كبدتهم خسائر فادحة.
وفي سياق آخر فإن سكان إغيل نسعيد يشتكون من انتشار الروائح الكريهة نظرا لانعدام شبكة قنوات الصرف الصحي، ما يشكل بيئة مواتية لانتشار بعض الأمراض الجلدية وخصوصا المتنقلة عبر المياه، كما طالبوا بتوفير الإنارة العمومية وكذا إنهاء مشكل النقص الفادح في المياه الصالحة للشرب الذي يتخبطون فيه حتى يرتاحوا أخيرا من هذا الكابوس الذي يطاردهم على مر السنين.
